بناء الشخصية من خلال الرياضة هو موضوع يعكس التأثير الكبير الذي يمكن أن تتركه الأنشطة البدنية على تطوير الفرد من جوانب متعددة، حيث تقدم الرياضة دروسا وتجارب قيمة تمتد إلى ما هو أبعد من مجال اللعب، من خلال كل جهد مبذول في الأنشطة الرياضية، وكل تحد نواجهه، نكتسب قوة داخلية تدفعنا للاستمرار في السعي نحو الأفضل، نتعلم أن النجاح ليس فقط في تحقيق الأهداف، بل في كيفية التعامل مع الصعاب والانهزام ثم العودة أقوى، حيث أشار ديسي (2015) إلى أن قيم الصدق والتعاون واللعب النظيف والمسؤولية والعدالة والتسامح والاحترام يمكن تطبيقها في الرياضة، يوضح لنا كيف يمكن للرياضة أن تؤثر وتبني القيم التي يتبناها أفراد هذا المجتمع، حيث تلعب الرياضة دورا مهما ومؤثرا على مختلف الجوانب التي تسهم في التنمية الشاملة للفرد. إذا ذكرنا الجوانب الاجتماعية فإن الرياضة تسهم في بناء عالقات اجتماعية قوية، من خلال التفاعل مع الزملاء، يتعلم الفرد التعاون، واحترام الآخرين، وتقدير الجهود المشتركة.
وإذا تطرقنا إلى الجانب العقلي تشير الدكتورة كريستين هاربر الباحثة في مجال العلوم العصبية في جامعة أوريغون، التي تؤكد في دراستها أن: التمارين البدنية تساعد على تحفيز إنتاج الخلايا العصبية الجديدة في الدماغ، وهذا له تأثيرات إيجابية على التحصيل العقلي، وخاصة في الذاكرة وقدرة التعلم.
بينما في الجوانب البدنية والصحية من خلال ممارسة التمارين البدنية المنتظمة، يمكن للفرد تحسين قوة عضلاته زيادة مرونته وتعزيز اللياقة القلبية التنفسية. كما تسهم الرياضة في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري، السمنة، وأمراض القلب، وتحسين جودة النوم.
وعند ذكر الجوانب النفسية، فإن للرياضة تأثيرا إيجابيا كبيرا على الصحة النفسية، لأن ممارسة الرياضة تحفز الجسم على إفراز الهرمونات المساعدة في تحسين المزاج مثل الإندورفين، مما يساعد في تقليل التوتر والقلق. كما تعزز الرياضة الثقة بالنفس، وتقلل من مشاعر الاكتئاب، حيث يشعر الفرد بتحقيق أهدافه وتحسن أدائه.
نرى التأثير الذي تقوم به الرياضة في مختلف جوانب التي تساهم بالارتقاء في حياة أفراد المجتمع، ويؤكد سنجر ذلك بأن شخصية الممارس للنشاط الرياضي تتغير إلى الأفضل بفضل الخبرات التي يكتسبها من خلال ممارسة الألعاب الرياضية، هذه الخبرات تسهم في تطوير العديد من السمات الشخصية، مثل تعزيز القدرات الاجتماعية والنضج الانفعالي، إضافة إلى تطوير مهارات القيادة واتجاهات الفرد نحو الحياة بشكل عام.
في الختام، يمكن القول إن الرياضة ليست مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية فحسب، بل هي أداة قوية لبناء شخصية متكاملة ومتوازنة. من خلال ممارسة الرياضة ينمو الفرد من مختلف الجوانب التي تحقق له التنمية الشاملة المتكاملة ليصبح فردًا منتجا وفاعلا في مجتمعه
إنها الاستثمار الذي يسهم في تطوير الإنسان بشكل شامل.
جامعة البحرين - كلية العلوم الصحية والرياضية } قسم التربية الرياضية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك