العدد : ١٧١٢٥ - الاثنين ١٠ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٥ - الاثنين ١٠ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الأمن الأوروبي.. تحديات عالمية وتداعيات إقليمية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٠ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تكمل‭ ‬عامها‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬فبراير‭ ‬2025‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬لأدنى‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬انكشاف‭ ‬أمني‭ ‬واضح،‭ ‬وما‭ ‬أقصده‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الأمن‭ ‬الجماعي‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وقدرة‭ ‬إطار‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬الردع‭ ‬وهو‭ ‬ببساطة‭ ‬إرسال‭ ‬رسالة‭ ‬للخصم‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يتكبد‭ ‬خسائر‭ ‬هائلة‭ ‬حال‭ ‬إقدامه‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬غير‭ ‬محسوب‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لدولة‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬قوة‭ ‬أطلسية‭ ‬أو‭ ‬أوروبية‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬الغزو،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تجئ‭ ‬أهمية‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬فبراير2025‭ ‬ببروكسل‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬في‭ ‬قمة‭ ‬غير‭ ‬رسمية‮»‬‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو،‭ ‬والتي‭ ‬عكست‭ ‬ثلاث‭ ‬ملاحظات‭ ‬الأولى‭: ‬إن‭ ‬الاجتماع‭ ‬تم‭ ‬تخصيصه‭ ‬فقط‭ ‬لغرض‭ ‬بحث‭ ‬مسألة‭  ‬الدفاع،‭ ‬والثانية‭: ‬إنها‭ ‬لم‭ ‬تضم‭ ‬دول‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ولكن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الـ27‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬23‭ ‬دولة‭ ‬أوروبية‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬والثالثة‭: ‬مشاركة‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وفقاً‭ ‬لاتفاق‭ ‬البريكست‭ ‬عام‭ ‬2016‭.‬

وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬قدرة‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬تكتنفها‭ ‬عدة‭ ‬تحديات‭ ‬مزمنة‭ ‬أولها‭: ‬إن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ذاته‭ ‬لم‭ ‬يؤسس‭ ‬لغرض‭ ‬دفاعي‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬،‭ ‬وإنما‭ ‬الهدف‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬تطورات‭ ‬في‭ ‬الهيكل‭ ‬والسياسات‭ ‬وما‭ ‬صاحبها‭ ‬من‭ ‬مقترحات‭ ‬لإيجاد‭ ‬هوية‭ ‬أمنية‭ ‬للاتحاد‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬بديل‭ ‬أمني‭ ‬للناتو‭ ‬لديه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬الردع‭ ‬ضمن‭ ‬الأمن‭ ‬الجماعي‭ ‬لتلك‭ ‬الدول،‭ ‬وثانيها‭: ‬اعتماد‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬لحماية‭ ‬أمنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬عديدة‭ ‬لحماية‭ ‬المصالح‭ ‬الأوروبية‭ ‬ومنها‭ ‬تهديدات‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬ومنها‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تأسيس‭ ‬ثلاثة‭ ‬تحالفات‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬وثالثها‭: ‬تداخل‭ ‬عضوية‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬كما‭ ‬سبقت‭ ‬الإشارة‭ ‬بين‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬التحديات‭ ‬نتيجة‭ ‬التداخل‭ ‬والتشابك‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬وهي‭: ‬أوروبا،‭ ‬الناتو،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬تحديات‭ ‬أخرى‭ ‬ترتبط‭ ‬برؤية‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬لواقع‭ ‬ومسؤولية‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لطالما‭ ‬اتهمت‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بأنها‭ ‬أشبه‭ ‬‮«‬بالراكب‭ ‬المجاني‮»‬‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬تحقق‭ ‬أمنها‭ ‬دون‭ ‬تحمل‭ ‬نفقات‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬ولايزال‭ ‬المطلب‭ ‬الرئيسي‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬تخصيص‭ ‬نسبة‭ ‬2%‭ ‬وأحياناً‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬5%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭  ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬لأغراض‭ ‬الدفاع،‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬استجابت‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعلن‭ ‬وعوداً‭ ‬بذلك،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تأييد‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬لفكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬جيش‭ ‬أوروبي‭ ‬موحد‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يحظى‭ ‬بتأييد‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬كافة‭ ‬وخاصة‭ ‬الصغرى‭ ‬منها‭ ‬التي‭ ‬تخشى‭ ‬التهديد‭ ‬الروسي‭ ‬وترى‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لأمنها‭ ‬القومي‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬التقديرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬حاجة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬500‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬كاستثمارات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المقبل،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬إسهام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬الحلف‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬فرض‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬رسوماً‭ ‬جمركية‭ ‬على‭ ‬كبار‭ ‬شركاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التجاريين‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تماسك‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والناتو‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬مارك‭ ‬روته‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬بحروب‭ ‬تجارية‭ ‬الذي‭ ‬يلوح‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬لن‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬القوّة‭ ‬الرادعة‭ ‬للحلف‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الناتو‭ ‬ودول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬وهي‭ ‬الدولة‭ ‬الأطلسية‭ ‬أيضاً‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬يعني‭ ‬ببساطة‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬سوف‭ ‬ينقسم‭ ‬مجدداً‭ ‬إلى‭ ‬معسكرين‭: ‬الغربي‭ ‬والشرقي‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬ضمن‭ ‬حرب‭ ‬باردة‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬أيديولوجية‭ ‬ولكن‭ ‬ضمن‭ ‬تحالفات‭ ‬متنوعة‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬قناعة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بتنامي‭ ‬القوة‭ ‬الروسية‭ ‬ووجود‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬دولة‭ ‬أوروبية‭ ‬صغرى‭ ‬مستقبلاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نتائج‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬التي‭ ‬تميل‭ ‬لصالح‭ ‬روسيا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬قراءة‭ ‬لدينا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لتلك‭ ‬المعادلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬نقاط،‭ ‬الأولى‭: ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شروط‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬لذلك‭ ‬التدخل‭ ‬والدور‭ ‬الأمني‭ ‬الرمزي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬حيث‭ ‬أرسلت‭ ‬أوروبا‭ ‬بعثة‭ ‬بحرية‭ ‬وهي‭ ‬البعثة‭ ‬الرابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عموماً،‭ ‬والثاني‭: ‬اتجاه‭ ‬الصراع‭ ‬الغربي‭- ‬الروسي‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الاحتدام‭ ‬يعني‭ ‬تعرض‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬للاستقطاب‭ ‬ضمن‭ ‬تحالفات‭ ‬وشراكات‭ ‬وأخرى‭ ‬مضادة‭ ‬مما‭ ‬يكرس‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬عسكري‭ ‬فالبريكس‭ ‬تجمع‭ ‬اقتصادي‭ ‬يستهدف‭ ‬مناوئة‭ ‬هيمنة‭ ‬الدولار‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬واقعية‭ ‬أهدافه،‭ ‬والثالث‭: ‬احتمال‭ ‬توتر‭ ‬العلاقات‭ ‬الأوروبية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬التضامن‭ ‬وخاصة‭ ‬داخل‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬الحلف‭ ‬لدى‭ ‬الشركاء‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطيين‭ ‬وخاصة‭ ‬ضمن‭ ‬شراكات‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭. ‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬ومع‭ ‬وضوح‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكذلك‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬والذي‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يخض‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬ولكن‭ ‬قدرات‭ ‬الحلف‭ ‬العسكرية‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬روسيا،‭ ‬فإن‭ ‬المعضلة‭ ‬الأكبر‭ ‬ستبقى‭ ‬هي‭ ‬كيفية‭ ‬بناء‭ ‬بديل‭ ‬أمني‭ ‬ذاتي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬دوله‭ ‬بالفعل‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬نفقاتها‭ ‬العسكرية‭ ‬بسبب‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بنسبة‭ ‬30%‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2021‭ ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬ترجمة‭ ‬ذلك‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لتحقيق‭ ‬الردع؟‭ ‬والإجابة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬مارك‭ ‬روته‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للناتو‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬دون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬والحل‭ ‬الأمثل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نبقى‭ ‬متحدين‮»‬‭.‬

ومجمل‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لم‭ ‬تنشئ‭ ‬حالة‭ ‬التصدع‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الأوروبي‭ ‬أو‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تضامن‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬كاشفة‭ ‬لتلك‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأعضاء‭ ‬الاتحاد‭ ‬والحلف‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬معالجتها‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬انعكاسات‭ ‬عالمية‭ ‬وشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬ضمن‭ ‬تنامي‭ ‬أدوار‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬والهند‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬العالمية‭ ‬والشراكات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا