زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
إياك لو رحت هناك تحط كولونيا
نصيحتي لكل عربي: إياك والسفر الى الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، يعني بلاش تزورها طالما ترامب رئيسها، فهذا الرجل لا يحب الأوربيين ولا الآسيويين ولا سكان أمريكا الجنوبية، وبداهة فإنه لا يطيق حتى كلمة عربي أو مسلم، ولهذا جاء بالحل العبقري لوقف الحرب على غزة: يشتري القطاع ويحوله الى منتجع سياحي للسح الدح امبو.
وكي تتعظ بما حدث للعرب في ظل حكومة أمريكية أكثر تعقلا من الحكومة الترامبية، أذكرك بحكاية الطالب السعودي الذي زار أمريكا (على عهد باراك أوباما الذي كان ودودا بعض الشيء)، عندما نزل في مطار فلادلفيا بالولايات المتحدة وسبب حالة من الذعر، استوجبت إعلان حالة الطوارئ القصوى، فقد كان الطالب يحمل في حقيبة يده عبوة فيها سائل، ولأنه عربي ومسلم فإن ذلك السائل أثار الشبهات: ربما هو مكلّفٌ من قبل منظمة إرهابية لرش السموم في الأجواء أو خزانات المياه المركزية في مدينة ما في الولايات المتحدة!! ربما طوّر تنظيم القاعدة قنبلة سائلة صغيرة الحجم وشديدة التدمير. تراجع موظف الجمارك مترين عن الطالب وسأله: وات إز إن ذات بوتل؟ ماذا تحوي تلك القارورة؟ ابتسم الطالب بعد أن أدرك أن عقل الموظف «يودي ويجيب»، وتذكّر أنه من قوم موصومون بالإرهاب، فرأى أن يطمئن الموظف بأن السائل غير سام وغير قاتل، ومد يده متناولا القارورة، وخلال ثوان كانت ثلة من رجال الأمن تحيط به من دون أن يتجرأ أحدهم على الاقتراب منه لأنه «مسلح» بمادة قد تكون متفجرة او جرثومية أو كيمائية أو إشعاعية، ولتقديم الدليل العملي والعلمي القاطع بأن السائل مجرد كولونيا مصنوعة في فرنسا نثر الطالب قليلا منها على نفسه، ولكنه كاد يفقد عقله لما رأى رجال الأمن يمدون أيديهم إلى مسدساتهم فاهتزت يده الممسكة بالقارورة وطاش بعض رذاذ الكولونيا وسقط على اثنين منهم!! هنا قامت القيامة عبر الراديو: اثنان من جماعتنا لحقت بهما «إصابات». وخلال ثوان كانت صافرات الإنذار تولول داخل المطار، وتدفق رجال المباحث الفيدرالية إلى البوابات لإحكام السيطرة عليها لمنع الإرهابي من الهرب، واقتحم المطار رجال الدفاع المدني مرتدين الأقنعة الواقية، واتخذ قناصو الشرطة المحلية في فلادلفيا مواقعهم وراء سواتر معدنية، وربما اتصل أحدهم بوزير الدفاع ليبلغه بوقوع إرهابي سعودي في كمين، فقالوا له إن سعادته في الحمام، وربما اتصلوا بمستشارة أخينا الرئيس باراك أوباما لشؤون الأمن القومي لتأتي إلى المطار لتقود عمليات القبض على مسلح عربي يحمل الدليل الدامغ على أن صدام حسين أنتج المواد الجرثومية المحظورة بكميات تجارية وأنه نجح في تهريب كميات منها الى جماعة ارهابية، وصل عضو فيها إلى فلادلفيا، فقالت لهم المستشارة: ما يخصني. أنا متخصصة نظريات، ولا أتدخل في الأمور العملياتية، وإزاء كل هذا لم يجد ولدنا المسكين سوى أن يرفع يديه بعلامة الاستسلام وأن يقول بأعلى صوته: هاي... ذِس إز كولون! هذه كولونيا! فرد عليه قائد الشرطة: حُطي كولونيا؟ حُطي كولونيا ليه؟ المهم اعتقلوه ولكن حالة الذعر استشرت بعد أن قال رجلا الأمن اللذان تعرضا للهجوم بالرذاذ السام إنهما فرا من موقع العدوان إلى مطعم مجاور ثم صيدلية، فرأت السلطات أن ذلك قد يتسبب في نشر العدوى إذا كانت القارورة سلاحا جرثوميا، فأعلنت الحجر الصحي على المنطقة «اللي جوه جوه، واللي بره بره»، أي لا أحد يدخلها ولا أحد يغادرها، وفي تلك الأثناء انطلقت سيارة مصفحة حاملة قارورة العطر الملغوم داخل صندوق معدني مصفح، إلى المختبر حيث ارتدى العلماء الملابس الواقية وبدأوا في دراسة مكونات السائل، وخلال بضع دقائق استنتجوا أنها كولونيا عادية!
كانت فعلا كولونيا عادية ولكن مجرد العثور عليها لدى عربي ومسلم «كمان» يجعلها كولونيا معدية! بلاش كولونيا يا عرب ويا أمة محمد، وبلاش أمريكا.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك