العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

هؤلاء علموني

لم‭ ‬أجد‭ ‬أقرب‭ ‬عنوان‭ ‬مناسب‭ ‬لهذه‭ ‬المقالة‭ ‬إلا‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أصلا‭ ‬عنوانا‭ ‬لأحد‭ ‬كتب‭ ‬المفكر‭ ‬المصري‭ ‬الكبير‭ ‬‮«‬سلامة‭ ‬موسى‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬استعرض‭ ‬فيه‭ ‬أسماء‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والمفكرين‭ ‬والفلاسفة‭ ‬الذين‭ ‬تعلم‭ ‬على‭ ‬أيديهم،‭ ‬وكان‭ ‬لهم‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬تربيته‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافة‭ ‬الموسوعية‭.‬

في‭ ‬فترة‭ ‬بعيدة‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬الثانوية،‭ ‬بدأت‭ ‬أتعلق‭ ‬بنادي‭ ‬الزمالك‭ ‬الذي‭ ‬شدني‭ ‬إليه‭ ‬شعاره‭ ‬‮«‬الزمالك‭ ‬يا‭ ‬مدرسة‭ ‬لعب‭ ‬وفن‭ ‬وهندسة‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬التعلق‭ ‬فرض‭ ‬علي‭ ‬متابعة‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬الرياضية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أنواعها‭ ‬وأصنافها‭ ‬وميولها‭ ‬الرياضية،‭ ‬وكان‭ ‬يكتب‭ ‬فيها‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬اللامعة‭ ‬والمحسوبين‭ ‬على‭ ‬الطبقة‭ ‬الأولى‭ ‬كأساتذة‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬والتحليل‭ ‬وكتابة‭ ‬أعمدة‭ ‬الرأي‭ ‬والمانشيتات،‭ ‬وكان‭ ‬أغلب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الكتاب‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جلهم‭ ‬ينتمي‭ ‬بعضهم‭ ‬إلى‭ ‬المعسكر‭ ‬الأحمر‭ (‬الأهلي‭) ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬إلى‭ ‬المعسكر‭ ‬الأبيض‭ (‬الزمالك‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬لكل‭ ‬ناد‭ ‬من‭ ‬الناديين‭ ‬المذكورين‭ ‬مجلة‭ ‬رياضية‭ ‬تحمل‭ ‬اسمه،‭ ‬تتسابقان‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬أبرز‭ ‬الأسماء‭ ‬ذات‭ ‬الانتماء‭ ‬للكتابة‭ ‬على‭ ‬صفحاتهما،‭ ‬والدفاع‭ ‬باستماتة‭ ‬عن‭ ‬فرق‭ ‬الصرحين‭ ‬العظيمين‭ ‬الأهلي‭ ‬والزمالك‭ ‬بالتحليل‭ ‬والنقد‭ ‬الفني‭ ‬والحوارات،‭ ‬وأعمدة‭ ‬الرأي‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬كنت‭ ‬أقرأ‭ ‬للجميع‭ ‬بدون‭ ‬استثناء‭ ‬بهدف‭ ‬الاستفادة‭ ‬المعرفية‭ ‬والاستمتاع،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬القراءة‭ ‬النقدية‭ ‬والمهنية‭ ‬الفاحصة‭.‬

وخلال‭ ‬سياحتي‭ ‬القرائية‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬والملاحق‭ ‬الرياضية‭ ‬المصرية‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬أسماء‭ ‬وما‭ ‬أكثرها،‭ ‬هي‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬نار‭ ‬على‭ ‬علم،‭ ‬وكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬يمثل‭ ‬مدرسة‭ ‬قائمة‭ ‬بذاتها،‭ ‬وهذه‭ ‬الأسماء‭ ‬باتت‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة،‭ ‬وسأستعرض‭ ‬بعضها‭ ‬نظرا‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬الكثرة‭ ‬بمكان،‭ ‬أمثال‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬نعمان‭ ‬الذي‭ ‬رأس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي،‭ ‬وحمدي‭ ‬النحاس‭ ‬الذي‭ ‬أنشأ‭ ‬جريدة‭ ‬الكورة‭ ‬والملاعب‭ ‬كأول‭ ‬جريدة‭ ‬رياضية‭ ‬أسبوعية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يرأس‭ ‬مجلة‭ ‬نادي‭ ‬الزمالك،‭ ‬والدكتور‭ ‬علاء‭ ‬صادق‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬خطه‭ ‬المميز‭ ‬في‭ ‬التحليل‭ ‬الفني،‭ ‬ومحمود‭ ‬معروف‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬كرئيس‭ ‬لجريدة‭ ‬الكورة‭ ‬والملاعب‭ ‬ثم‭ ‬رئيسا‭ ‬لمجلة‭ ‬نادي‭ ‬الزمالك،‭ ‬وفتحي‭ ‬سند‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬أخبار‭ ‬الرياضة،‭ ‬وناصف‭ ‬سليم‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحادين‭ ‬المصري‭ ‬والأفريقي‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلة‭ ‬الزمالك،‭ ‬وهناك‭ ‬أحمد‭ ‬سعد‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تخن‭ ‬الذاكرة‭ ‬فكان‭ ‬يرأس‭ ‬مجلة‭ ‬القمة،‭ ‬وكان‭ ‬يغلب‭ ‬عليها‭ ‬الكتابات‭ ‬النقدية‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬‮«‬يمه‭ ‬ارحميني‮»‬‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والأستاذة‭ ‬الذين‭ ‬تشرفت‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬حينها‭ ‬الذين‭ ‬تتلمذت‭ ‬على‭ ‬كتاباتهم،‭ ‬وغرفت‭ ‬من‭ ‬خبراتهم‭ ‬وإبداعاتهم،‭ ‬وفتحوا‭ ‬لي‭ ‬الأبواب‭ ‬لاحقا‭ ‬لأكون‭ ‬جنديا‭ ‬منتميا‭ ‬لصاحبة‭ ‬السلطة‭ ‬الرابعة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا