خان يونس - الوكالات: حضر مئات الأشخاص أمس تسليم مسلحين من فصائل فلسطينية في جنوب قطاع غزة أربعة نعوش سوداء قالت حركة حماس إنها تحوي رفات عائلة بيباس الإسرائيلية ورهينة مسنّ.
وتشكل المراسم التي أقيمت في منطقة رملية كانت في السابق مقبرة قبل أن تدمرها القوات الإسرائيلية، أول عملية تسليم لرفات رهائن في ظل الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس.
وبدأت المراسم بصعود مقاتل غطى وجهه بكوفية حمراء وبيضاء على المنصة حيث جلس لتوقيع وثائق التسليم مع مسؤولة من الصليب الأحمر. ووضعت في خلفية المنصة لافتة تحمل صورة تمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هيئة مصاص دماء فوق صور الرهائن الإسرائيليين الأربعة.
وكتب على اللافتة «قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية».
وضعت التوابيت التي تحمل صور القتلى وكذلك نتنياهو، واحدا تلو الآخر في مركبات منفصلة تابعة للصليب الأحمر بعدما لفت بغطاء أبيض مع هطول رذاذ مطر بارد.
وتجول مصورون وهم يرتدون عصابات رأس تحمل شعار كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وهم يحملون كاميراتهم في أيديهم لتوثيق اللحظة.
وأعلنت حماس تسليم جثث شيري بيباس وابنيها أرييل وكفير الذي كان في عمر تسعة أشهر أصغر رهينة تم احتجازه خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023.
الرهينة الرابع هو عوديد ليفشيتز الذي كان عمره 83 عاما وقت احتجازه.
وقالت حماس في بيان «حافظنا على حياة أسرى الاحتلال، وقدمنا لهم ما نستطيع، وتعاملنا معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم».
وانتشر المسلحون الذين يرتدون الزي العسكري ويضعون عصابات الرأس الخضراء التي تحمل شعار حركة حماس في أرجاء المكان الذي تم إخلاؤه لنقل الجثامين. ووقفوا حول المنصة واصطفوا على جانبي الطريق حيث مرت مركبات الصليب الأحمر.
وقال سعيد عبادي (32 عاما) لوكالة فرانس برس «تم احترام القتلى رغم إذلال الاحتلال للأسرى والشهداء»، وذلك إثر توجيه الصليب الأحمر دعوة إلى نقل الرهائن والمعتقلين «بكرامة واحترام» بعد عملية تبادل في نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف عبادي «أشكر المقاومة على الوفاء بوعدها والحفاظ على الأسرى والجثث حتى تحرير أسرانا».
وأقامت حماس المنصة في مقبرة بني سهيلة شرق خان يونس، حيث تجمع العشرات من مقاتليها ومن سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي ومن كتائب المجاهدين.
وقال مصدر من حماس إن اختيار الموقع جاء بسبب قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير المقبرة خلال الحرب، ونبش مئات القبور ونقل العشرات من الجثث للفحص داخل إسرائيل قبل إعادة معظمها.
من جهته، قال أبو بلال المتحدث باسم كتائب المجاهدين لوكالة فرانس برس في وقت سابق إن حركته «أنهت كافة الترتيبات الخاصة لتسليم رفات ثلاث جثث من عائلة بيباس»، ما يعني أن تنظيمه كان يحتجز الرهائن الثلاثة.
قبل النقل وبعده، قام مقاتلو حماس باستعراض عسكري، وهم يحملون أسلحتهم عاليا، في حين كان الحشد يشاهدهم محاطا بأنقاض المباني التي تعرضت للقصف خلال الحرب التي تواصلت لأكثر من 15 شهرا.
أسفل المنصة، وضعت لافتة كتب عليها شعار «ما كنّا لنغفر أو ننسى، وكان الطوفان موعدنا».
ومن بين الأسلحة التي حملها مقاتلو حماس للإشارة إلى أن قوة كتائبهم لم تتأثر، العشرات من بنادق الكلاشينكوف وبنادق إم-16 وعدد من قاذفات القنابل.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام ممن وصفهم بـ«وحوش حماس».
ووصفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ترتيبات حماس بأنها «مشينة وقاسية».
ومن المتوقع بعد ذلك أن تطلق حماس سراح ستة رهائن أحياء غدا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك