تصدّر حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ترحيل سكان غزة وبسط سيطرة بلاده على القطاع الفلسطيني عناوين كبريات الصحف العالمية، التي وصفت الأمر بأنه «مكلف ومميت». كما وصفت الخطة بأنها نكبة جديدة يجب أن يوقفها العالم فورا.
ففي صحيفة «واشنطن بوست» قال الكاتب إيشان ثارور -في مقال رأي- إن اقتراح ترامب «سيكون مكلفا ومميتا»، وإنه «سيفجر الوضع السياسي رغم أنه يبدو غير قابل للتطبيق». كما قالت جارديان البريطانية إن تعهد ترامب بتولي الولايات المتحدة السيطرة على غزة «يعني تأييده الفعلي للتطهير العرقي للفلسطينيين». ووصفت الصحيفة حديث الرئيس الأمريكي بـ«الصادم»، مشيرة إلى أنه «يتجاوز كل الأعراف». وفي أستراليا أعرب محررو صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد» عن صدمتهم، وكتبوا على الصفحة الأولى: لقد لبس ترامب التطهير العرقي ثوب الفرصة العقارية، وقتل خطة «أمريكا أولا».
وفي صحيفة «ذا كوريا تايمز» يصف اقتراح ترامب بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء على كرامة الإنسان». ويشبّه كاتب المقال هذا الاقتراح بما حدث في نكبة 1948 حينما تم تهجير الفلسطينيين قسرا عند تأسيس إسرائيل. ويُشير الكاتب إلى أن هذا الاقتراح يبدو «محاولة قاسية» لاستغلال المنطقة لمصالح أمريكية من دون مراعاة العواقب الإنسانية الوخيمة على الفلسطينيين. ويؤكد الكاتب أن هذا الاقتراح «السخيف» يعكس خلفية ترامب كمطوّر عقاري، وأن خطته تتجاهل الإجماع الدولي على حل الدولتين.
وقالت لوموند الفرنسية إن ترامب «لا يهتم بشيء عندما يتحدث عن غزة»، مشيرة إلى أنه «لا يهتم بالتاريخ ولا بصدمات الماضي ولا الحروب المتتالية ولا ارتباط الناس بالأمكنة وبظلال أجدادهم الأموات ولا الأحياء». ووفقا للصحيفة فإن «(ترامب) إمبراطور العقارات لا يرى في غزة إلا كومة من الأنقاض». وقالت تايم الأمريكية إن مقترح ترامب «لاقى انتقادات حادة»، مشيرة إلى أن «بعض الديمقراطيين وصفوا الاقتراح بالمجنون وغير اللائق أخلاقيا». وأشارت المجلة إلى أن النائبة الديمقراطية رشيدة طليب أدانت الخطة واعتبرتها تطهيرا عرقيا «بينما أبدى نتنياهو اهتماما بالفكرة، ورأى أنها تستحق الدراسة».
وقالت فورين بوليسي الأمريكية إن ما يخططه الرئيس ترامب لغزة «سيكون وبالا على الجميع، وتحديدا على الأردن الذي يأخذ حديث الرئيس عن الترحيل القسري لسكان غزة بجدية كبيرة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك