العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مؤتمر الحوار الإسلامي.. من بلد السلام ومهد الحضارة

بقلم: حمدان خالد حسين {

الاثنين ١٧ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬ينطلق‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬السلام‭ ‬مهد‭ ‬الحضارة‭ ‬‮«‬مملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بمكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬برغم‭ ‬صغر‭ ‬رقعتها‭ ‬الجغرافية،‭ ‬وكانت‭ ‬ومازالت‭ ‬مهدًا‭ ‬ومحطة‭ ‬لتلاقي‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬التاريخ‭ ‬البشري،‭ ‬وستبقى‭ ‬موطن‭ ‬التعايش‭ ‬والتجانس‭ ‬والاحترام‭ ‬لكل‭ ‬الأجناس‭ ‬والأعراق‭ ‬والقوميات‭ ‬والأديان‭.‬

ولما‭ ‬جاء‭ ‬الإسلام‭ ‬بحضارة‭ ‬إنسانية‭ ‬سامية‭ ‬نزلت‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬وخاضت‭ ‬تجربة‭ ‬تاريخية‭ ‬طويلة‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬دين‭ ‬عالمي‭ ‬يفتح‭ ‬أبوابه‭ ‬لكل‭ ‬عناصر‭ ‬الحق‭ ‬والخير‭ ‬والجمال‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬مصادره،‭ ‬سارعت‭ ‬البحرين‭ ‬بالدخول‭ ‬إليه‭ ‬فكانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬دخلته‭ ‬ونشرته‭ ‬وثبتت‭ ‬عليه‭. ‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬حباها‭ ‬الله‭ ‬بقيادة‭ ‬وشعب‭ ‬أصيل،‭ ‬وتنعم‭ ‬بقيادة‭ ‬تقدّر‭ ‬قيمة‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والشعب‭ ‬بكل‭ ‬فئاته‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬المساواة‭ ‬والعدالة،‭ ‬فتجد‭ ‬الحضور‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬أفراحهم‭ ‬لتقديم‭ ‬التهاني‭ ‬وفي‭ ‬أحزانهم‭ ‬لتقديم‭ ‬المواساة‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حلقات‭ ‬التواصل‭ ‬المستمرة‭ ‬مع‭ ‬رجالات‭ ‬وشخصيات‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ ‬للتشاور‭ ‬والتناصح‭ ‬فيما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬ورخاء‭ ‬الشعب‭ ‬والوطن‭ ‬والإصغاء‭ ‬لكل‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬تنادي‭ ‬بالتطوير‭ ‬والإصلاح‭ ‬والرقي‭ ‬والتقدم،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كانت‭ ‬خطوة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬فور‭ ‬تسلمه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬بإعلان‭ ‬تدشين‭ ‬عهد‭ ‬الإصلاح‭ ‬وبالاستفتاء‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬بإجماع‭ ‬شعبي‭ ‬ودعم‭ ‬وتأييد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬الشعب‭ ‬وأطيافه‭.. ‬كانت‭ ‬انطلاقة‭ ‬كبرى‭ ‬ومبادرة‭ ‬تاريخية‭ ‬لعهد‭ ‬جديد‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬الشعب‭ ‬أحلى‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعشها‭ ‬بعد‭ ‬وكانت‭ ‬الخطوات‭ ‬الجادة‭ ‬تتسابق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدشين‭ ‬ذلك‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭. ‬فكانت‭ ‬أولى‭ ‬مبادراته‭ ‬في‭ ‬إطلالة‭ ‬عهده‭ ‬الإصلاحي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬بمؤتمر‭ ‬حوار‭ ‬الأديان‭ ‬ومؤتمر‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ولذا‭ ‬نجد‭ ‬الكل‭ ‬يسعى‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬رقي‭ ‬وازدهار‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاح‭ ‬العهد‭ ‬والإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬والبناء‭ ‬الحقيقي‭ ‬للدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬الذي‭ ‬دشنه‭ ‬جلالته‭ ‬بكل‭ ‬مظاهرها‭ ‬ومعالمها‭ ‬وبنيتها‭ ‬المتكاملة؛‭ ‬وما‭ ‬رعاية‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬إلا‭ ‬استكمال‭ ‬للمسيرة‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬واهتمام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬لمّ‭ ‬الشمل،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتكريس‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬والإخاء‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬ومواصلة‭ ‬لجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬المشترك،‭ ‬ومواقفها‭ ‬المشرفة‭ ‬لدعم‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وما‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬جبارة‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬إلا‭ ‬بمتابعة‭ ‬حثيثة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاح‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الكبير،‭ ‬وما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للمؤتمر‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬جبارة‭ ‬في‭ ‬إخراجه‭ ‬بالصورة‭ ‬المناسبة‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الشأن‭ ‬الإسلامي‭ ‬ووحدة‭ ‬صف‭ ‬الأمة‭.‬

 

{ باحث‭ ‬أكاديمي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا