العدد : ١٧١٤٧ - الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤٧ - الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رمضان ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

إياك لو رحت هناك تحط كولونيا

نصيحتي‭ ‬لكل‭ ‬عربي‭: ‬إياك‭ ‬والسفر‭ ‬الى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة،‭ ‬يعني‭ ‬بلاش‭ ‬تزورها‭ ‬طالما‭ ‬ترامب‭ ‬رئيسها،‭ ‬فهذا‭ ‬الرجل‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬الأوربيين‭ ‬ولا‭ ‬الآسيويين‭ ‬ولا‭ ‬سكان‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وبداهة‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يطيق‭ ‬حتى‭ ‬كلمة‭ ‬عربي‭ ‬أو‭ ‬مسلم،‭ ‬ولهذا‭ ‬جاء‭ ‬بالحل‭ ‬العبقري‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭: ‬يشتري‭ ‬القطاع‭ ‬ويحوله‭ ‬الى‭ ‬منتجع‭ ‬سياحي‭ ‬للسح‭ ‬الدح‭ ‬امبو‭. ‬

وكي‭ ‬تتعظ‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬للعرب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومة‭ ‬أمريكية‭ ‬أكثر‭ ‬تعقلا‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الترامبية،‭ ‬أذكرك‭ ‬بحكاية‭ ‬الطالب‭ ‬السعودي‭ ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬أمريكا‭ (‬على‭ ‬عهد‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ودودا‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭)‬،‭ ‬عندما‭ ‬نزل‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬فلادلفيا‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وسبب‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الذعر،‭ ‬استوجبت‭ ‬إعلان‭  ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬القصوى،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الطالب‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬حقيبة‭ ‬يده‭ ‬عبوة‭ ‬فيها‭ ‬سائل،‭ ‬ولأنه‭ ‬عربي‭ ‬ومسلم‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬السائل‭ ‬أثار‭ ‬الشبهات‭: ‬ربما‭ ‬هو‭ ‬مكلّفٌ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬لرش‭ ‬السموم‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬أو‭ ‬خزانات‭ ‬المياه‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭!! ‬ربما‭ ‬طوّر‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬قنبلة‭ ‬سائلة‭ ‬صغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬وشديدة‭ ‬التدمير‭. ‬تراجع‭ ‬موظف‭ ‬الجمارك‭ ‬مترين‭ ‬عن‭ ‬الطالب‭ ‬وسأله‭: ‬وات‭ ‬إز‭ ‬إن‭ ‬ذات‭ ‬بوتل؟‭ ‬ماذا‭ ‬تحوي‭ ‬تلك‭ ‬القارورة؟‭ ‬ابتسم‭ ‬الطالب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬عقل‭ ‬الموظف‭ ‬‮«‬يودي‭ ‬ويجيب‮»‬،‭ ‬وتذكّر‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬قوم‭ ‬موصومون‭ ‬بالإرهاب،‭ ‬فرأى‭ ‬أن‭ ‬يطمئن‭ ‬الموظف‭ ‬بأن‭ ‬السائل‭ ‬غير‭ ‬سام‭ ‬وغير‭ ‬قاتل،‭ ‬ومد‭ ‬يده‭ ‬متناولا‭ ‬القارورة،‭ ‬وخلال‭ ‬ثوان‭ ‬كانت‭ ‬ثلة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتجرأ‭ ‬أحدهم‭ ‬على‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه‭ ‬لأنه‭ ‬‮«‬مسلح‮»‬‭ ‬بمادة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬متفجرة‭ ‬او‭ ‬جرثومية‭ ‬أو‭ ‬كيمائية‭ ‬أو‭ ‬إشعاعية،‭ ‬ولتقديم‭ ‬الدليل‭ ‬العملي‭ ‬والعلمي‭ ‬القاطع‭ ‬بأن‭ ‬السائل‭ ‬مجرد‭ ‬كولونيا‭ ‬مصنوعة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬نثر‭ ‬الطالب‭ ‬قليلا‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬ولكنه‭ ‬كاد‭ ‬يفقد‭ ‬عقله‭ ‬لما‭ ‬رأى‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬يمدون‭ ‬أيديهم‭ ‬إلى‭ ‬مسدساتهم‭ ‬فاهتزت‭ ‬يده‭ ‬الممسكة‭ ‬بالقارورة‭ ‬وطاش‭ ‬بعض‭ ‬رذاذ‭ ‬الكولونيا‭ ‬وسقط‭ ‬على‭ ‬اثنين‭ ‬منهم‭!! ‬هنا‭ ‬قامت‭ ‬القيامة‭ ‬عبر‭ ‬الراديو‭: ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬جماعتنا‭ ‬لحقت‭ ‬بهما‭ ‬‮«‬إصابات‮»‬‭. ‬وخلال‭ ‬ثوان‭ ‬كانت‭ ‬صافرات‭ ‬الإنذار‭ ‬تولول‭ ‬داخل‭ ‬المطار،‭ ‬وتدفق‭ ‬رجال‭ ‬المباحث‭ ‬الفيدرالية‭ ‬إلى‭ ‬البوابات‭ ‬لإحكام‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬لمنع‭ ‬الإرهابي‭ ‬من‭ ‬الهرب،‭ ‬واقتحم‭ ‬المطار‭ ‬رجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬مرتدين‭ ‬الأقنعة‭ ‬الواقية،‭ ‬واتخذ‭ ‬قناصو‭ ‬الشرطة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬فلادلفيا‭ ‬مواقعهم‭ ‬وراء‭ ‬سواتر‭ ‬معدنية،‭ ‬وربما‭ ‬اتصل‭ ‬أحدهم‭ ‬بوزير‭ ‬الدفاع‭ ‬ليبلغه‭ ‬بوقوع‭ ‬إرهابي‭ ‬سعودي‭ ‬في‭ ‬كمين،‭ ‬فقالوا‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬سعادته‭ ‬في‭ ‬الحمام،‭ ‬وربما‭ ‬اتصلوا‭ ‬بمستشارة‭ ‬أخينا‭ ‬الرئيس‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬لشؤون‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لتأتي‭ ‬إلى‭ ‬المطار‭ ‬لتقود‭ ‬عمليات‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬مسلح‭ ‬عربي‭ ‬يحمل‭ ‬الدليل‭ ‬الدامغ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬أنتج‭ ‬المواد‭ ‬الجرثومية‭ ‬المحظورة‭ ‬بكميات‭ ‬تجارية‭ ‬وأنه‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تهريب‭ ‬كميات‭ ‬منها‭ ‬الى‭ ‬جماعة‭ ‬ارهابية،‭ ‬وصل‭ ‬عضو‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬فلادلفيا،‭ ‬فقالت‭ ‬لهم‭ ‬المستشارة‭: ‬ما‭ ‬يخصني‭. ‬أنا‭ ‬متخصصة‭ ‬نظريات،‭ ‬ولا‭ ‬أتدخل‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬العملياتية،‭ ‬وإزاء‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬ولدنا‭ ‬المسكين‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬يديه‭ ‬بعلامة‭ ‬الاستسلام‭ ‬وأن‭ ‬يقول‭ ‬بأعلى‭ ‬صوته‭: ‬هاي‭... ‬ذِس‭ ‬إز‭ ‬كولون‭! ‬هذه‭ ‬كولونيا‭! ‬فرد‭ ‬عليه‭ ‬قائد‭ ‬الشرطة‭: ‬حُطي‭ ‬كولونيا؟‭ ‬حُطي‭ ‬كولونيا‭ ‬ليه؟‭ ‬المهم‭ ‬اعتقلوه‭ ‬ولكن‭ ‬حالة‭ ‬الذعر‭ ‬استشرت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قال‭ ‬رجلا‭ ‬الأمن‭ ‬اللذان‭ ‬تعرضا‭ ‬للهجوم‭ ‬بالرذاذ‭ ‬السام‭ ‬إنهما‭ ‬فرا‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬العدوان‭ ‬إلى‭ ‬مطعم‭ ‬مجاور‭ ‬ثم‭ ‬صيدلية،‭ ‬فرأت‭ ‬السلطات‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬العدوى‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬القارورة‭ ‬سلاحا‭ ‬جرثوميا،‭ ‬فأعلنت‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬اللي‭ ‬جوه‭ ‬جوه،‭ ‬واللي‭ ‬بره‭ ‬بره‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يدخلها‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يغادرها،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الأثناء‭ ‬انطلقت‭ ‬سيارة‭ ‬مصفحة‭ ‬حاملة‭ ‬قارورة‭ ‬العطر‭ ‬الملغوم‭ ‬داخل‭ ‬صندوق‭ ‬معدني‭ ‬مصفح،‭ ‬إلى‭ ‬المختبر‭ ‬حيث‭ ‬ارتدى‭ ‬العلماء‭ ‬الملابس‭ ‬الواقية‭ ‬وبدأوا‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬مكونات‭ ‬السائل،‭ ‬وخلال‭ ‬بضع‭ ‬دقائق‭ ‬استنتجوا‭ ‬أنها‭ ‬كولونيا‭ ‬عادية‭!‬

كانت‭ ‬فعلا‭ ‬كولونيا‭ ‬عادية‭ ‬ولكن‭ ‬مجرد‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭ ‬لدى‭ ‬عربي‭ ‬ومسلم‭ ‬‮«‬كمان‮»‬‭ ‬يجعلها‭ ‬كولونيا‭ ‬معدية‭! ‬بلاش‭ ‬كولونيا‭ ‬يا‭ ‬عرب‭ ‬ويا‭ ‬أمة‭ ‬محمد،‭ ‬وبلاش‭ ‬أمريكا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا