العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

أنا ملاك.. ولكن!!

بطلة‭ ‬قصة‭ ‬اليوم‭ ‬تصرفت‭ ‬عكس‭ ‬بطلة‭ ‬قصة‭ ‬الاسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬تماما،‭ ‬حيث‭ ‬انها‭ ‬قررت‭ ‬ان‭ ‬تضحي‭ ‬بحياتها‭ ‬وتصبح‭ ‬بطلة‭ ‬وعظيمة‭ ‬امام‭ ‬الناس‭ ‬ولكن‭..‬

تقول‭ ‬بطلتنا‭ ‬هذا‭ ‬الاسبوع‭: ‬نعم‭ ‬زوجي‭ ‬باعني‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬قوته،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬صبرت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬فقره‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬زواجنا‭ ‬وساعدته‭ ‬ان‭ ‬يبني‭ ‬نفسه‭ ‬بأنني‭ ‬حرمت‭ ‬نفسي‭ ‬من‭ ‬كل شيء‭ ‬في‭ ‬شبابي‭ ‬لاقف‭ ‬بجانبه‭ ‬ونضع‭ ‬الفلس‭ ‬على‭ ‬الفلس،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬الفلس‭ ‬دينارا‭ ‬بل‭ ‬آلاف‭ ‬الدنانير‭ ‬وبدل‭ ‬الشقة‭ ‬الصغيرة‭ (‬الغرغور‭) ‬أصبح‭ ‬لديه‭ ‬فلل‭ ‬وعمارات،‭ ‬وبدل‭ ‬ان‭ ‬يكافئني‭ ‬على‭ ‬حبي‭ ‬وتضحياتي،‮ ‬تزوج‭ ‬علي‭ ‬واحدة‭ ‬صغيرة‭ ‬لتنعم‭ ‬بخيره‭ ‬لأنني‭ ‬اصبحت‭ ‬في‭ ‬نظره‭ ‬عجوزا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الخمسين،‭ ‬حيث‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحيتي‭ ‬كأنثى‭ ‬في‭ ‬نظره‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬أصبح‭ ‬لديه‭ ‬المال‭ ‬وبدل‭ ‬ان‭ ‬يعوضني‭ ‬سنوات‭ ‬الصبر‭ ‬والحرمان‭ ‬أعطاني‭ ‬شهادة‭ ‬التقاعد‭ ‬من‭ ‬حياته‭.‬

لا‭ ‬أستطيع‭ ‬ان‭ ‬أصف‭ ‬لكم‭ ‬شعور‭ ‬الخذلان‭ ‬والانكسار‭ ‬الذي‭ ‬أصابني‭ ‬ولكنني‭ ‬توكلت‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬ورضيت‭ ‬بنصيبي‭ ‬وقررت‭ ‬ان‭ ‬ألتفت‭ ‬لحياتي‭ ‬انا‭ ‬وأحبها‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كبر‭ ‬الاولاد‭ ‬الذين‭ ‬حاولوا‭ ‬مواساتي‭ ‬ببرهم‭ ‬وحبهم‭ ‬لي‭.‬

ولكن‭ ‬الله‭ ‬يمهل‭ ‬ولا‭ ‬يهمل‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬سنتان‭ ‬عاش‭ ‬فيهما‭ ‬بسعادة‭ ‬ورفاهية‭ ‬مع‭ ‬الزوجة‭ ‬الجميلة‭ ‬حتى‭ ‬اصيب‭ ‬بجلطة‭ ‬وشلل‭ ‬كامل،‭ ‬واصبح‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬كامل‭ ‬كالطفل‭ ‬الرضيع،‭ ‬طبعا‭ ‬هربت‭ ‬الزوجة‭ ‬الجميلة‭ ‬وقالت‭ ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬ممرضة‭ ‬وطلبت‭ ‬الطلاق‭ ‬لتعيش‭ ‬حياتها،‭ ‬وطلب‭ ‬هو‭ ‬بكل‭ ‬وقاحة‭ ‬ان‭ ‬ينتقل‭ ‬عندي‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬انا‭ ‬زوجته‭ ‬الاولى‭ (‬الاصيلة‭ ‬الطيبة‭) ‬ام‭ ‬أولاده‭ ‬لكي‭ ‬ارعاه،‭ ‬زوجته‭ ‬التي‭ ‬نساها‭ ‬في‭ ‬قوته‭ ‬وتذكرها‭ ‬في‭ ‬مرضه‭ ‬وضعفه،‭ ‬وفوجئت‭ ‬بأن‭ ‬أولادي‭ ‬كانوا‭ ‬متأكدين‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬دوري‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وان‭ ‬واجبي‭ ‬الاساسي‭ ‬هو‭ ‬رعاية‭ ‬والدهم‭ ‬المريض،‭ ‬وأنني‭ ‬حتى‭ ‬لن‭ ‬افكر‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬الرفض،‭ ‬لأنني‭ ‬الام‭ ‬العظيمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬الحنونة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تتوانى‭ ‬لحظة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الناس‭ ‬فكيف‭ ‬بابو‭ ‬أولادي‭ (‬ناسين‭ ‬او‭ ‬متناسين‭ ‬جرحي‭ ‬وانكسار‭ ‬قلبي‭ ‬منه‭).‬

تقول‭ ‬بطلتنا‭: ‬اخذتني‭ ‬فكرة‭ ‬العظمة‭ ‬والبطولة‭ ‬وغلبني‭ ‬قلبي‭ ‬الطيب‭ ‬وافقت‭ ‬فعلا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مناقشة‭ ‬ونسيت‭ ‬لفترة‭ ‬ألمي‭ ‬وجرح‭ ‬الخيانة‭ ‬خصوصا‭ ‬وانا‭ ‬اسمع‭ ‬كلمات‭ ‬الثناء‭ ‬من‭ ‬أولادي‭ ‬والناس‭ ‬وكيف‭ ‬انني‭ ‬ارعى‭ ‬من‭ ‬خان‭ ‬العشرة‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬التعب‭ ‬الشديد‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬متع‭ ‬الحياة‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬اصبح‭ ‬يعتمد‭ ‬علي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬افارق‭ ‬حجرته‭ ‬الا‭ ‬للصلاة‭ ‬او‭ ‬النوم‭ ‬لأنه‭ ‬يرفض‭ ‬الأكل‭ ‬أو‭ ‬الشرب‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬يدي‭ ‬ويرفض‭ ‬ان‭ ‬يلمسه‭ ‬او‭ ‬ينظفه‭ ‬اي‭ ‬شخص‭ ‬غيري،‭ ‬وكذلك‭ ‬اولاده‭ ‬القوا‭ ‬مسؤولية‭ ‬رعايته‭ ‬علي‭ ‬بالكامل‭ ‬فشعرت‭ ‬بأنني‭ ‬اصبحت‭ ‬عبدة‭ ‬تكرف‭ ‬طول‭ ‬اليوم‭ ‬والثمن‭ ‬هو‭ ‬الثناء‭ ‬وكلمات‭ ‬الحب‭.‬

نعم‭ ‬سأحصل‭ ‬على‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬ايضا‭ ‬رحيم‭ ‬بعباده‭ ‬وانا‭ ‬عبدة‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬المساعدة‭ ‬فلم‭ ‬اعد‭ ‬صغيرة‭ ‬وجسمي‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التعب‭ ‬والمشقة‭ ‬طوال‭ ‬النهار‭ ‬والليل‭ ‬فطلبت‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬ابنائي‭ ‬ورأيت‭ ‬نظرات‭ ‬العتاب‭ ‬من‭ ‬زوجي‭ ‬الخائن‭ ‬ولن‭ ‬اكذب‭ ‬اصبحت‭ ‬أكرهه‭ ‬نعم‭ ‬أكره‭ ‬أنانيته‭ ‬أكثر‭ ‬فهو‭ ‬يعتبرني‭ ‬ملكا‭ ‬وعبدا‭ ‬خاصا‭ ‬به‭ ‬وليس‭ ‬لي‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعب‭ ‬ورفض‭ ‬رعايته‭.‬

نعم‭ ‬اخترت‭ ‬أن‭ ‬أرضي‭ ‬اناس‭ ‬واولادي‭ ‬وارعاه‭ ‬ولكنني‭ ‬تعبت‭ ‬ومرضت‭ ‬ومن‭ ‬حقي‭ ‬ان‭ ‬اطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تنهار‭ ‬صحتي‭ ‬بالكامل،‭ ‬وقبل‭ ‬ان‭ ‬اخسر‭ ‬اجر‭ ‬وثواب‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬أفعله‭ ‬لأنني‭ ‬بدأت‭ ‬ان‭ ‬اتذمر‭ ‬واشتمه‭ ‬في‭ ‬قلبي،‭ ‬نعم‭ ‬طلبت‭ ‬المساعدة‭ ‬فقط‭ ‬ولم‭ ‬اتخل‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬البطولة‭ ‬ورعايته‭ ‬فمازلت‭ ‬المهتمة‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله‭ ‬ولكنني‭ ‬احتاج‭ ‬من‭ ‬ينظفه‭ ‬ويحمله‭ ‬عني،‭ ‬احتاج‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬عني‭ ‬بعض‭ ‬اعبائه‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬اؤذيه،‭ ‬وليسامحني‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬لأنني‭ ‬اصبحت‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬يفارق‭ ‬الحياة‭ ‬لأنني‭ ‬تعبت‭ ‬منه‭ ‬ومن‭ ‬دور‭ ‬البطولة‭ ‬ولكنني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬ان‭ ‬أبوح‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬داخلي‭ ‬لأي‭ ‬مخلوق‭.‬

انا‭ ‬اخذت‭ ‬دور‭ ‬الملاك‭ ‬ولكن‭!!‬

في‭ ‬نظركم‭ ‬من‭ ‬منهما‭ ‬الصح؟‭ ‬التي‭ ‬قررت‭ ‬الا‭ ‬تسامح‭ ‬وتعيش‭ ‬حياتها‭ ‬واعلنت‭ ‬انها‭ ‬ليست‭ ‬ملاكا‭ ‬أم‭ ‬التي‭ ‬سامحت‭ ‬وأعلنت‭ ‬انها‭ ‬ملاك؟؟؟

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا