تعد تقنية كريسبر -كاس 9 واحدة من أهم الاكتشافات العلمية، حيث أحدثت ثورة في مجال طب الوراثة، حيث تمكن هذه التقنية العلماء من تعديل الجينات بدقة كبيرة وبشكل غير مسبوق. وتم بحمد الله نجاح علاج أول مريض مصاب بأنيميا الدم المنجلية في مملكة البحرين باستخدام أحدث أنواع الهندسة الجينية ألا وهي تقنية (كريسبر كاس 9). لذا حاور «الخليج الطبي» الدكتورة مريم فدا استشاري الجينات الوراثية وتحليل جينات الأجنة قبل الغرس لنتعرف بالتفصيل على (تقنية كريسبر-كاس 9)
ما هي تقنية كريسبر كاس 9؟
كريسبر هو تقنية لتعديل الجينات، تسمح للعلماء بإجراء تغييرات دقيقة في الحمض النووي(DNA). تُستخدم هذه التقنية بشكل واسع في الأبحاث الطبية والبيولوجية لدراسة الجينات وتعديلها، بما في ذلك الجينات المرتبطة بالأمراض.
تم اكتشاف كريسبر في البكتيريا ومن ثم تجربتها على خلايا الإنسان. تم تتويجها بنجاح وحصول العالمتين د. جنيفر دودنا الأمريكية ود. إيمانويل شاغبونتييه الفرنسية على جائزة نوبل للكيمياء في عام 2020م.
ما هو مرض أنيميا الدم المنجلية؟
أنيميا الدم المنجلية أو كما يُسمى في البحرين بـ«السكلر»، مرض جيني وراثي صفته متنحية، يتكون بسبب خلل في الهيموجلوبين بسبب طفرة في الجين HBB. إذا كان الأب والأم حاملين لهذه الطفرة، ستكون هناك نسبة 25% لإنجاب طفل مصاب، ونسبة 50% لإنجاب طفل حامل للمرض مثل الوالدين ونسبة 25% لإنجاب سليم غير مصاب. خلايا الدم الحمراء في المرضى المصابين تكون هلالية أو منجلية، وهذا ما يؤدي إلى أعراض المرض من آلام وجلطات والحاجة إلى نقل الدم.
بعد الولادة تنخفض نسبة هيموقلوبين الأجنةFetal Hemoglobin في الأطفال وفي المقابل ترتفع نسبة هيموقلوبين البالغين Adult Hemoglobin.. ولأن هيموقلوبين البالغين به خلل جيني يؤدي إلى مرض أنيميا الدم المنجلية في هؤلاء المرضى، من خلال تقنية كريسبر نستطيع تنشيط هيموقلوبين الأجنة مرة أخرى ليبدأ نخاع العظام بإنتاج خلايا سليمة غير منجلية.
كيف يتم علاج مريض أنيميا الدم المنجلية بتقنية كريسبر؟
يتم أخذ خلايا الدم الجذعية من نخاع عظام المريض ويتم تصميم تسلسل CRISPR حيث يمكن إدخاله الى الخلية لتكوين طفرة في جين BCL11A. عندما تتكون هذه الطفرة، يبدأ نشاط هيموقلوبين الأجنة مرة أخرى وترتفع نسبته في الجسم.
قبل إرجاع هذه الخلايا المعدلة جينياً للمريض، نقوم بإعطائه أدوية العلاج الكيميائي ليتم القضاء على نخاع العظام الذي يُنتج خلايا الدم المنجلية. يتم بعدها إرجاع الخلايا المعدلة جينياً للمريض ليبدأ نخاع العظام بتكوين خلايا جديدة غير منجلية ليتمكن جسم المريض من الاستفادة منها وبذلك يتم القضاء على المرض والأعراض المصاحبة له.
تم استخدام هذه التقنية لعلاج مريض بحريني مصاب بأنيميا الدم المنجلية ليكون أول مريض خارج الأمريكتين يتعالج بهذه الهندسة الجينية والحمدلله تكللت العملية بالنجاح.. ونتمنى للمريض دوام الصحة والعافية.
نبارك لمملكتنا الغالية هذا الإنجاز الطبي. ونشكر سمو ولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، على وضع مملكة البحرين على خريطة العالم، حيث يضع سموه اليوم مملكة البحرين على خريطة العالم الطبية والعلمية من خلال توجيهاته ومبادرته وسعيه لعلاج مرضى أنيميا الدم المنجلية بأحدث طرق العلاج العالمية.. ونشيد باهتمامه بعلم الجينات والجينوم الذي يعتبر اليوم من أهم العلوم الطبية في العالم أجمع ونتطلع إلى المزيد من الإنجازات في جميع المجالات برؤية قيادتنا الحكيمة لرفعة مملكة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك