ما حكم الإفطار خلال رمضان أثناء السفر والتوجه إلى العمرة بسبب طول المسافة، وهل يجب تعويض تلك الأيام؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
الله سبحانه وتعالى شرع لنا، ورخص لنا الإفطار في رمضان للسفر وللمرض، قال تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
فعلق الله سبحانه وتعالى الإفطار على المرض والسفر.
ومن العلماء طبعا من اشترط أن يكون السفر سفر طاعة، ولكن رأس الجمهور أنه حتى لو كان السفر سفر معصية، فإنه يأثم لمعصية، ولكن يحل له الفطر، لأن علة الفطر هي السفر، فإذا تحققت العلة جاز له الأخذ بالرخصة التي علقت على تلك العلة، كما يقولون الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما.
أما التوجه إلى العمرة، ولا شك أن العمرة في رمضان مستحبة، وقد قال صلى الله عليه وسلم «عمرة في رمضان كحجة»، وفي رواية «كحجة معي»، أخرجه مسلم.
ويجب تعويض تلك الأيام، والأصل المبادرة إلى التعويض، ولا يجوز التفريط إلى أن يأتي رمضان آخر، فإن جاء رمضان آخر.
فعلى قولين للعلماء منهم من يوجب القضاء مع الإطعام عن كل يوم، ومنهم من يوجب القضاء فقط، ولكن عليه الاستغفار والتوبة من هذا الذنب، لأن تأخيره إلى رمضان.
فضيلة الشيخ عصام محمد إسحاق العباسي
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك