العدد : ١٧١٢٨ - الخميس ١٣ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٨ - الخميس ١٣ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ترامب يصدم العالم بخطة تهجير الفلسطينيين من غزة

بقلم: د. جيمس زغبي

الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

كان‭ ‬هجوم‭ ‬‮«‬الصدمة‭ ‬والرعب‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬شنه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بمجرد‭ ‬تنصيبه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكبرى‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬ناجحا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭. ‬

هناك‭ ‬منطق‭ ‬منحرف‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬تعييناته‭ ‬الوزارية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وعمليات‭ ‬الفصل‭ ‬والتهديدات‭ ‬الواسعة‭ ‬النطاق‭ ‬للقوى‭ ‬العاملة‭ ‬الفيدرالية،‭ ‬وأوامره‭ ‬التنفيذية‭ ‬المتلاحقة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بتقويض‭ ‬الأوضاع‭ ‬القائمة‭.‬

وعلى‭ ‬غرار‭ ‬الهجوم‭ ‬الخاطف‭ ‬الذي‭ ‬أمر‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش‭ ‬على‭ ‬بغداد‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حرب‭ ‬العراق،‭ ‬فإن‭ ‬نية‭ ‬ترامب‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬ساحق‭ ‬للقوة،‭ ‬والضرب‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرباك‭ ‬خصومه‭ ‬وإحباطهم‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬ركزت‭ ‬أغلب‭ ‬تصرفات‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية،‭ ‬وخدمت‭ ‬أغراضها،‭ ‬فإنه‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬التحدي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلقاء‭ ‬بعض‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬كإجراء‭ ‬يريد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬يلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬ويحقق‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬من‭ ‬نتائج‭.‬

في‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬راح‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬منذ‭ ‬تنصيبه‭ ‬يهدد‭ ‬باستعادة‭ ‬قناة‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬بنما،‭ ‬وإجبار‭ ‬مملكة‭ ‬الدنمارك‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬جرينلاند‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وضم‭ ‬كندا‭ ‬كولاية‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬‭ ‬بنما‭ ‬والدنمارك‭ ‬وكندا‭ ‬فإن‭ ‬أيًّا‭ ‬من‭ ‬‮«‬اختبارات‮»‬‭ ‬سياسة‭ ‬ترامب‭ ‬الخارجية‭ ‬وتحدياتها‭ ‬لم‭ ‬تخلف‭ ‬نفس‭ ‬التأثير‭ ‬أو‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬غزواته‭ ‬التنمرية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭.‬

وفي‭ ‬مشروع‭ ‬آخر‭ ‬خيالي‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬كيشوتي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬ألقى‭ ‬ترامب‭ ‬قنبلة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‭. ‬واقترح‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬‮«‬تطهير‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

وتفيد‭ ‬التقارير‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬منفصلة‭ ‬مع‭ ‬العاهل‭ ‬الأردني‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬والرئيس‭ ‬المصري‭ ‬السيسي،‭ ‬ضغط‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬لقبول‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬مع‭ ‬استغلال‭ ‬ألبانيا‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬كدعم‭ ‬لإعادة‭ ‬توطين‭ ‬الآخرين‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬هدف‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمور‭ ‬وإثارة‭ ‬رد‭ ‬الفعل،‭ ‬فقد‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مآربه،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المذكورة‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬وألبانيا‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬الغريب‭.‬

وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الرفض‭ ‬الواضح،‭ ‬فقد‭ ‬تجاهل‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬هذا‭ ‬الطُعم‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬ترامب،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬انشغالهم‭ ‬بالعودة‭ ‬المشحونة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬الأليمة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أنقاضهم‮»‬‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬ومحاربة‭ ‬الاحتلال‭ ‬العدواني‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

لنكن‭ ‬واضحين‭: ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وانتقلت‭ ‬إلى‭ ‬المرحلتين‭ ‬الثانية‭ ‬والثالثة،‭ ‬عندما‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬الخطيرة‭. ‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬هناك‭ ‬مليونا‭ ‬فلسطيني‭ ‬بلا‭ ‬مأوى‭ ‬ومئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬والمباني‭ ‬المهدمة‭. ‬وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬سيستغرق‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬عامين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬لإزالة‭ ‬الأنقاض‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬استخدامها،‭ ‬وعقودًا‭ ‬لبناء‭ ‬مساكن‭ ‬كافية‭ ‬لاستيعاب‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬دمرت‭ ‬منازلهم‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬المرء‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ترامب،‭ ‬أو‭ ‬حلفاءه‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬كان‭ ‬يوجه‭ ‬نداءً‭ ‬عطوفًا‭ ‬إلى‭ ‬الجيران‭ ‬لإيواء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المشردين‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬غزة‭ ‬جاهزة‭ ‬لاستقبالهم،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬ينطلي‭ ‬على‭ ‬الكثيرين‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬لم‭ ‬يبد‭ ‬أي‭ ‬تأثر‭ ‬بمعاناة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬الأوقات،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يبدي‭ ‬اهتماما‭ ‬بإمكانية‭ ‬بناء‭ ‬منتجع‭ ‬على‭ ‬شواطئ‭ ‬غزة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أوضح‭ ‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬طرد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتهجيرهم‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

ونظراً‭ ‬لذلك‭ ‬كله،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬اقتراح‮»‬‭ ‬ترامب‭ ‬بنقل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬يبدو‭ ‬أشبه‭ ‬بمباركته‭ ‬لنكبة‭ ‬فلسطينية‭ ‬جديدة‭. ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬النكبة‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬الإخلاء‭ ‬القسري‭ ‬لــ700‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬منازلهم،‭ ‬أعقبها‭ ‬هدم‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬420‭ ‬قرية‭ ‬فلسطينية‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬العودة‭.‬

ومن‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬النكبة‭ ‬الثانية‭ ‬أن‭ ‬تعكس‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬أولاً‭ ‬بهدم‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية‭ ‬بأكملها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬تنقل‮»‬‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬بلادهم‭.‬

وإذا‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬تعلمنا‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وائتلافه‭ ‬وداعميهم‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬فمن‭ ‬الأفضل‭ ‬ألا‭ ‬نفترض‭ ‬أبدًا‭ ‬أنهم‭ ‬لن‭ ‬يفعلوا‭ ‬أسوأ‭ ‬شيء‭ ‬ممكن‭. ‬ربما‭ ‬يحاول‭ ‬ترامب‭ ‬نقل‭ ‬‮«‬صدمته‭ ‬ورعبه‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أو‭ ‬يطرح‭ ‬ببراءة‭ ‬فكرة‭ ‬نقل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭.‬

ولكن‭ ‬الأرجح‭ ‬أنه‭ ‬يطلق‭ ‬‮«‬بالون‭ ‬اختبار‮»‬‭ ‬لصديقه‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬لاختبار‭ ‬مدى‭ ‬قبول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لخطة‭ ‬الترحيل‭ ‬بدعوى‭ ‬أنها‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حل‮»‬‭ ‬المشكلة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وكما‭ ‬أشرت‭ ‬سابقا،‭ ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬اهتمامهم،‭ ‬لم‭ ‬يتفاعل‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬ولا‭ ‬أنصارهم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬يصبوا‭ ‬جام‭ ‬غضبهم‭ ‬على‭ ‬‮«‬اقتراح‮»‬‭ ‬ترامب‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اقتراح‭ ‬خطة‭ ‬لمعالجة‭ ‬كيفية‭ ‬إزالة‭ ‬الأنقاض‭ ‬وإعادة‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬أوضاع‭ ‬مأساوية‭.‬

ولكي‭ ‬يتم‭ ‬قبول‭ ‬أي‭ ‬خطة‭ ‬لإعادة‭ ‬التوطين‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬يجب‭ ‬استيفاء‭ ‬شرطين‭ ‬اثنين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬يجب‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تنسحب‭ ‬أولا‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬وتتخلى‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬والخروج‭ ‬منه‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬المسبق‭ ‬ضروري‭ ‬حتى‭ ‬يشعر‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬بالثقة‭ ‬بأنهم‭ ‬إذا‭ ‬غادروا‭ ‬غزة،‭ ‬فسيُضمن‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬العودة‭.‬

أما‭ ‬المشكلة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬معالجتها‭ ‬فهي‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬يجدون‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬موقع‭ ‬منازلهم‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

ولتجنب‭ ‬الارتباك‭ ‬أو‭ ‬الصراع،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬السجلات‭ ‬البلدية‭ ‬موجودة،‭ ‬يجب‭ ‬بذل‭ ‬جهد‭ ‬لرسم‭ ‬خريطة‭ ‬لغزة،‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬مواقع‭ ‬إقامتهم‭ ‬أو‭ ‬أعمالهم‭.‬

وبدون‭ ‬ضمانات‭ ‬صارمة‭ ‬بالعودة‭ ‬وخطة‭ ‬لتسهيل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬محددة،‭ ‬فإن‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لإعادة‭ ‬التوطين‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬مشاكل‭ ‬أعمق‭.‬

ولأكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬ظلت‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬والحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬تتلاعب‭ ‬بالفلسطينيين‭. ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬تقطيع‭ ‬أوصال‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬وتشريدهم‭ ‬وتشتيتهم‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والدول‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬أصبحت‭ ‬هوية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الوطنية‭ ‬وارتباطهم‭ ‬بأراضيهم‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬ظل‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬يمثلون‭ ‬شوكة‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬خاصرة‭ ‬من‭ ‬يضطهدونهم‭. ‬لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تعترف‭ ‬بهذا‭ ‬الواقع،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تطوير‭ ‬خطة‭ ‬إنسانية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الرفض‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لوضع‭ ‬نهاية‭ ‬للاحتلال‭ ‬وبالتالي‭ ‬تكريس‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬حرموا‭ ‬منها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭.‬

 

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا