العدد : ١٧١٥٣ - الاثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٣ - الاثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٤٦هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

الناس شنو بتقول عنك!

أصبحت‭ ‬مقتنعة‭ ‬جدا‭ ‬بأنك‭ ‬لو‭ ‬صدقت‭ ‬واهتممت‭ ‬بكلام‭ ‬ونظرة‭ ‬الناس‭ ‬لك،‭ ‬ستنسى‭ ‬سعادتك‭ ‬وتصبح‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إنسانا‭ ‬جميلا‭ ‬وبطلا‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الناس‭ ‬ولكنك‭ ‬ستكون‭ ‬إنسانا‭ ‬تعيسا‭ ‬ومريضا‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬نفسك،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬يطنش‭ ‬ولا‭ ‬يهتم‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬ملاكا‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬فسيفكر‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬يخطوها‭ ‬وكيف‭ ‬ستؤثر‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬في‭ ‬سعادته‭ ‬أو‭ ‬حياته‭.‬

قصتان‭ ‬نشرتهما‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين‭ ‬تفسران‭ ‬بالضبط‭ ‬سبب‭ ‬اقتناعي‭ ‬هذا،‭ ‬قصتا‭ ‬السيدتين‭ ‬إحداهما‭ ‬اهتمت‭ ‬بكلام‭ ‬الناس‭ ‬ونظرتهم‭ ‬وأصبحت‭ ‬الملاك‭ ‬الذي‭ ‬نسي‭ ‬إساءة‭ ‬الزوج‭ ‬الخائن‭ ‬لها‭ ‬وراعته‭ ‬في‭ ‬مرضه‭ ‬وضعفه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تخلت‭ ‬عنه‭ ‬زوجته‭ ‬الجديدة،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬مرضت‭ ‬وكرهت‭ ‬حياتها‭ ‬بل‭ ‬وكرهته‭ ‬وتتمنى‭ ‬له‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة،‭ ‬فهي‭ ‬ملاك‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬الدعاء‭ ‬والأجر‭ ‬ولكنها‭ ‬تعيسة‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬أما‭ ‬السيدة‭ ‬الثانية‭ ‬فلم‭ ‬تعر‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬لكلام‭ ‬الناس‭ ‬سامحت‭ ‬زوجها‭ ‬على‭ ‬خيانته‭ ‬وعدم‭ ‬اهتمامه‭ ‬بها‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تغفر‭ ‬له،‭ ‬وأعلنت‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬ملاكا‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬حياتها‭ ‬بالطول‭ ‬والعرض‭ (‬طبعا‭ ‬وفقا‭ ‬للعادات‭ ‬والتقاليد‭) ‬وأنها‭ ‬لن‭ ‬تكرس‭ ‬باقي‭ ‬حياتها‭ ‬لتصبح‭ ‬ممرضة‭ ‬لإنسان‭ ‬عاجز‭ ‬ولكنها‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬الممرضات‭ ‬فقط،‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الناس‭ ‬أنانية‭ ‬فقط‭ ‬لأنها‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬نفسها‭ ‬وسعادتها‭ ‬ولكنها‭ ‬مرتاحة‭ ‬وسعيدة‭ ‬بل‭ ‬تعيش‭ ‬أحلى‭ ‬أيامها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كبر‭ ‬الأبناء‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انتقاد‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬لهاتين‭ ‬المقالتين‭ ‬ولومي‭ ‬على‭ ‬نشرهما‭ ‬بل‭ ‬وصلني‭ ‬إيميل‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬يتهمني‭ ‬بأنني‭ ‬أحرض‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬الأنانية‭ ‬والبُعد‭ ‬عن‭ ‬المثالية‭ ‬والصفات‭ ‬الكريمة‭ ‬وإنني‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬أشجع‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬وخسارة‭ ‬الأجر‭ ‬العظيم‭ ‬والجنة،‭ ‬ودخلوني‭ ‬بعضهم‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬وأرسلوا‭ ‬الآيات‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬توصي‭ ‬برعاية‭ ‬المريض‭ ‬وطاعة‭ ‬الزوج‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تشعبت‭ ‬عند‭ ‬بعضهم‭ ‬لعدم‭ ‬قراءة‭ ‬المقالات‭ ‬بعناية‭.. ‬فأنا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬واجبي‭ ‬أن‭ ‬أفرض‭ ‬رأيي‭ ‬ولكنني‭ ‬أسرد‭ ‬وقائع‭ ‬وقصصا‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وأحاول‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬وقلب‭ ‬أصحاب‭ ‬القصص‭ ‬وأفكر‭ ‬مثلهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬نفسي‭ ‬مكانهم‭.‬

نعم‭ ‬أنا‭ ‬مع‭ ‬التسامح‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬نفسي‭ ‬وسعادتي،‭ ‬أسامح‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أغفر‭ ‬الإساءة،‮ ‬أسامح‭ ‬ولكن‭ ‬أبتعد‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬أجرح‭ ‬مرة‭ ‬ثانية،‭ ‬فمن‭ ‬يغدر‭ ‬مرة‭ ‬يغدر‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭.‬

إنها‭ ‬حياة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭.. ‬لماذا‭ ‬أعيش‭ ‬وأموت‭ ‬فيها‭ ‬تعيسة‭ ‬لمجرد‭ ‬خوفي‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬الناس؟‭ ‬فهل‭ ‬عاش‭ ‬أو‭ ‬سيعيش‭ ‬الناس‭ ‬آلامي‭ ‬وتعبي؟‭ ‬هل‭ ‬عاشوا‭ ‬لحظات‭ ‬تعاستي‭ ‬وانكسار‭ ‬قلبي‭ ‬وخيبته؟‭ ‬هل‭ ‬شعروا‭ ‬بوحدتي‭ ‬في‭ ‬الليالي‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬فيها‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مساعدة؟‭ ‬

السؤال‭ ‬الآن‭ ‬هل‭ ‬لبس‭ ‬قناع‭ ‬أو‭ ‬دور‭ ‬الملاك أمام‭ ‬الناس‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬سعادتكم‭ ‬وحياتكم؟

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا