يقول الرئيس الأمريكي روزفلت مشيرا إلى أن الطموح محفز رئيسي لرحلة النجاح في الحياة: «اجعل عينيك على النجوم.. واجعل قدميك على الأرض»!
بمعنى آخر عش حياتك كل يوم كما لو كنت ستصعد جبلا، وانظر بين الفينة والأخرى الى القمة حتى لا تنسى هدفك، وإذا كان الطريق مليئا بالحجارة فلا تتعثر، بل ابن بها سلما تصعد به نحو النجاح، فتلك هي رؤية الانسان الطموح الذي تتجدد دوافعه وأحلامه دوما ولا يشبع أبدا!
سناء ملا تقي معيوف، امرأة طموحاتها بلا سقف، مضت نحو أحلامها واثقة من تحقيقها لإيمانها بأنها ليس لها تاريخ صلاحية، وبأن النتائج الكبيرة تحتاج إلى أمنيات كبيرة، فكانت أول بحرينية تحصل على جائزة إليت بيزنس لأفضل القيادات النسائية تحت سن 40 عاما.
كان لالتحاقها ببرنامج لامع أكبر الأثر على مسيرتها حيث مثل بالنسبة لها نقلة مهمة في مشوارها المهني، ومعه اكتشفت نفسها وقدراتها من جديد، تنقلت بها محطات الحياة العملية فتراكمت الإنجازات والنجاحات حتى تقلدت منصب المدير الإقليمي لمركز الاتصال وخدمة العملاء بشركة جي آي جي الخليج.
حول هذه التجربة الثرية الملهمة كان الحوار التالي:
كيف أثرت نشأتك على مسيرتك؟
كان لنشأتي بين عشرة من الإخوة أبلغ الأثر على تشكيل شخصيتي، ومن ثم على مسيرتي بشكل عام، فقد كنت الابنة الصغرى في العائلة الأمر الذي جعلني دوما محور اهتمام ودعم الجميع، وكنت طفلة نشطة متعددة الاهتمامات أحرص دوما على المشاركة في مختلف الفعاليات والبرامج والمسابقات بكل أنواعها.
ماذا عن اهتماماتك العلمية؟
يمكن القول بأن ميولي كانت تتماشى مع المسار التجاري نظرا لاهتمامي بالبيزنس إلى جانب اتساع فرص العمل امامه في المستقبل، فقررت الالتحاق به، واذكر انني حصلت على تكريم الطالبة المتميزة في مادتي الرياضيات والكمبيوتر عند تخرجي في الثانوية العامة، وقد أقبلت على دراسة تخصص نظم المعلومات الإدارية في مرحلة الجامعة نظرا إلى عشقي مجال البرمجة أثناء دراستي بالثانوي، حيث كان التخصص الوحيد الذي تتضمن دراسته هذا المجال، وكانت من المراحل المميزة في مشواري.
وما وجه تميزها؟
تميز مرحلة الجامعة بالنسبة لي جاء بسبب تحقيق الكثير من الإنجازات خلالها وأهمها المشاركة في برنامج وفد جامعة البحرين الشبابي الذي حصدت فيه المركز الأول فيما يتعلق بالالتزام والتعلم والتطور ولله الحمد مثلت الجامعة أفضل تمثيل به، هذا فضلا عن مساهماتي في أنشطة أخرى تتعلق بجمعية تقنية المعلومات «آيزيك» للقادة الشباب، وهي منظمة عالمية تعنى بتطوير قدرات الشباب الرياضية من خلال برامج الريادة الداخلية، إلى جانب حرصي على العمل في العطلات الصيفية طوال سنوات الدراسة الجامعية لشغل أوقات فراغي وللشعور بالإنجاز المستمر، ولتعلم خبرات جديدة ومن ثم تطوير الذات.
بعد التخرج؟
بعد التخرج في الجامعة كانت أول محطة عملية لي في شركة بتلكو بمركز الاتصال، واستمررت به عامين تقريبا، ثم بدأ مدرائي في منحي مشاريع ومهام مختلفة تسهم في تطويره، وانتقلت من مركز الاتصال للأفراد الى مركز الاتصال الخاص بالشركات، وعملت على تأسيس قسم الجودة، وكانت النقلة الرئيسية الكبرى حين تم تعييني مدير تجربة العملاء وهي مسؤولية كبيرة وكنت بقدرها ولله الحمد، وقد ترشحت في تلك المرحلة لبرنامج إعداد القادة «سيمبا» من بين 45 موظفا، وكانت محطة جديدة ومختلفة حيث سافرت إلى لندن لإكماله، كما عملت كذلك لدى بيون جروب في القطاع المالي وهي خطوة أضافت إلى خبراتي الكثير.
أهم نقلة في مسيرتك؟
لقد ترشحت لجائزة رئيس مجلس الإدارة في شركة بتلكو وحصلت على المركز الثاني من بين 12 شخصا، ثم ترشحت للانضمام إلى برنامج لامع وكانت نقلة مهمة في مسيرتي اكتشفت معها نفسي وقدراتي من جديد، ووسعت من آفاقي، وذلك من خلال التعرف على ثقافات مختلفة وإقامة علاقات مع أناس وجهات أخرى جديدة بالنسبة لي، والأهم أنها منحتني المزيد من الثقة في نفسي وفي أنني شخص متميز، إلى جانب التعرف على نقاط الضعف والقوة لدي.
وما أهم نقطة ضعف وقوة لديك؟
يمكن القول بأن نقطة قوتي هي التعلم الدائم والمستمر، أما نقطة الضعف الرئيسية فتكمن في عدم الثقة في النفس بالقدر المطلوب والمناسب لقدراتي ومؤهلاتي وإمكانياتي، ولكني حين أعيش هذا الشعور أتذكر كيف كنت في الماضي وأقارن ذلك بالحاضر، فأجد نفسي أكثر نجاحا وتميزا، وهذا ما تحقق فعليا بعد مشاركتي في برنامج لامع ومساهمتي من خلاله في مجال تمكين المرأة ورفع مؤشراته مقارنة بالدول الأخرى.
وماذا عن عضويتك بهيئة لامع؟
لقد تم تعييني كرئيس لجنة العضوية بهيئة لامع الأمر الذي فتح أمامي فرصة الانتقاء الجيد لأعضائها، هذا فضلا عن انضمامي الى لجنة تمكين الشباب في القطاعين العام والخاص بترشيح من وزيرة شؤون الشباب والمختصة وهي خطوة أفخر بها بشدة نظرا للدور المنوط بهذه اللجنة ومساهمتي فيه اعتمادا على مؤشرات ومبادرات محددة، ثم جاءت المحطة الأهم في مشواري حين تقلدت منصب المدير الإقليمي لمركز الاتصال في شركة جي آى جي الخليج التي أعتبرها تتويجا لمسيرة طويلة من الكفاح والإنجاز والعطاء.
من وراء نجاحك؟
أري أن دعم الأهل والزوج من أهم عوامل نجاحي، علما بأنني تزوجت مبكرا وكان ذلك في مرحلة الدراسة الجامعية، وانجبت ابنتي عقب تخرجي مباشرة ومن ثم أصبحت زوجة وأمًّا في سن صغيرة، ولله الحمد لم يعطلني ذلك عن تحقيق طموحاتي العملية بل كان زوجي من أكثر الداعمين والمشجعين لي على صعيد العمل أو الأسرة، فضلا عن مساندة إخواني وأخواتي، ومن خلال تجربتي يمكن الجزم بأن المحك الرئيسي لنجاح أي زواج يبقى في الاختيار الصحيح لشريك الحياة سواء كان الزواج مبكرا أو متأخرا.
أصعب مرحلة؟
من أصعب المراحل التي مرت بي كانت عقب إنجابي أول طفلة لي وتزامن ذلك مع بداية مسيرتي المهنية، وقد استغرق الامر بعضا من الوقت للتأقلم على الوضع الجديد واحداث نوع من التوازن بين مسؤولياتي العملية والاسرية، وبالطبع لم تكن مسألة إثبات وجودي على صعيد العمل في ظل وجود طفلة حديثة الولادة بالأمر السهل، ومع الوقت تمكنت وتدريجيا من المواءمة بين مهامي المتشعبة وحققت الموازنة بينها قدر الإمكان.
مبدأ تسيرين عليه؟
مبدئي الذي أسير عليه دوما طوال مشواري هو الحرص على التعلم المستمر ومواكبة المستجدات من حولي وهو أمر مهم جدا يجب التأكيد عليه خاصة في عصر التغييرات والتطورات المتسارعة الذي نعيشه اليوم وتلك هي رسالتي لأي سيدة أعمال حتى تبلغ أهدافها وتحقق نجاحاتها.
ما تعريفك للفشل؟
لو تحدثنا عن علاقة المرأة بالفشل يمكن القول بأن افتقادها للدعم ممن حولها قد يؤدي إلى تعثرها وليس فشلها، وهنا أدعو الشباب البحريني إلى انتهاز الفرص المتاحة أمامه وما أكثرها وأن يبذل ما في وسعه من أجل تطوير مهاراته ومواكبة كل ما هو جديد في ظل عصر المعلومات والتطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم، وهذه هي نصيحتي للجيل الجديد، فالحياة تتبدل وتتغير بسرعة شديدة ولا يجب التوقف عن التعلم مطلقا، فضلا عن أهمية العمل على تطوير الذكاء العاطفي لديهم.
أهم قيمة غرستها في نفوس أبنائك؟
أهم القيم والمبادئ التي أحرص على غرسها في نفوس أطفالي هي حب العلم والتعلم والثقة بالنفس والايجابية، وهذا هو ما يحتاج اليه أبناؤنا اليوم بصفة عامة ومن واقع تجربتي الشخصية.
إنجازات تفخرين بها؟
من الإنجازات التي أفخر وأعتز بها كثيرا تمثيلي لمملكة البحرين في عمان عبر مشاركتي في برنامج تبادل الثقافات ضمن وفود عربية وعالمية بترشيح من جامعة البحرين، وهي تجربة مهمة فتحت عيوني على ثقافات وتجارب متنوعة وأدركت من خلالها أنه رغم الاختلاف فيما بيننا فهناك نوع من التشابه، هذا فضلا عن حصولي على تكريم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة عقب تخرجي في برنامج لامع وهي من المحطات المهمة في مشواري.
طموحك الحالي؟
أتمنى تحقيق التطوير المهني الذي يمكنني من احتلال منصب الرئيس التنفيذي في عملي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك