العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

الثقافي

15 فاصلاً إعلانيا منتجا بالذكاء الاصطناعي في شهر رمضان..إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟

السبت ٠٨ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬ساعة‭ ‬متأخرة‭ ‬من‭ ‬الليل،‭ ‬وعندما‭ ‬كنت‭ ‬أتصفح‭ ‬إحدى‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬صادفتني‭ ‬إحدى‭ ‬المنشورات‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الحسابات‭ ‬المحلية،‭ ‬والتي‭ ‬أفادت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بأن‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬أعد‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الفضيل‭ ‬15‭ ‬فاصلاً‭ ‬إعلانياً‭ ‬معداً‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬ليفصل‭ ‬بين‭ ‬البرامج‭ ‬والمسلسلات‭ ‬الرمضانية‭ ‬المنطوية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭.‬

فاجأني‭ ‬الخبر‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر،‭ ‬ولما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬اسهمت‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الإعلام‭ ‬البحريني‭.‬

لم‭ ‬أكترث‭ ‬لتحليل‭ ‬الخبر‭ ‬بشكل‭ ‬مفصل‭ ‬والغوص‭ ‬في‭ ‬عوالمه،‭ ‬واعتبرته‭ ‬بادرة‭ ‬جميلة‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬التقنية‭ ‬واستخدامها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الإعلام‭ ‬البحريني،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يدُم‭ ‬ذلك‭ ‬برهة‭ ‬طويلة‭ ‬حتى‭ ‬لمحت‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬حسابه‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬وما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يحدثها‭ ‬هذا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬إذا‭ ‬اعتُمد‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬فعلي‭ ‬ومكثف،‭ ‬فأصبت‭ ‬بالذهول‭ ‬لحظتها،‭ ‬كيف‭ ‬غفلتُ‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر؟‭ ‬فدار‭ ‬بيني‭ ‬وبينه‭ ‬حوار‭ ‬جعلني‭ ‬أسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البعبع‭ ‬وما‭ ‬سينتجه‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬كارثية‭!‬

الاستخدام‭ ‬المبالغ‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يحقق‭ ‬البطالة‭!‬

عندما‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العتبة‭ ‬المهمة‭ ‬لكل‭ ‬بحريني‭ ‬وبحرينية،‭ ‬فنحن‭ ‬نعي‭ ‬جلياً‭ ‬ما‭ ‬نقول،‭ ‬فوداعاً‭ ‬للمصورين‭ ‬حينها،‭ ‬والمصممين،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الإعلامية‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬روح‭ ‬العمل،‭ ‬فعندما‭ ‬تعتمد‭ ‬الوسيلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬مثلاً‭ ‬على‭ ‬صور‭ ‬منتجة‭ ‬باستخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬سنتخلى‭ ‬عن‭ ‬المصورين‭ ‬المبدعين‭ ‬الذين‭ ‬سينقلون‭ ‬لنا‭ ‬الواقع‭ ‬بحيثياته‭ ‬وبصورة‭ ‬جمالية،‭ ‬وسنرى‭ ‬أنفسنا‭ ‬مسندين‭ ‬أنفسنا‭ ‬إلى‭ ‬جدار‭ ‬هش،‭ ‬إلى‭ ‬صور‭ ‬تخلو‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬البصري‭.‬

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المتاح‭ ‬للناس‭ ‬جميل‭ ‬إذا‭ ‬اعتمدنا‭ ‬عليه‭ ‬كأداة‭ ‬عامة‭ ‬كحال‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬تقنية‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الراهن،‭ ‬ولكن‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬الاستبدال‮»‬‭ ‬الكلي‭ ‬للمواد‭ ‬بمواد‭ ‬مصنعة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الشائعة‭ ‬حالياً‭ ‬تهدد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الإبداعية‭.‬

فعندما‭ ‬نرى‭ ‬اللقطات‭ ‬التي‭ ‬أنتجها‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬باستخدام‭ ‬هذا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬فسنرى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭: ‬قسم‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬الدعاية‭ ‬والإعلانات‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬منتج،‭ ‬مخرج،‭ ‬مساعد‭ ‬المخرج،‭ ‬مدير‭ ‬التصوير،‭ ‬المصورين،‭ ‬مدير‭ ‬الإضاءة،‭ ‬مشغل‭ ‬الكاميرا،‭ ‬مدير‭ ‬اللوكيشن،‭ ‬مخرج‭ ‬فني،‭ ‬مصمم‭ ‬الإنتاج،‭ ‬مصمم‭ ‬الأزياء،‭ ‬ماكير،‭ ‬مونتير،‭ ‬ملوّن‭.. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬

الأمر‭ ‬المراد‭ ‬إيصاله‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والشابات‭ ‬مبدعين،‭ ‬قادرين‭ ‬بإحساسهم‭ ‬الفني‭ ‬والوطني‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أجمل‭ ‬وأفضل‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬اللقطات‭ ‬الخاوية‭ ‬من‭ ‬الروح‭ ‬الفنية‭ ‬الإبداعية‭ ‬ولإنسانية،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬درسوا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬والمجالات‭ ‬آملين‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مكنوناتهم‭ ‬وجهودهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬المنقضية‭ ‬بين‭ ‬دفوف‭ ‬الكتب‭ ‬الدراسية،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬سيظل‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬وظائف‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬يطلق‭ ‬طاقاته‭ ‬الإبداعية‭ ‬المكبوتة،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬سيجد‭ ‬الطريق‭ ‬مغلقاً‭ ‬بسبب‭ ‬استبداله‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

 

r.alstrawi10@gmail.com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا