أديس أبابا - (أ ف ب): دعت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الجمعة إلى «هدنة إنسانية» خلال شهر رمضان في الحرب في السودان، متعهدة تقديم مساعدة إنسانية بقيمة مائتي مليون دولار، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في إثيوبيا. ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي».
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها. وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
وبينما تسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير من دارفور، عزز الجيش قبضته على شمال البلاد وشرقها وعلى مناطق في وسط البلاد. واتهمت الخرطوم الإمارات بمساندة قوات الدعم السريع، ولا سيما عبر تزويدها بأسلحة، وهي اتهامات رفضتها أبو ظبي وقوات الدعم السريع.
وقالت ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات إن «هذه الحرب مستمرة منذ وقت طويل جدا، وأودت بأرواح كثيرة وتسببت بمعاناة هائلة. ما تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيقه إلى جانب شركائنا.. هو الدعوة إلى هدنة إنسانية» خلال شهر رمضان الذي يبدأ بعد أسبوعين. وأضافت متحدثة خلال مؤتمر صحفي في أديس أبابا: «نأمل مع هذه الهدنة الإنسانية أن يكون بإمكاننا تقديم المساعدة بدون عقبات للذين هم بأمسّ الحاجة إليها، وخصوصا النساء والأطفال الذين يواجهون معاناة غير مسبوقة». كذلك، تعهدت الإمارات الجمعة تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 200 مليون دولار. وصف الاتحاد الإفريقي يوم الثلاثاء الحرب في السودان بأنها «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، وحذر من أنها تترك مئات آلاف الأطفال يعانون سوء التغذية. وفي ولاية شمال دارفور وحدها، نزح 1,7 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة، ويقدّر أن نحو مليوني شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي و320 ألفا من المجاعة.
وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسّع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول مايو، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة. وتسبب قصف نسب إلى قوات الدعم السريع في مطلع فبراير على سوق في أم درمان بضاحية الخرطوم بسقوط خمسين قتيلا على الأقل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك