يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
من يتحدث باسم الفلسطينيين؟!!
قبل فترة، قال مسؤول فلسطيني في لقاء مع الصحفيين في القاهرة: «حتى الآن نحن كفلسطينيين غير قادرين على ترسيخ رواية واحدة نواجه بها العالم. هناك ضرورة قصوى للاتفاق على رواية واحدة وحملها على الأكتاف. وهنا أتحدث عن جبهة داخلية يجب أن تكون موحدة وصلبة».
المسؤول الفلسطيني يقصد بالطبع حالة الانقسام الفلسطيني وعدم قدرة الفصائل الفلسطينية على التوحد وعلى الاتفاق على مشروع وطني فلسطيني واحد ورؤية واحدة يتم مخاطبة العالم بها.
وفي الفترة القليلة الماضية تابعت تعليقات لمراقبين يتحدثون عما تواجهه القضية الفلسطينية حاليا وخصوصا مخططات تهجير الفلسطينيين من غزة وتصفية القضية، الأمر الذي استدعى عقد قمة عربية طارئة قريبا في القاهرة، ويتساءلون: من الذي سوف يمثل الفلسطينيين في قمة القاهرة التي ستبحث هذه القضايا المصيرية للشعب الفلسطيني؟
جرت العادة أن السلطة الفلسطينية هي التي تحضر القمم العربية، لكن الوضع مختلف في الظروف الحالية. في الوقت الذي تعتبر السلطة أنها هي ممثلة الشعب الفلسطيني وتتحدث باسمه، فإن حركة حماس هي التي تتفاوض حاليا مع إسرائيل وأمريكا والوسطاء حول غزة، ولا يمكن بداهة حسم مسألة مستقبل غزة من دون حماس.
بعض المحللين اقترحوا أن يتم تمثيل الفلسطينيين في قمة القاهرة الطارئة بوفد يضم كل الفصائل الفلسطينية بمن فيها حماس بحيث يتحدث الفلسطينيون بصوت واحد ويقدمون إلى العالم موقفا موحدا من مخططات تصفية القضية.
هذه قضية أصبحت في حد ذاتها جريمة بحق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.. قضية أنه على الرغم من كل ما يجري للشعب والقضية، مازالت قضية الوحدة الفلسطينية غائبة ومازال الانقسام قائما منذ سنوات طويلة جدا حتى اليوم.
على امتداد السنوات الطويلة الماضية عقدت عشرات اللقاءات في عواصم مختلفة عربية وأجنبية من أجل تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام. في كل مرة يتم إعلان التوصل إلى اتفاق ثم لا يحدث شيء ويستمر الحال على ما هو عليه. آخر هذه الاجتماعات التي تم اعتبارها تطورا كبيرا اجتماعات بكين في يوليو من العام الماضي، والتي انتهت بصدور «إعلان بكين» الذي وقع عليه 14 فصيلا فلسطينيا، ونص على المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية والاتفاق على أمور كثيرة. وبعد إعلان بكين عقدت اجتماعات في القاهرة بين فتح وحماس لنفس الغرض، لكن لا شيء تحقق من كل ما تم الاتفاق عليه في كل هذه الاجتماعات. لا الانقسام انتهى ولا الوحدة تحققت.
ليس هذا فحسب، بل إننا نتابع بين يوم وآخر تبادل الاتهامات والانتقادات بين فتح وحماس حول أمور كثيرة.
يحدث هذا في الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية لإبادة شاملة ومخططات تصفية نهائية.
اليوم مثلا تريد السلطة الفلسطينية أن تحكم هي وحدها غزة بعد انتهاء الحرب وأن تكون هي المسؤولة عن مساعدات إعادة الإعمار.. في الوقت نفسه تعتبر حماس أن من حقها ألا تستبعد عن غزة بحكم أنها هي التي تقود المفاوضات المتعلقة بغزة واعتبارات أخرى.
هذا وضع في منتهى الخطورة يهدد القضية الفلسطينية برمتها.
في الحقيقة هي مهزلة بكل معنى الكلمة. ليس معقولا أنه بعد كل هذه الإبادة التي تعرضت لها غزة، وبعد المخططات المعلنة للقضاء على القضية الفلسطينية نهائيا وإعادة احتلال الضفة الغربية بعد غزة، أن يظل الفلسطينيون غير قادرين على توحيد الصفوف ولا الاتفاق على رؤية وطنية موحدة للقضية ومستقبلها.
حقيقة الأمر أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى قيادة جديدة تتجاوز هذه الفصائل، لكن الوضع الحالي لا يحتمل تنفيذ هذا عمليا.
في الوقت الحاضر على الأقل يجب أن تظهر الفصائل إحساسا بالمسؤولية الوطنية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.. على الأقل يجب أن تخاطب العالم بصوت واحد يتحدث باسم الفلسطينيين وببرنامج وطني واحد.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك