العدد : ١٧١٢٨ - الخميس ١٣ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٨ - الخميس ١٣ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تطوير جزر حوار في مسار التنمية البحريني

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ١٣ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

حين‭ ‬صدرت‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬2022‭ ‬‭ ‬2026،‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬النمو‭ ‬المستدام،‭ ‬جاءت‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موضع،‭ ‬في‭ ‬الإسكان‭ ‬لتوسيع‭ ‬رقعة‭ ‬العمران،‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬الإسكانية،‭ ‬وفي‭ ‬السياحة‭ ‬مع‭ ‬استهداف‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬أنجزت‭ ‬المملكة،‭ ‬برغم‭ ‬ضيق‭ ‬مواردها،‭ ‬متأثرة‭ ‬بانخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬إنشاء‭ ‬خمس‭ ‬مدن‭ ‬إسكانية‭ ‬جديدة‭ ‬هي‭ ‬مدينة‭ (‬سلمان،‭ ‬وخليفة،‭ ‬وشرق‭ ‬سترة،‭ ‬وشرق‭ ‬الحد،‭ ‬وضاحية‭ ‬الرملي‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬يخصها‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬تحتية،‭ ‬بدأت‭ ‬تخطط‭ ‬لخمس‭ ‬مدن‭ ‬إسكانية‭ ‬أخرى‭ ‬تزيد‭ ‬مساحة‭ ‬المناطق‭ ‬التعميرية‭ ‬للمملكة‭ ‬بنسبة‭ ‬تفوق‭ ‬60%،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬الجديدة؛‭ (‬فشت‭ ‬الجارم،‭ ‬وجزيرة‭ ‬سهيلة،‭ ‬وفشت‭ ‬العظم،‭ ‬وخليج‭ ‬البحرين،‭ ‬ومنطقة‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬مخطط‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مشروع‭ ‬سياحي‭ ‬يضم‭ ‬فنادق‭ ‬ومنتجعات‭ ‬ومناطق‭ ‬متعددة‭ ‬الاستخدام،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬طبيعة‭ ‬البيئة‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬وتقسيم‭ ‬منطقة‭ ‬التطوير‭ ‬إلى‭ ‬أربع‭ ‬مناطق‭ ‬تشمل‭ ‬محميات‭ ‬طبيعية،‭ ‬ومنتجعات‭ ‬مطلة‭ ‬على‭ ‬الواجهة‭ ‬البحرية،‭ ‬ومساحات‭ ‬مفتوحة‭ ‬ومماشي‭.‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭ ‬هي‭ ‬أرخبيل‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬جزيرة‭ ‬صغيرة‭ ‬أكبرها‭ ‬جزيرة‭ ‬حوار،‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وتقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬20‭ ‬كم‭ ‬جنوب‭ ‬البحرين،‭ ‬وتعد‭ ‬محمية‭ ‬شهيرة‭ ‬للحياة‭ ‬البرية،‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬نحو‭ ‬52‭ ‬كم‭ ‬مربع،‭ ‬وغنية‭ ‬بأنواع‭ ‬من‭ ‬الحيوانات،‭ ‬مثل‭: ‬المها‭ ‬الغربي،‭ ‬والغزلان‭ ‬الرملية،‭ ‬وفي‭ ‬البحر‭ ‬المحيط‭ ‬بها‭ ‬السلاحف‭ ‬البحرية،‭ ‬وأبقار‭ ‬البحر،‭ ‬وهي‭ ‬موطن‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الطيور،‭ ‬كطيور‭ ‬البلشون‭ ‬الغربي،‭ ‬وطيور‭ ‬الغاق،‭ ‬والنورس،‭ ‬والصقور،‭ ‬والعقاب،‭ ‬والغطاس،‭ ‬وتعد‭ ‬أكبر‭ ‬تركيز‭ ‬معروف‭ ‬لتكاثر‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭.‬

وتجعل‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭ ‬‮«‬كنزًا‭ ‬اقتصاديًا‮»‬،‭ ‬يغري‭ ‬بالاستثمار،‭ ‬ويمثل‭ ‬فرصة‭ ‬فريدة‭ ‬لدفع‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬السياحة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظلت‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية؛‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬اهتمامات‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬بالتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المتوازنة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأماكن‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬جاء‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تنميتها‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ووضعها‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية،‭ ‬كمكان‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة‭ ‬البيئية‭ ‬والترفيهية‭ ‬وسياحات‭ ‬الجزر‭ ‬واليخوت؛‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬سلاسل‭ ‬الفنادق‭ ‬العالمية،‭ ‬ويقتضي‭ ‬الأمر‭ ‬الاستثمار‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وتحويل‭ ‬الأصول‭ ‬غير‭ ‬المستغلة‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬السياحة‭ ‬تجذب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة،‭ ‬كالتجارة،‭ ‬والنقل،‭ ‬والمواصلات،‭ ‬والخدمات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬توفر‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬وتحفز‭ ‬تطوير‭ ‬مشروعات‭ ‬أخرى،‭ ‬كمشروعات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والخدمات‭ ‬التعليمية‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وبعد‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬أصدر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬115‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬بإنشاء‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬لتطوير‭ ‬جزر‭ ‬حوار‮»‬،‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬و12‭ ‬عضوًا؛‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬تطوير‭ ‬شامل‭ ‬للجزر؛‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬خلق‭ ‬نموذج‭ ‬للسياحة‭ ‬المستدامة‭ ‬فيها،‭ ‬وكفالة‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬لها‭ ‬سياحيًا،‭ ‬وتباشر‭ ‬الهيئة‭ ‬مهامها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للمملكة‭ ‬وخطط‭ ‬التنمية‭ ‬فيها،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬والهيئات‭ ‬واللجان‭ ‬العليا‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص‭ ‬والصلة‭ ‬بمهام‭ ‬الهيئة‭.‬

وقد‭ ‬أعطى‭ ‬المرسوم،‭ ‬للهيئة‭ ‬كافة‭ ‬الصلاحيات‭ ‬المؤهلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها،‭ ‬وأتاح‭ ‬لها‭ ‬اقتراح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتكاملة‭ ‬لاستغلال‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭ ‬سياحيًا،‭ ‬وما‭ ‬يندرج‭ ‬تحتها‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬رئيسية،‭ ‬وبرامج‭ ‬تنفيذية،‭ ‬وأنظمة‭ ‬وبرامج‭ ‬ترويجية،‭ ‬وهي‭ ‬مقيدة‭ ‬في‭ ‬نشاطها‭ ‬بعدم‭ ‬المساس‭ ‬بالثروة‭ ‬البحرية‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬والحياة‭ ‬الفطرية،‭ ‬وأتاح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬جهاز‭ ‬تنفيذي‭ ‬يحدد‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬اختصاصاته،‭ ‬وتستعين‭ ‬بمن‭ ‬تراه‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬والاختصاص،‭ ‬كما‭ ‬تشكل‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ومع‭ ‬غيرها‭ ‬لجانا‭ ‬فرعية‭ ‬تعينها‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهامها،‭ ‬ووجه‭ ‬المرسوم‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية،‭ ‬بتزويدها‭ ‬بما‭ ‬تطلبه‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬ومعلومات‭ ‬ودراسات‭ ‬لازمة‭ ‬لمباشرة‭ ‬مهامها،‭ ‬ويأتي‭ ‬إنشاء‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬تطويرًا‭ ‬للمرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ ‬77‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬بإنشاء‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لتطوير‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتطوير‭ ‬هذه‭ ‬الجزر،‭ ‬فتح‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬المناقصات‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬عطاءات‭ ‬شركات‭ ‬تتنافس‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬دراسة‭ ‬جدوى‭ ‬إنشاء‭ ‬جسر‭ ‬بحري،‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬جزيرة‭ ‬البحرين‭ ‬وجزر‭ ‬حوار،‭ ‬وتشرف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال،‭ ‬والذي‭ ‬تضمن‭ ‬تعيين‭ ‬شركة‭ ‬استشارية‭ ‬مؤهلة‭ ‬ذات‭ ‬خبرة‭ ‬دولية‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬المماثلة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬تصاميم‭ ‬أولية‭ ‬وتفصيلية‭ ‬للطرق‭ ‬والتقاطعات‭ ‬متعددة‭ ‬المستويات،‭ ‬والجسور‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الجزيرتين،‭ ‬فيما‭ ‬يستغرق‭ ‬إعداد‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬عاما‭ ‬ونصف‭ ‬العام،‭ ‬أي‭ ‬تنتهي‭ ‬بنهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025‭.‬

وفي‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي،‭ ‬فتح‭ ‬مجلس‭ ‬المناقصات‭ ‬والمزايدات‭ ‬الحكومية،‭ ‬عطاءات‭ ‬مناقصة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬محطة‭ ‬جديدة‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنية‭ ‬التناطح‭ ‬العكسي‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬حوار،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لتعزيز‭ ‬إمدادات‭ ‬المياه‭ ‬الصالحة‭ ‬للشرب،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المحطة‭ ‬بقدرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مليون‭ ‬ومليوني‭ ‬جالون‭ ‬يوميًا،‭ ‬وتضمن‭ ‬المشروع‭ ‬أيضًا‭ ‬تشييد‭ ‬خزانين‭ ‬أرضيين‭ ‬بسعة‭ ‬مليون‭ ‬جالون‭ ‬لكل‭ ‬منهما،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مضخات‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭.‬

وفي‭ ‬منتدى‭ ‬‮«‬بوابة‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬البحرين‭ ‬للاستثمار‭ ‬العقاري‮»‬،‭ ‬‮«‬إدامة‮»‬‭ ‬الذراع‭ ‬العقاري‭ ‬لشركة‭ ‬ممتلكات‭ ‬البحرين‭ ‬القابضة‭ ‬‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬افتتاح‭ ‬‮«‬منتجع‭ ‬حوار‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬مشروعًا‭ ‬سياحيًا‭ ‬رائدًا‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬حوار،‭ ‬وإضافة‭ ‬مميزة‭ ‬للسياحة‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

يقع‭ ‬المنتجع‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي‭ ‬لجزر‭ ‬حوار،‭ ‬وتحيط‭ ‬به‭ ‬محمية‭ ‬فريدة‭ ‬للحياة‭ ‬الفطرية،‭ ‬ويضم‭ ‬104‭ ‬غرف،‭ ‬وفلل‭ ‬فوق‭ ‬الماء‭ ‬وشاطئية،‭ ‬وخمسة‭ ‬مطاعم‭ ‬ومنشآت‭ ‬رياضية‭ ‬وترفيهية‭ ‬متعددة،‭ ‬وأكاديمية‭ ‬استكشاف،‭ ‬ويعكس‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتعزيز‭ ‬أنشطة‭ ‬السياحة‭ ‬المستدامة،‭ ‬ويسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬عليها‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬ويجذب‭ ‬ذوي‭ ‬الاهتمام،‭ ‬بمشاهدة‭ ‬مجموعات‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬النادرة،‭ ‬والنوعيات‭ ‬المهددة‭ ‬بالانقراض،‭ ‬ومراقبة‭ ‬الطيور‭ ‬وأسرابها‭ ‬المهاجرة‭.‬

وفي‭ ‬28‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬كأول‭ ‬المشروعات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬ضمن‭ ‬المخطط‭ ‬العام‭ ‬لجزر‭ ‬حوار،‭ ‬ويعد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ثلاثة‭ ‬مشروعات‭ ‬قيد‭ ‬التطوير،‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬لتطوير‭ ‬جزر‭ ‬حوار‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬يناير‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬بدأ‭ ‬المنتجع‭ ‬يستقبل‭ ‬زواره‭ ‬والسياح،‭ ‬مقدمًا‭ ‬تجارب‭ ‬استثنائية‭ ‬تبرز‭ ‬تراث‭ ‬الجزيرة‭ ‬العريق،‭ ‬وتنوعها‭ ‬الحيوي‭ ‬الفريد‭.‬

وبافتتاح‭ ‬منتجع‭ ‬حوار،‭ ‬أصبح‭ ‬عدد‭ ‬الفنادق‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬140‭ ‬فندقا،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬لتطوير‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬بها،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الغرف‭ ‬24‭ ‬ألف‭ ‬غرفة،‭ ‬ويعزز‭ ‬هذا‭ ‬المنتجع‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين،‭ ‬كوجهة‭ ‬سياحية‭ ‬متميزة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬ويعكس‭ ‬التزامها‭ ‬بتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬السياحية،‭ ‬والمشاريع‭ ‬السياحية‭ ‬الرائدة‭ ‬والفاخرة‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬المملكة‭ ‬لاستقطاب‭ ‬السياح‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬السياحة‭ ‬البيئية‭ ‬والترفيهية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬يعزز‭ ‬جذب‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬للسياحة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ويحول‭ ‬إنفاقهم‭ ‬الخارجي‭ ‬إلى‭ ‬إنفاق‭ ‬يعزز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ويغري‭ ‬المستثمرين‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬مشروعات‭ ‬سياحية‭ ‬مماثلة،‭ ‬فيما‭ ‬يعزز‭ ‬تنافسية‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يعد‭ ‬المشروع‭ ‬علامة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬البحرين‭ ‬السياحية‭ ‬2022‭ ‬‭ ‬2026،‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬14‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬2026،‭ ‬ومتوسط‭ ‬إنفاق‭ ‬للزائر‭ ‬يوميًا‭ ‬74‭.‬8‭ ‬دينارا‭ ‬بحرينيا،‭ ‬ومتوسط‭ ‬ليالٍ‭ ‬سياحية‭ ‬3‭.‬5‭ ‬أيام،‭ ‬و11‭.‬4%‭ ‬نسبة‭ ‬مساهمة‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬2026،‭ ‬ويعزز‭ ‬إطلاق‭ ‬التأشيرة‭ ‬السياحية‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة،‭ ‬جاذبية‭ ‬جزر‭ ‬حوار‭ ‬سواء‭ ‬للسياحة‭ ‬الخليجية‭ ‬البينية،‭ ‬أو‭ ‬السياحة‭ ‬الوافدة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الإقليم‭. ‬وقبل‭ ‬افتتاح‭ ‬منتجع‭ ‬حوار،‭ ‬كان‭ ‬يوجد‭ ‬بالجزر‭ ‬لاستقبال‭ ‬السياح‭ ‬والزائرين‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬وخارجها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشاليهات‭ ‬والشقق‭ ‬المفروشة‭ ‬وفندق‭ ‬‮«‬تيوليب‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬ويصنف‭ ‬ضمن‭ ‬الفئة‭ ‬خمس‭ ‬نجوم،‭ ‬ويحتوي‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬السياحية،‭ ‬والانتقال‭ ‬إليها‭ ‬برحلة‭ ‬بحرية‭ ‬تستغرق‭ ‬نحو‭ ‬45‭ ‬دقيقة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬البحرينية‭ ‬جاء‭ ‬خيار‭ ‬الاستثمار‭ ‬السياحي‭ ‬لجزر‭ ‬حوار،‭ ‬يحتل‭ ‬الأولوية،‭ ‬وجاءت‭ ‬البيئة‭ ‬محددًا‭ ‬لهذا‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬إسناد‭ ‬رئاسة‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬لتطوير‭ ‬جزر‭ ‬حوار‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‮»‬،‭ ‬فالميزة‭ ‬التنافسية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة،‭ ‬هي‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها،‭ ‬لتجذب‭ ‬السياحة‭ ‬خلفها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لقطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬بتخطي‭ ‬نسبة‭ ‬إسهامه‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬11%‭ ‬سنويًا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا