الرأي الثالث
![](https://media.akhbar-alkhaleej.com/thumbeditor.php?img=editor/RYTH.png)
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
فشل مشروع «مانهاتن» .. وكذلك «غزة»
ما حكاية شراء «غزة» وتهجير أهلها منها؟ ومن أين أتت فكرة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بإعادة بناء قطاع غزة وتهجير سكانه؟ وهل سيحصل على تأييد من الدول؟ أسئلة محورية عديدة.. كشف عنها وأجاب عنها تقرير صحفي نشر أمس في جريدة «الوطن السعودية»، ويستحق أن يقرأ.
الفكرة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان «ترامب» مطورًا عقاريًا شابًا طموحًا، حينها وضع خطة لإعادة بناء مساحة شاسعة في وسط مانهاتن، المطلة على نهر هدسون.. ففي نوفمبر 1985 أعلن ترامب خططه لبناء مشروع مشابه، ولكن حلمه باء بالفشل.
ويرى محللون أمريكيون أن خطة إعادة تطوير غزة كانت في الواقع قد عُرضت على «دونالد ترامب» قبل انتخابه، الأمر الذي يعتبره أستاذ الاقتصاد في جامعة جورج واشنطن جوزيف بيلزمان حلمًا بعيد المنال اقتصاديًا، ومن حيث كلفته التريليونية العالية.
في نوفمبر 1985 أعلن ترامب خططه لبناء مجمع مدينة التلفزيون، وكان من المقرر أن يضم المجمع نحو 8 آلاف شقة، وفي وسطه برج من 150 طابقاً يضم فندقاً يضم 750 غرفة و60 طابقاً من المساكن، وكان من المقرر أن يصبح أطول مبنى في العالم آنذاك، وكانت كل الأبراج الأخرى ستحيط بالبرج المركزي من الشمال والجنوب على طول نهر هدسون.. ولكن في نهاية المطاف، بين قضايا التمويل، وقضايا التأثير البيئي، ومخاوف تخطيط المدينة.. فقد ترامب السيطرة على التطوير المقترح والأرض التي سيُبنى عليها.
ويضيف التحليل: «ربما كنا لنتصور أن خطة إعادة إعمار غزة الضخمة جاءت إلى ترامب في لمح البصر في الثانية صباحا، وكتبت على ورقة صغيرة حملها معه إلى المؤتمر الصحفي، ثم ارتجلها أثناء المؤتمر الصحفي.. ووفقا للتقارير الإعلامية، لم تتم مناقشة الخطة مع أحد.. لقد فاجأت الجميع».
ولكن بالنسبة إلى ترامب فإن فكرة مشروع بناء ضخم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي مدينة زمردية في قلب الشرق الأوسط يتم تنفيذها بأمره، وتحقيق حلمه ببناء مدينة تلفزيونية على نهر هدسون، تبدو فرصة مغرية للغاية بالنسبة إليه بحيث لا يستطيع رفضها؛ حتى لو كانت تعريفًا حقيقيًا لـ«حلم بعيد المنال».
من أبرز العوائق التي تقف أمام «خطة ترامب» هي: الرفض الدولي للخطة باعتبارها تتعارض مع القانون الدولي، مع غياب المؤيدين للخطة في الداخل الأمريكي، بجانب صعوبة النقل القسري لسكان غزة والدمار الإنساني المحتمل، بالإضافة إلى الكلفة المتوقعة التي تصل إلى 5 تريليونات دولار.
كل ما قاله وسيقوله ترامب وغيره عن القضية الفلسطينية وغزة يأتي في سياق «سياسة رفع السقف» قبل بدء أي اجتماعات ومفاوضات.. وهي إشغال للخارج.. وكذلك إشغال للداخل الأمريكي عن التحديات التي يواجهها المواطن الأمريكي.. وهي باختصار تصريحات غير مسؤولة لرجل أعمال جشع، يتعامل مع الآخرين من هذا المنطلق.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news
![](https://akhbar-alkhaleej.com/assets/images/iconforinsta.png)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك