الكواليس

وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
أنا ملاك.. ولكن!!
بطلة قصة اليوم تصرفت عكس بطلة قصة الاسبوع الماضي تماما، حيث انها قررت ان تضحي بحياتها وتصبح بطلة وعظيمة امام الناس ولكن..
تقول بطلتنا هذا الاسبوع: نعم زوجي باعني وهو في قوته، وبعد أن صبرت عليه في فقره في بداية زواجنا وساعدته ان يبني نفسه بأنني حرمت نفسي من كل شيء في شبابي لاقف بجانبه ونضع الفلس على الفلس، حتى أصبح الفلس دينارا بل آلاف الدنانير وبدل الشقة الصغيرة (الغرغور) أصبح لديه فلل وعمارات، وبدل ان يكافئني على حبي وتضحياتي، تزوج علي واحدة صغيرة لتنعم بخيره لأنني اصبحت في نظره عجوزا في بداية الخمسين، حيث انتهت صلاحيتي كأنثى في نظره بعد ان أصبح لديه المال وبدل ان يعوضني سنوات الصبر والحرمان أعطاني شهادة التقاعد من حياته.
لا أستطيع ان أصف لكم شعور الخذلان والانكسار الذي أصابني ولكنني توكلت على الله ورضيت بنصيبي وقررت ان ألتفت لحياتي انا وأحبها بعد ان كبر الاولاد الذين حاولوا مواساتي ببرهم وحبهم لي.
ولكن الله يمهل ولا يهمل ما هي إلا سنتان عاش فيهما بسعادة ورفاهية مع الزوجة الجميلة حتى اصيب بجلطة وشلل كامل، واصبح يحتاج الى رعاية واهتمام كامل كالطفل الرضيع، طبعا هربت الزوجة الجميلة وقالت إنها ليست ممرضة وطلبت الطلاق لتعيش حياتها، وطلب هو بكل وقاحة ان ينتقل عندي في البيت انا زوجته الاولى (الاصيلة الطيبة) ام أولاده لكي ارعاه، زوجته التي نساها في قوته وتذكرها في مرضه وضعفه، وفوجئت بأن أولادي كانوا متأكدين بأن هذا دوري في الحياة وان واجبي الاساسي هو رعاية والدهم المريض، وأنني حتى لن افكر ثانية في الرفض، لأنني الام العظيمة والإنسانية الحنونة الطيبة التي لن تتوانى لحظة في خدمة الناس فكيف بابو أولادي (ناسين او متناسين جرحي وانكسار قلبي منه).
تقول بطلتنا: اخذتني فكرة العظمة والبطولة وغلبني قلبي الطيب وافقت فعلا من دون مناقشة ونسيت لفترة ألمي وجرح الخيانة خصوصا وانا اسمع كلمات الثناء من أولادي والناس وكيف انني ارعى من خان العشرة ولكن بعد مضي سنتين من التعب الشديد والحرمان من كل متع الحياة حيث أنه اصبح يعتمد علي في كل شيء ولا أستطيع أن افارق حجرته الا للصلاة او النوم لأنه يرفض الأكل أو الشرب إلا من يدي ويرفض ان يلمسه او ينظفه اي شخص غيري، وكذلك اولاده القوا مسؤولية رعايته علي بالكامل فشعرت بأنني اصبحت عبدة تكرف طول اليوم والثمن هو الثناء وكلمات الحب.
نعم سأحصل على الأجر والثواب من رب العالمين ولكن الله ايضا رحيم بعباده وانا عبدة تحتاج الى المساعدة فلم اعد صغيرة وجسمي لا يتحمل كل هذا التعب والمشقة طوال النهار والليل فطلبت المساعدة من ابنائي ورأيت نظرات العتاب من زوجي الخائن ولن اكذب اصبحت أكرهه نعم أكره أنانيته أكثر فهو يعتبرني ملكا وعبدا خاصا به وليس لي الحق في التعب ورفض رعايته.
نعم اخترت أن أرضي اناس واولادي وارعاه ولكنني تعبت ومرضت ومن حقي ان اطلب المساعدة قبل ان تنهار صحتي بالكامل، وقبل ان اخسر اجر وثواب رب العالمين في عمل الخير الذي أفعله لأنني بدأت ان اتذمر واشتمه في قلبي، نعم طلبت المساعدة فقط ولم اتخل عن دور البطولة ورعايته فمازلت المهتمة بكل تفاصيله ولكنني احتاج من ينظفه ويحمله عني، احتاج من يحمل عني بعض اعبائه قبل ان اؤذيه، وليسامحني رب العالمين لأنني اصبحت اتمنى ان يفارق الحياة لأنني تعبت منه ومن دور البطولة ولكنني لا أستطيع ان أبوح بما في داخلي لأي مخلوق.
انا اخذت دور الملاك ولكن!!
في نظركم من منهما الصح؟ التي قررت الا تسامح وتعيش حياتها واعلنت انها ليست ملاكا أم التي سامحت وأعلنت انها ملاك؟؟؟
إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك