أكد الدكتور زياد السعدون، مستشار أسري في مركز ود للاستشارات الأسرية، أن الصيام لا ينفصل عن بناء العلاقات الأسرية، بل يسهم في تقويتها ويعزز معاني الرحمة والمودة بين الزوجين، ففي رمضان ورغم التقييد الذي يفرضه الصيام في النهار، إلا أنه لم يمنع الزوجين من التواصل العاطفي والروحي، ما يعزز المودة والرحمة بينهما.
وأشار الى ان النبي عليه الصلاة والسلام يُولي اهتمامًا كبيرًا بالأجواء الإيمانية داخل بيته، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» (متفق عليه) وهذا يدل على أن العبادة في رمضان لا تقتصر على الفرد وحده، بل تمتد إلى الزوجين والأسرة بأكملها، ما يرسخ قيم التعاون والتقوى في البيت المسلم.
وأضاف المستشار الأسري أن الصيام يعزز روح التعاون داخل الأسرة، ما يعكس روح المودة والتراحم ومن صور التعاون أيضًا أن يتناوب أفراد الأسرة على ترتيب سفرة الإفطار والسحور، ما ينشر أجواء التآلف ويخفف من أعباء العمل المنزلي، كما أن الصيام يُربي الأسرة على الصبر والتسامح، فالصائم مطالب بكظم الغيظ، والابتعاد عن النزاعات، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَلَه، فليقلْ: إنِّي صائمٌ» (رواه البخاري، حديث رقم 1904). فهذا الحديث يُعلّم الأسرة ضبط النفس، والابتعاد عن الشجار، وتعزيز ثقافة التسامح داخل البيت.
وبين أن رمضان يُعتبر فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية، إذ يكثر تبادل الزيارات بين العائلات، وتجتمع الأسرة على مائدة الإفطار في أجواء مليئة بالدفء والسكينة. كما تتجلى روح التكافل الاجتماعي، حيث يسعى الأزواج والأسر إلى تقديم الصدقات وإطعام الطعام، ما يغرس في الأبناء قيم العطاء والبذل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك