العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

أوقفوا هذه العربدة الصهيونية

تطوران‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الخطورة‭ ‬يجريان‭ ‬امام‭ ‬اعين‭ ‬العرب‭ ‬والعالم‭.‬

التطور‭ ‬الأول‭: ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬التي‭ ‬صعد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬عدوانه‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭. ‬شرد‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المخيمات‭.. ‬يهدم‭ ‬بيوتا‭ ‬ويطرد‭ ‬أهلها‭.. ‬يدفع‭ ‬بدباباته‭ ‬الى‭ ‬الضفة‭ ‬وسط‭ ‬تخطيط‭ ‬معلن‭ ‬لاحتلالها‭ ‬بالكامل‭. ‬بالطبع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المخطط‭ ‬المعروف‭ ‬بإعلان‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬الى‭ ‬اسرائيل‭ ‬بدعم‭ ‬امريكي‭ ‬كامل‭.‬

التطور‭ ‬الثاني‭: ‬يجري‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬نعرف‭ ‬انه‭ ‬بمجرد‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬قامت‭ ‬اسرائيل‭ ‬بتدمير‭ ‬كل‭ ‬القوة‭ ‬والقدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬السورية‭. ‬وقامت‭ ‬باحتلال‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا‭. ‬وبلغت‭ ‬الصفاقة‭ ‬بإسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬حد‭ ‬ان‭ ‬تعلن‭ ‬ان‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬محظور‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬تواجد‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا،‭ ‬وإنها‭ ‬ستبقي‭ ‬احتلالها‭ ‬للمناطق‭ ‬السورية‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭.‬

لم‭ ‬تكتف‭ ‬إسرائيل‭ ‬بهذا،‭ ‬بل‭ ‬أعلنت‭ ‬ان‭ ‬سوريا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مقسمة‭ ‬بين‭ ‬مناطق‭ ‬حكم‭ ‬ذاتي‭ ‬وانها‭ ‬سوف‭ ‬تحمي‭ ‬الدروز‭.. ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬المستفزة‭.‬

ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬بل‭ ‬طلبت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬ان‭ ‬تمارس‭ ‬كل‭ ‬نفوذها‭ ‬وضغوطها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬ان‭ ‬تبقى‭ ‬سوريا‭ ‬ضعيفة‭ ‬وبدون‭ ‬حكومة‭ ‬مركزية‭ ‬قوية‭. ‬هكذا‭ ‬بكل‭ ‬صفاقة‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬تريد‭ ‬اسرائيل‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬سوريا‭ ‬اشبه‭ ‬بمحمية‭ ‬اسرائيلية‭ ‬وان‭ ‬تظل‭ ‬ساحتها‭ ‬مفتوحة‭ ‬تعمل‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬تشاء‭.‬

يحدث‭ ‬هذا‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬الابادة‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بكل‭ ‬ابعادها‭ ‬التي‭ ‬نعرفها،‭ ‬وبعد‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬والدفع‭ ‬بقواتها‭ ‬لاحتلال‭ ‬مناطق‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬ان‭ ‬تتركها‭ ‬رغم‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬القتال‭.‬

هذه‭ ‬عربدة‭ ‬صهيونية‭.‬

العربدة‭ ‬الصهيونية‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اعتقاد‭ ‬صهيوني‭ ‬بأن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬بالكامل‭. ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬على‭ ‬تقسيم‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬والزعم‭ ‬بحماية‭ ‬الأقليات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يفسح‭ ‬المجال‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬وفرض‭ ‬الارادة‭ ‬الصهيونية‭.‬

إسرائيل‭ ‬والدوائر‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬يراهنون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬أمرين‭ ‬اساسيين‭:‬

الأول‭: ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬المطلق‭ ‬للمشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬ولكل‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬إسرائيل‭ ‬أيا‭ ‬كان‭. ‬بالطبع‭ ‬تعزز‭ ‬هذا‭ ‬الرهان‭ ‬بعد‭ ‬المشاركة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬أبشع‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬وعلى‭ ‬التفويض‭ ‬الذي‭ ‬منحه‭ ‬ترامب‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬بأن‭ ‬يفعلوا‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يريدون‭.‬

والثاني‭: ‬اعتقاد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬ان‭ ‬تواجه‭ ‬المخططات‭ ‬الصهيونية‭ ‬أو‭ ‬توقف‭ ‬العربدة‭ ‬الصهيونية‭ ‬وتردع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبأنه‭ ‬أصبح‭ ‬بمقدور‭ ‬اسرائيل‭ ‬ان‭ ‬تفرص‭ ‬بالقوة‭ ‬والإرهاب‭ ‬الفعلي‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬سوف‭ ‬تنعقد‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭.‬

على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬ذكرناه،‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬للقمة‭ ‬موقف‭ ‬حازم‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العربدة‭ ‬الصهيونية‭.‬

القمة‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬توجه‭ ‬رسالة‭ ‬قاطعة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬اللبس‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ .. ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬العربدة‭ ‬مرفوضة‭ ‬وان‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تتصدى‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تقبل‭ ‬بها‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬توقفها‭ ‬عند‭ ‬حدها،‭ ‬وإنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬قادرة‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

القمة‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تفعل‭ ‬هذا‭. ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬مواقفها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تؤكد‭ ‬هذا‭ ‬والا‭ ‬فإن‭ ‬الطوفان‭ ‬الصهيوني‭ ‬سوف‭ ‬يجتاح‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا