وقت مستقطع

علي ميرزا
هؤلاء علموني
لم أجد أقرب عنوان مناسب لهذه المقالة إلا هذا العنوان الذي كان أصلا عنوانا لأحد كتب المفكر المصري الكبير «سلامة موسى» الذي استعرض فيه أسماء من الكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين تعلم على أيديهم، وكان لهم الفضل في تربيته العلمية والثقافة الموسوعية.
في فترة بعيدة عندما كنت على مقاعد الدراسة الثانوية، بدأت أتعلق بنادي الزمالك الذي شدني إليه شعاره «الزمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة»، وهذا التعلق فرض علي متابعة الصحف والمجلات الرياضية المصرية على اختلاف أنواعها وأصنافها وميولها الرياضية، وكان يكتب فيها عديد من الأسماء اللامعة والمحسوبين على الطبقة الأولى كأساتذة في النقد والتحليل وكتابة أعمدة الرأي والمانشيتات، وكان أغلب هؤلاء الكتاب إن لم يكن جلهم ينتمي بعضهم إلى المعسكر الأحمر (الأهلي) والبعض الآخر إلى المعسكر الأبيض (الزمالك)، بل كان لكل ناد من الناديين المذكورين مجلة رياضية تحمل اسمه، تتسابقان على استقطاب أبرز الأسماء ذات الانتماء للكتابة على صفحاتهما، والدفاع باستماتة عن فرق الصرحين العظيمين الأهلي والزمالك بالتحليل والنقد الفني والحوارات، وأعمدة الرأي.
وفي خضم كل ذلك كنت أقرأ للجميع بدون استثناء بهدف الاستفادة المعرفية والاستمتاع، بعيدا عن القراءة النقدية والمهنية الفاحصة.
وخلال سياحتي القرائية في الصحف والمجلات والملاحق الرياضية المصرية تعرفت على أسماء وما أكثرها، هي أشهر من نار على علم، وكل واحد منهم يمثل مدرسة قائمة بذاتها، وهذه الأسماء باتت محفورة في الذاكرة، وسأستعرض بعضها نظرا لأنها من الكثرة بمكان، أمثال عبد المجيد نعمان الذي رأس تحرير مجلة النادي الأهلي، وحمدي النحاس الذي أنشأ جريدة الكورة والملاعب كأول جريدة رياضية أسبوعية قبل أن يرأس مجلة نادي الزمالك، والدكتور علاء صادق الذي له خطه المميز في التحليل الفني، ومحمود معروف الذي عرفته كرئيس لجريدة الكورة والملاعب ثم رئيسا لمجلة نادي الزمالك، وفتحي سند رئيس تحرير مجلة أخبار الرياضة، وناصف سليم رئيس الاتحادين المصري والأفريقي للكرة الطائرة رئيس مجلة الزمالك، وهناك أحمد سعد إن لم تخن الذاكرة فكان يرأس مجلة القمة، وكان يغلب عليها الكتابات النقدية الرياضية التي لا تعرف «يمه ارحميني» وغيرهم من الكتاب والأستاذة الذين تشرفت جميعا أن أكون واحدا من القراء حينها الذين تتلمذت على كتاباتهم، وغرفت من خبراتهم وإبداعاتهم، وفتحوا لي الأبواب لاحقا لأكون جنديا منتميا لصاحبة السلطة الرابعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك