بعد أيام قليلة ينطلق مؤتمر الحوار الإسلامي في مملكة السلام مهد الحضارة «مملكة البحرين» التي تتميز بمكانة رفيعة برغم صغر رقعتها الجغرافية، وكانت ومازالت مهدًا ومحطة لتلاقي شعوب العالم على امتداد التاريخ البشري، وستبقى موطن التعايش والتجانس والاحترام لكل الأجناس والأعراق والقوميات والأديان.
ولما جاء الإسلام بحضارة إنسانية سامية نزلت إلى الواقع وخاضت تجربة تاريخية طويلة أثبتت أن الإسلام دين عالمي يفتح أبوابه لكل عناصر الحق والخير والجمال مهما اختلفت مصادره، سارعت البحرين بالدخول إليه فكانت من أوائل الدول التي دخلته ونشرته وثبتت عليه.
إن البحرين حباها الله بقيادة وشعب أصيل، وتنعم بقيادة تقدّر قيمة التواصل بين الحكومة والشعب بكل فئاته على درجة من المساواة والعدالة، فتجد الحضور اللافت في أفراحهم لتقديم التهاني وفي أحزانهم لتقديم المواساة ناهيك عن حلقات التواصل المستمرة مع رجالات وشخصيات جميع الفئات للتشاور والتناصح فيما فيه خير ورخاء الشعب والوطن والإصغاء لكل الأصوات التي تنادي بالتطوير والإصلاح والرقي والتقدم، ومن هنا كانت خطوة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، فور تسلمه مقاليد الحكم بإعلان تدشين عهد الإصلاح وبالاستفتاء على ميثاق العمل الوطني الذي حظي بإجماع شعبي ودعم وتأييد غير مسبوق من جميع فئات الشعب وأطيافه.. كانت انطلاقة كبرى ومبادرة تاريخية لعهد جديد يعيش فيه الشعب أحلى الأيام التي لم يعشها بعد وكانت الخطوات الجادة تتسابق من أجل تدشين ذلك العهد الزاهر. فكانت أولى مبادراته في إطلالة عهده الإصلاحي على المستوى الدولي بمؤتمر حوار الأديان ومؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية، ولذا نجد الكل يسعى ويساهم في رقي وازدهار المملكة من أجل إنجاح العهد والإصلاح الشامل والبناء الحقيقي للدولة الحديثة الذي دشنه جلالته بكل مظاهرها ومعالمها وبنيتها المتكاملة؛ وما رعاية صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم لمؤتمر الحوار الإسلامي إلا استكمال للمسيرة التي بدأها جلالته من حرص واهتمام بكل ما من شأنه لمّ الشمل، وتعزيز الوحدة بين المسلمين، وتكريس قيم التعايش والتعاون والتكامل والإخاء بين الجميع، ومواصلة لجهود مملكة البحرين لنشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، ومواقفها المشرفة لدعم قضايا الأمة ووحدة الصف الإسلامي، وما نرى من جهود جبارة في إقامة هذا المؤتمر إلا بمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، من أجل إنجاح هذا الحدث الكبير، وما يقوم به معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية رئيس اللجنة العليا للمؤتمر بالتعاون مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف من جهود جبارة في إخراجه بالصورة المناسبة إلا من أجل تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة صف الأمة.
{ باحث أكاديمي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك