غزة - (ا ف ب): تعمل قطر ومصر على إنقاذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، بحسب ما أفاد مصدر فلسطيني، في أعقاب تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة باستئناف الأعمال القتالية إذا لم يتم الإفراج عن دفعة الرهائن السبت، وهو ما رفضته الحركة.
وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل والتي أفضت إلى هدنة في القطاع الفلسطيني، دخلت حيّز التنفيذ في 19 يناير.
وبموجب الاتفاق، أُفرج عن 16 رهينة إسرائيليين كانوا محتجزين في غزة و765 أسيرا فلسطينيا في إطار خمس عمليات تبادل، على أن تُنظّم عملية أخرى السبت. وأُطلق سراح خمسة رهائن تايلانديين خارج إطار عمليات التبادل هذه.
والإثنين، أعلنت الحركة الفلسطينية أنها لن تفرج عن الرهائن السبت حتى تتوقف إسرائيل عن «تعطيل الاتفاق» وتعود إلى الالتزام به وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية التي قالت إنها تعيقها.
وردا على التهديد باستئناف الحرب وفتح أبواب «الجحيم»، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم أمس إن «موقفنا واضح ولن نقبل بلغة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية». وأضاف في تصريح صحفي «على إسرائيل الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار حتى يتم الإفراج عن الأسرى.. تصلنا وعود من قبل الوسطاء لإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق.. نطالب إسرائيل بالالتزام بالبروتوكول الإنساني المتفق عليه».
بدورها، حمَّلت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، «حكومة الاحتلال تبعات التنصل من التزاماته تجاه شعبنا المنكوب والخروقات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار.. وأن مصير الأسرى لدى المقاومة مرتبط بسلوك نتنياهو سلبا أو إيجابا». وأكدت الحركة « القاعدة الثابتة أننا ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار بكل حيثياته ما التزم به العدو».
وأمس، قال مصدر فلسطيني لوكالة فرانس برس إنّ «الوسطاء على تواصل مع الطرف الأمريكي.. ويعملون بشكل مكثف من أجل إنهاء الأزمة لإلزام إسرائيل بتنفيذ البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف النار وبدء مفاوضات المرحلة الثانية».
ووصل وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية أمس إلى القاهرة للقاء المسؤولين الأمنيين المصريين.
ومن المفترض أن تفضي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق إلى إطلاق سراح جميع الرهائن ووقف العدوان قبل المرحلة النهائية المخصّصة لإعادة إعمار القطاع والتي تحتاج إلى 53 مليار دولار وفق تقديرات الأمم المتحدة. غير أنّ الحكومة الإسرائيلية رفضت حتى الآن استئناف المحادثات.
وفي ظلّ تصاعد التوترات التي تتهدّد الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار، أرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات إلى محيط قطاع غزة الذي دمّره عدوان إسرائيلي استمرّ 15 شهرا.
وأعلن أمس أنّه نفذ غارات جوية استهدفت شخصين كانا يحاولان استعادة طائرة مسيّرة من دون تحديد مصيرهما. وأشار إلى «محاولات عديدة» جرت مؤخرا لتهريب أسلحة إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
من جانبه قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس، إنّ كلّ السكان «يعيشون واقعا مأساويا وتزيد الأمطار المعاناة.. النازحون دون خيام». وأكد أنّ ما يجري «انتهاك صارخ للإنسانية وللقوانين الدولية»، مطالبا المجتمع الدولي بأن «يمدّ يد العون لأكثر من 2 مليون نازح فلسطيني في غزة يتعرّضون للمعاناة.. بسبب منع إدخال الخيام والكرفانات والمولّدات الكهربائية».
من جانبه، أشار إسماعيل شحادة وهو أحد سكان غزة، إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي... لم يتمكّن من إخراجنا من البلاد، ولن يتمكّن ترامب» من ذلك، مضيفا أنّ «تهديداته غير واضحة وغير حقيقية وغير جدية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك