أفرجت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أمس عن ثلاثة رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023، بينما أطلقت إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين في سجونها في سادس عملية تبادل في إطار اتفاق الهدنة.
والرهائن الثلاثة، هم الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف (29 عاما)، والإسرائيلي الأمريكي ساغي ديكل حن (36 عاما)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عاما).
وتمّ تسليمهم في مدينة خانيونس في جنوب القطاع، وأُصعدوا الى منصة وسط عشرات المسلحين الذين أحاطوا بهم وأمام حشد من الأشخاص الذين كانوا يهتفون ويصفقون. ثم تسلمّتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وغادرت سيارات الصليب الأحمر ناقلة الرهائن خان يونس حيث جرت عملية التسليم بالقرب من منزل قائد حركة حماس السابق يحيى السنوار الذي قتلته إسرائيل خلال مواجهة في جنوب القطاع.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 70 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
وأوضح مصدران في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامية، لفرانس برس، أن «مائتي عنصر من القسام وسرايا القدس» شاركوا في عملية التسليم أمس.
وتجمّع في المكان مئات الفلسطينيين لحضور عملية التسليم التي تمت وسط عدد من المنازل الفلسطينية المدمرة.
وشدّدت حركة حماس في بيان على أن إطلاق سراح «الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيد أنَّ لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار».
في المقابل، وصلت حافلة تقل مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل أمس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى مدينة رام الله.
وعانق المعتقلون الذين كانوا يلفون الكوفية حول أعناقهم أهلهم وأقاربهم وحُملوا على الأكتاف قبل أن يتوجهوا للخضوع لفحص صحي سريع.
وارتدى السجناء سترات بدلا من الظهور بملابس السجن.
وفي وقت سابق أمس، أظهرت صور بثها التلفزيون العام الإسرائيلي صورا لسجناء فلسطينيين قبل إطلاق سراحهم وهم يرتدون قمصانا عليها شعار مصلحة السجون ونجمة داود كما كُتب عليها بالعربية «لن ننسى ولن نغفر».
وأدانت حماس «جريمة الاحتلال بوضع شعارات عنصرية على ظهور أسرانا الأبطال».
ووصفت ذلك بأنه «انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الإنسانية».
وقالت إدارة السجون الإسرائيلية إنها أفرجت عن 369 فلسطينيا من سجن عوفر القريب من رام الله وسجن كتسيعوت القريب من غزة بعد نقلهم من عدة سجون إسرائيلية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن أربعة من المفرج عنهم نقلوا إلى المستشفى لدى وصولهم إلى رام الله.
ويخيّم غموض على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن مرحلته الثانية التي يفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء العدوان الإسرائيلي. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وأكد القيادي في حماس طاهر النونو لفرانس برس الجمعة أن الحركة تتوقع بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، موضحا أن «الوسطاء يواصلون المباحثات في هذا الشأن».
وقال إن «حماس أكدت أنها ملتزمة بتنفيذ إجراءات صفقة التبادل وكل بنود الاتفاق» الذي نصّ على وقف النار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك