وسام العمل الوطني حمّلني مسؤولية تحقيق المزيد
دعم القيادة الرياضية أساسي في مسيرتي
هناك من يعيشون حياتهم وفق حدود المألوف، وهناك من يكسرون تلك الحدود ليصنعوا مجدهم الخاص. حبيب صباح حبيب رجل أدرك منذ صغره أن العظمة تبنى بالإصرار والشغف الذي لا يعرف المستحيل. بدأ رحلته بحلم أشعله والده، فشقت طموحاته طريقها نحو العالمية، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ السنوكر.
أكثر من 100 ميدالية ملونة، بينها ذهبيتان في بطولة العالم، وفضية في بطولة القارات، لم تكن مجرد أرقام، بل محطات في رحلة كفاح وصبر، تشهد على إرادة لا تنكسر. في هذا الحوار الذي أجراه ملحق «أخبار الخليج الرياضي» نغوص مع «السوبر» حبيب في أعماق مسيرته الملهمة، لنكشف أسرار النجاح، وتحديات الطريق، وطموحات لا حدود لها.
- في البداية، كيف تُعرّف القراء بنفسك وبمسيرتك في عالم السنوكر؟
أنا حبيب صباح حبيب، لاعب منتخب البحرين للسنوكر. بدأت ممارسة اللعبة منذ سن الثانية عشرة بفضل والدي، الذي كان لاعبًا سابقًا وألهمني حب هذه الرياضة. مثّلت المنتخب الوطني لأول مرة في عام 1998، وما زلت مستمرًا حتى اليوم بفضل الله.
- حققتَ أكثر من 100 ميدالية ملونة على المستويات الآسيوية، والإقليمية، والعالمية. ما هو السر وراء هذا التألق المستمر؟
الحمد لله، تجاوزتُ حاجز 100 ميدالية ملونة على مدار مسيرتي، منها البحرينية والخليجية والعربية والآسيوية والعالمية. لا يوجد سر محدد، بل هو توفيق من الله. أرى أن الإنجاز لا يتحقق بمجهود فردي فقط؛ اللاعب يمثل 60% من النجاح، والبقية تتوزع بين دعم القادة الرياضيين، واهتمام الاتحاد، وتشجيع الأهل والأصدقاء، ودور الإعلام والمدرب.
منذ بدايتي، كانت كل هذه العوامل متاحة لي. وأحرص دائمًا على التدريب المستمر على مدار العام، وهذا هو سر حفاظي على قمة مستواي.
- حصلتَ على وسام العمل الوطني من قبل جلالة الملك المعظم، كيف انعكس هذا التكريم على مسيرتك الرياضية؟
كان حلمًا تحقق بفضل الله. هذا التكريم من جلالة الملك المعظم هو أعظم إنجاز في مسيرتي. أشعر بمسؤولية أكبر الآن لتحقيق المزيد من الإنجازات لبلدي.
- من بين جميع إنجازاتك، أيها تعتز به أكثر ولماذا؟
كل الإنجازات عزيزة على قلبي ولها قصصها الخاصة. البعض يظن أن البطولات العالمية هي الأقرب، لكنها بالنسبة لي متساوية في قيمتها، لأن لكل ميدالية ذكرى وتجربة فريدة.
- كيف تمكنت من تحقيق 4 ميداليات عالمية، منها ذهبيتان؟ وما هي أصعب لحظة واجهتها خلال هذه البطولات؟
بطولات العالم من أصعب المنافسات. شاركت فيها لأكثر من 20 عامًا، أحيانًا من دون تحقيق أي شيء، ولكنني لم أستسلم. بالصبر والإصرار، حققت ميداليتين ذهبيتين، وفضية، وبرونزية. هذا درس لكل الشباب: لا تيأس أبدًا، فالصبر والتحضير الجيد يحققان الإنجازات.
- حصدتَ 7 ميداليات ذهبية في البطولة العربية، ما هو شعورك بتمثيل البحرين بأفضل صورة على المستوى العربي؟
شعور لا يوصف. الفخر كبير، والحلم ما زال مستمرًا لتحقيق المزيد.
- حدثنا عن مشاركتك في بطولة القارات وإحرازك الميدالية الفضية؟
تُعد بطولة القارات من أهم المحافل الرياضية، حيث تمثل كل قارة بأربعة لاعبين في أربع مسابقات للذكور ومثلها للإناث. وقد تم اختياري من قبل اتحاد القارة لتمثيل آسيا في هذه البطولة نظرًا الى كوني بطلًا للعالم، والحمد لله تمكنت من تحقيق الميدالية الفضية. أعتبر هذا الإنجاز محطة مهمة أفتخر بها في مسيرتي الرياضية.
- هل ترى نفسك الآن أقرب من أي وقت مضى للتأهل لبطولات المحترفين؟
نعم، فقد سبق لي المشاركة في بطولات المحترفين قبل 20 عامًا، ثم توقفت عن خوض هذه المنافسات. لكن هذا العام قررت العودة والمشاركة مجددًا، وقد تمكنت من الوصول إلى التصفيات النهائية للتأهل. أشعر بأنني الآن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق هذا الهدف، وأتطلع الى المنافسة في بطولات المحترفين مستقبلاً.
- بعد كل هذه الإنجازات، ما هي طموحاتك القادمة على المستوى المحلي والدولي؟
أستعد حاليًا لتصفيات بطولات المحترفين الشهر القادم، وهي رحلة صعبة. على المدى البعيد، أطمح الى مواصلة التطور والمنافسة على البطولات. بعد تحقيق 100 ميدالية، لماذا لا أصل إلى 200؟
- هل تفكر في الانتقال إلى مجالات أخرى في الرياضة، مثل التدريب أو الإدارة الرياضية بعد اعتزالك اللعب؟
بدأت فعلاً حضور دورات تدريبية لتأهيل نفسي للمستقبل، لكنني لن أترك اللعب. أطمح للجمع بين اللعب والتدريب، ومشاركة خبرتي مع الأجيال القادمة.
- من هو قدوتك في رياضة السنوكر؟ وهل هناك لاعب عالمي تأثرت به في مسيرتك؟
قدوتي هو اللاعب البريطاني روني أوسوليفان، الذي تابعته منذ صغري. أعجبت بمهاراته العالية وأسلوبه الجميل في اللعب.
- كيف ترى دور الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية في دعم مسيرتك الرياضية؟
الدعم كبير وواضح من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية وبدعم من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة
وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضية، رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، هذا الدعم كان له دور أساسي في وصول الرياضة البحرينية إلى مستويات عالمية.
- بلغت من العمر 42 عامًا ولا تزال في قمة عطائك. ما هو السر في استمراريتك بهذا المستوى العالي؟
التعلم المستمر، التطور، والرغبة الدائمة في رفع علم البحرين في أكبر المحافل الرياضية.
- يُطلق عليك لقب «السوبر» بسبب إنجازاتك الذهبية، كيف تشعر حيال هذا اللقب؟ وما هو السر وراء هذا التفوق الدائم؟
أحب هذا اللقب، فقد أطلقه عليّ الاتحاد الدولي للمحترفين في عام 2005 بعد سلسلة من الإنجازات. استمر اللقب معي بفضل دعم الصحافة المحلية والمحبين. السر هو الإصرار، والتدريب المستمر، وحب اللعبة.
- ما هي نصيحتك للشباب البحرينيين الذين يرغبون في دخول عالم السنوكر؟
التعلم والصبر هما المفتاح. عليكم بالتعلم من أصحاب الخبرة لتوفير الوقت وتطوير المهارات.
- ما هي رسالتك لجماهيرك ومشجعيك في البحرين وخارجها؟
شكرًا للجميع على دعمهم ووقوفهم بجانبي. أعدكم بتحقيق المزيد من الإنجازات، وأتمنى أن أكون دائمًا عند حسن ظنكم.
- كلمة أخيرة؟
أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى جلالة الملك المعظم على تكريمه لمسيرتي الرياضية بمنحي وسام العمل الوطني، وهو شرف كبير أعتز به.
كما أشكر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على دعمهما المستمر للرياضيين في المملكة.
ولا أنسى دور أمين عام اللجنة الأولمبية فارس الكوهجي والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة الدكتور عبدالرحمن عسكر على دعمهما الدائم. وأخص بالشكر رئيس الاتحاد منذر البصري على حضوره المستمر وتذليله كافة الصعوبات التي واجهتني، ورئيس الجمارك الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة على دعمه الكبير واللامحدود.
أخيرًا، أقدم امتناني العميق لعائلتي وأصدقائي على وقوفهم بجانبي في كل خطوة من مسيرتي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك