بيروت - (أ ف ب): قتلت امرأة أمس الأحد بنيران إسرائيلية في بلدة حولا الحدودية في جنوب لبنان إثر دخول سكّان إليها، حسبما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، قبل يومين من انتهاء مهلة تطبيق وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل وانسحاب الجيش الاسرائيلي. وبعيد ذلك، دعا الجيش اللبناني السكان إلى عدم التوجه نحو القرى التي لم ينتشر فيها بعد في جنوب لبنان، «حفاظا على سلامتهم».
وقالت الوكالة إن «قوات الاحتلال» أطلقت «الرصاص في اتجاه أحياء حولا بعد دخول الأهالي، ما أدى إلى استشهاد مواطنة وإصابة آخرين»، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي قام بـ«خطف ثلاثة مواطنين» في البلدة أيضا. وأفادت في وقت سابق عن دخول أهالي إلى بلدتهم «بعد تخطي» نقطة تفتيش للجيش اللبناني و«السواتر الترابية التي وضعها جنود الجيش الإسرائيلي».
ويسري منذ 27 نوفمبر اتفاق لوقف النار بهدف وضع حدّ لتبادل للقصف عبر الحدود امتد نحو عام بين إسرائيل وحزب الله، وتحول مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024 مع تكثيف إسرائيل غاراتها وبدء عمليات توغل برية في مناطق حدودية بجنوب لبنان. ونصّ الاتفاق على مهلة ستين يوما لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) انتشارهما. في المقابل، على الحزب الانسحاب من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية له فيها.
وانسحبت القوات الاسرائيلية من غالبية قرى القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، لكنها لا تزال تتمركز في بعض قرى القطاع الشرقي. وبعدما أكدت اسرائيل أنها لن تلتزم مهلة الانسحاب المحددة، مُدّد الاتفاق حتى 18 فبراير. من جهته، قال الجيش اللبناني في بيان نشر على موقع إكس «تُشدد قيادة الجيش على ضرورة عدم توجُّه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمَل الانتشار فيها».
وأضاف أن الاجراء يأتي «حفاظا على سلامتهم وتفاديا لسقوط أبرياء، نظرا لخطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي، إلى جانب احتمال وجود قوات تابعة للعدو في تلك المناطق». وحذّر المتحدّث باللغة العربية باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي في 12 فبراير سكّان الجنوب من العودة «حتى إشعار آخر»، قائلا عبر منصة إكس «لا يزال جيش الدفاع منتشرا في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبا».
ويرفض لبنان تماما على لسان مسؤوليه تمديدا إضافيا لتطبيق وقف النار، وبقاء القوات الإسرائيلية في المناطق الحدودية. وفي 26 يناير، المهلة الأخيرة لتطبيق وقف النار قبل تمديدها، حاول العديد من السكان دخول قرى حدودية لا يزال يتمركز فيها الجيش الاسرائيلي. وقتل 26 شخصا على الاقل حينها بنيران اسرائيلية وفق وزارة الصحة على مدى يومين. وخلال الأسابيع الماضية، تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق. وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته أو نقل أسلحة. وأعلن الجيش الاسرائيلي السبت قتله قياديا «بارزا» في الوحدة الجوية لحزب الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك