أكد محسن علي الغريري، رئيس مجلس الأمناء مركز بتلكو للاستقرار الأسري، أن شهر رمضان المبارك يُحدث تغييرات ملحوظة في نمط الحياة والتي من أبرزها تغيير مواعيد النوم بسبب السهر حتى أوقات متأخرة لتفضيل البعض هذا الوقت للعبادة أو المناسبات الاجتماعية والعائلية أو حتى الترفيه، ومع ذلك فإن لهذا السلوك تأثير مباشر على إنتاجية العمل خلال النهار، إذ يؤدي إلى انخفاض مستوى التركيز والانتباه، ما يجعل أداء المهام يتطلب وقتاً أطول وجهداً مضاعفاً، فضلاً عن تراجع الإنتاجية والإبداع نتيجة الإرهاق الناتج عن قلة النوم.
وأشار الغريري الى ان السهر يزيد من احتمالية الأخطاء والتأخير في الإنجاز وعلى مستوى الأداء العام في العمل، مما قد ينعكس سلباً على بيئة العمل وأهداف المؤسسة، فضلاً عن تغير المزاج وجعل الأشخاص أكثر عرضةً للتوتر والعصبية، ما قد يؤثر على التعامل مع الزملاء والعملاء، وقد يتسبب في سوء التفاهم داخل بيئة العمل، ولهذا من المهم تحقيق التوازن بين الاستمتاع بأجواء رمضان والحفاظ على أداء مهني فعال.
وبين أن النصائح الصحية التي يقدمها المتخصصون فيما يتعلق بضرورة تناول وجبات متوازنة بعيدة عن الأطعمة الثقيلة المليئة بالدهون، وشرب كميات كافية من الماء، فإن من الأهمية تنظيم وقت النوم مبكراً ولو لساعات قليلة قبل السحور، للحفاظ على راحة الجسم والذهن، والمساعدة على تحسين الأداء خلال اليوم، والتحكم في أوقات السهر والتقليل من استخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز لساعات متأخرة، كما يفضل أيضاً إنجاز المهام الصعبة في الصباح الباكر عندما يكون مستوى التركيز في أعلى مستوياته، وترك المهام الروتينية لفترات انخفاض الطاقة.
وأوضح أن السهر في شهر رمضان يعد جزءاً من العادات الاجتماعية ولكن من الضروري تحقيق توازن بين الأجواء الرمضانية والحفاظ على الأداء المهني، فالاستمتاع بليالي رمضان يجب ألا يكون له تأثير سلبي على الإنتاجية والصحة العامة، فالمفتاح هو الاعتدال والتخطيط الجيد، فضلاً عن تأكيد أن العمل ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق فحسب، بل هو عبادة متى ما اقترن بالنية الصادقة والإخلاص تحقيقاً لرضا الله، والبركة في الرزق والوقت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك