زاوية غائمة
![](https://media.akhbar-alkhaleej.com/thumbeditor.php?img=editor/ZAGH.png)
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
يا بهيّة خبريني ع اللي حصل
بداية أقول ان خوضي في أمور الزواج أو تربية العيال لا يعني بأي حال من الأحوال أنني زوج أو أب مثالي، بل قد أنتقد بعض عيوبي بشكل غير مباشر، وأنا أنقل حكايات عن تجارب أزواج وآباء آخرين اليوم، اسمحوا لي أن أحكي لكم مجددا عن السيدة بهية سالم التي تقدمت قبل سنوات إلى محكمة الأسرة في مدينة دمياط بمصر، تطلب خلع زوجها، (ولا يهمني الحكم الذي صدر عن القاضي بل كون أنها لجأت إلى محكمة طالبة الطلاق مع التعهد بأن تعيد للزوج المهر و«الصيغة» أي المشغولات الذهبية التي أهداها لها).. وقد تستغرب أيها القارئ لاهتمامي بهذه الواقعة التي سبق لي الإشارة إليها في مقال سابق، ذلك لأنه من وجهة نظرك فإن الأمر «عادي، ياما الملايين تتطلق يوميا، فما الغريب في أمر سعي بهية الى الحصول على الخلع الذي هو الطلاق مع التنازل للزوج عن ممتلكات وأموال كثرت أم قلّت؟ ما غريب إلا الشيطان.. أولا يا عزيزي ويا عزيزتي، بهية عمرها 80 سنة، وظلت على ذمة زوجها البالغ من العمر 83 سنة، طوال 61 سنة، وأنجبا ستة من الأولاد والبنات، أنجبوا بدورهم كتيبة من الأولاد والبنات (ما شاء الله عليهم). وحسب أقوال بهية فإنها وقفت مع زوجها حتى صار ثريا ولكنه انقلب عليها مؤخرا وصار يعتدي عليها بالضرب والسب حتى أحال حياتها الى جحيم! ولهذا فقد أيدت بشدة السيدة بهية، ونصحتها بعدم طلب الخلع بل الطلاق، حتى لا تدفع لزوجها المفتري مليما أسود، صار غير صالح للتداول منذ عهد رمسيس الأول حالات الطلاق بين الستينيين او بين من ظلوا متزوجين عشرين سنة أو أكثر تثير الحيرة وأحيانا الاستنكار، وقد تجد شخصا كان ينفق على أسرته بسخاء يتحول الى «بخيل» بعد ان يتخطى حاجز الستين.. فمن يتقدم في السن يخش على نفسه من البهدلة إذا لم تكن له موارد مالية كافية: العيال سيكبرون، وسيصبح لهم عيال، وتتغير أولوياتهم، وقد لا يكون لديهم فائض يعينونني به في شيخوختي. وقد يصبحون عاقين ويهملون أمري، حتى ولو كانت أحوالهم متيسرة ماديا. قد يصبح أحد الزوجين أكثر عصبية.. وكثير «الطلبات». وهناك العيال، فبعد الإنجاب ينصرف الاهتمام الى تربيتهم. وقد يقتصر الحديث بين الزوجين خلال اليوم الكامل على تلغرافات من شاكلة «صحيني مع أذان المغرب». أو «رايحة لخالتي قماشة باكر الصبح». ولو كان الزوج هو العائل الوحيد للأسرة فإنه يزداد اهتماما بالعمل حتى يوفر احتياجاتها، وغالبا ما يؤدي ذلك الى إهمال أمر الزوجة ولو بعض الشيء. والزوجة بدورها تترك الفراش فجرا و«تجهز» العيال للمدرسة ثم تدخل المطبخ وعند عودة العيال من المدرسة تبدأ في الصياح: صلوح حط شنطتك في غرفتك.. هنادي لا تنامي قبل كتابة الواجب المدرسي.. حمودي حذرتك الف مرة من لبس النعال الخايسة هاذي، وشيئا فشيئا تصبح العلاقات بين الزوجين «رسمية»، وكأنها علاقة شراكة في «مشروع»، فتحل الغلظة في التعامل محل المودة، وتتسع الشقة بين الزوجين بحيث «لا تفرِق» مع أحدهما او كليهما فضّ الشراكة، فيحدث الطلاق ويستنكره الناس «يا جماعة صبرتم على بعض كذا سنة.. فات الكثير وما بقي إلا القليل». والعبارة الأخيرة مرعبة، لأنها تذكر بالموت فيقرر طالب الطلاق الاستعجال فيه لـ«يرتاح» خلال المهلة القصيرة المتبقية من العمر، والشاهد هنا هو أن صمود الزواج عشرين أو أربعين سنة لا يعني أن الزيجة ناجحة أو قابلة للاستمرار، والسبب في ذلك ان بعض بني آدم «مفتري»، ولا يقيم وزنا للعشرة والألفة الطويلة، فهناك الرجل الذي يحس بأن شريكة حياته وأمّ عياله صارت دون المستوى بعد أن يصيب ثروة أو منصبا رفيعا، وهناك المرأة التي يزداد لسانها سلاطة بمرور الزمن فتجعل الزوج يقرر الفرار بما تبقى من سنوات عمره.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news
![](https://akhbar-alkhaleej.com/assets/images/iconforinsta.png)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك