طهران - (أ ف ب): اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس نظيره الأمريكي دونالد ترامب بالسعي إلى «إرضاخ» بلاده، في كلمة ألقاها في الذكرى السادسة والأربعين لثورة 1979 التي أطاحت نظام الشاه.
وأطاحت الثورة الحكومة الموالية للولايات المتحدة في إيران، وأدى احتجاز دبلوماسيين أمريكيين في طهران لاحقا إلى عقود من العداء بين الولايات المتحدة وإيران.
وهذا العام، تكتسي الاحتفالات طابعا خاصا بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض. فخلال فترة ولايته الأولى، اتبع الرئيس الأمريكي سياسة «الضغوط القصوى» ضد إيران.
وفي الصباح، تجمعت الحشود في أماكن عامة في كل أنحاء إيران، على وقع أغان شعبية وأناشيد وطنية للاحتفال بذكرى إطاحة الشاه محمد رضا بهلوي.
من جهتهم، توجّه سكان طهران إلى مكان التجمع الرئيسي حول برج آزادي («الحرية» بالفارسية) في غرب العاصمة، للاستماع إلى كلمة الرئيس.
وقال بزشكيان: «يقول ترامب: نريد التباحث... ويوقّع في مذكرة على كل المؤامرات لإرضاخ ثورتنا»، في إشارة إلى إعلان واشنطن الأسبوع الماضي فرض عقوبات جديدة على طهران.
وأكد الرئيس الإيراني «نحن لا نسعى إلى الحرب» وإيران «لن ترضخ أبدا للأجانب».
وخرجت الحشود إلى الشوارع في شيراز وبندر عباس (جنوب) ورشت (شمال) ومشهد (شرق) وكرمانشاه وسنادج (غرب) مرددين شعارات معادية لأمريكا وإسرائيل، بحسب صور تلفزيونية.
ورفع المشاركون في المسيرات، وبينهم الكثير من العائلات، أعلام إيران ورايات الفصائل الموالية لها، بالإضافة إلى صور المرشد الإيراني علي خامنئي.
كذلك، عُرضت نسخ طبق الأصل من صواريخ ومعدات عسكرية إيرانية الصنع.
خلال ولايته الأولى التي انتهت عام 2021، انتهج ترامب سياسة «الضغوط القصوى» على إيران، وهو نهج استعاده منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، ناسفا صفقة كانت تقضي بتخفيف العقوبات على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
ومع توقيعه الأمر التنفيذي الذي يطلب من الإدارات الأمريكية إعداد عقوبات جديدة ضد إيران في 4 فبراير، أعرب ترامب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى «اتفاق مع إيران وبعدها يمكن الجميع العيش معا».
لكن الرئيس الأمريكي حذر من «محو إيران من الوجود» إذا اغتالته.
وأكد بزشكيان في خطابه أمس «أمريكا تعتقد أنها قادرة على إرضاخ إيران من خلال زرع الانقسام» بين مكونات الأمة الإيرانية. وأضاف «إذا وقفنا يدا بيد فإننا سنكون قادرين على حل كل مشكلات البلاد».
ويحيي الإيرانيون في هذا اليوم ذكرى سقوط الحكومة الأخيرة في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، بعد أيام من عودة الخميني الى البلاد في الأول من فبراير 1979. وكان الشاه قد غادر في يناير بعد أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه.
وفي الأيام الأخيرة، دعا العديد من المسؤولين الشعب إلى المشاركة بأعداد كبيرة في الاحتفالات بعد إعلان ترامب العقوبات الجديدة على إيران.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك