يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
أوقفوا هذه العربدة الصهيونية
تطوران في منتهى الخطورة يجريان امام اعين العرب والعالم.
التطور الأول: يجري في الضفة الغربية المحتلة التي صعد الاحتلال الاسرائيلي عدوانه عليها في الفترة الماضية. شرد الآلاف من المخيمات.. يهدم بيوتا ويطرد أهلها.. يدفع بدباباته الى الضفة وسط تخطيط معلن لاحتلالها بالكامل. بالطبع كل هذا في إطار المخطط المعروف بإعلان ضم الضفة الغربية الى اسرائيل بدعم امريكي كامل.
التطور الثاني: يجري في سوريا. نعرف انه بمجرد سقوط نظام بشار الأسد قامت اسرائيل بتدمير كل القوة والقدرات العسكرية السورية. وقامت باحتلال جنوب سوريا. وبلغت الصفاقة بإسرائيل في الأيام الماضية حد ان تعلن ان النظام الجديد في سوريا محظور عليه أي تواجد في جنوب سوريا، وإنها ستبقي احتلالها للمناطق السورية إلى أجل غير مسمى.
لم تكتف إسرائيل بهذا، بل أعلنت ان سوريا يجب ان تكون مقسمة بين مناطق حكم ذاتي وانها سوف تحمي الدروز.. إلى آخر هذه التصريحات المستفزة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طلبت إسرائيل من أمريكا ان تمارس كل نفوذها وضغوطها من اجل ان تبقى سوريا ضعيفة وبدون حكومة مركزية قوية. هكذا بكل صفاقة.
بعبارة أخرى تريد اسرائيل ان تكون سوريا اشبه بمحمية اسرائيلية وان تظل ساحتها مفتوحة تعمل بها ما تشاء.
يحدث هذا بعد حرب الابادة التي شنتها إسرائيل في غزة بكل ابعادها التي نعرفها، وبعد العدوان على لبنان والدفع بقواتها لاحتلال مناطق لا تريد ان تتركها رغم اتفاق وقف القتال.
هذه عربدة صهيونية.
العربدة الصهيونية تندرج في إطار اعتقاد صهيوني بأن الوقت قد حان لتنفيذ المشروع الصهيوني في الوطن العربي بالكامل. هذا المشروع الذي يقوم في جوهره على تقسيم دول عربية والزعم بحماية الأقليات في الدول العربية، الأمر الذي يفسح المجال لتحقيق حلم السيطرة على المنطقة وفرض الارادة الصهيونية.
إسرائيل والدوائر الصهيونية العالمية يراهنون في هذا على أمرين اساسيين:
الأول: الدعم الأمريكي المطلق للمشروع الصهيوني ولكل ما تفعله إسرائيل أيا كان. بالطبع تعزز هذا الرهان بعد المشاركة الأمريكية الكاملة في أبشع حرب إبادة على غزة في ظل إدارة بايدن، وعلى التفويض الذي منحه ترامب للإسرائيليين بأن يفعلوا أي شيء يريدون.
والثاني: اعتقاد إسرائيل بأن الدول العربية عاجزة عن ان تواجه المخططات الصهيونية أو توقف العربدة الصهيونية وتردع إسرائيل، وبأنه أصبح بمقدور اسرائيل ان تفرص بالقوة والإرهاب الفعلي أي شيء على الدول العربية.
القمة العربية الطارئة سوف تنعقد في القاهرة بعد يومين.
على ضوء ما ذكرناه، يجب ان يكون للقمة موقف حازم واضح من هذه العربدة الصهيونية.
القمة العربية يجب ان توجه رسالة قاطعة لا تقبل اللبس إلى إسرائيل .. ان هذه العربدة مرفوضة وان الدول العربية عازمة على ان تتصدى لها ولا يمكن ان تقبل بها وقادرة على ان توقفها عند حدها، وإنها قادرة على ذلك. والدول العربية قادرة بالفعل على ذلك.
القمة العربية يجب ان تفعل هذا. والدول العربية بشكل عام في مواقفها في الفترة القادمة يجب ان تؤكد هذا والا فإن الطوفان الصهيوني سوف يجتاح الوطن العربي.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك