العدد : ١٧١٢٢ - الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٢ - الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تداعيات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على الداخل الإسرائيلي

بقلم: د. رمزي بارود {

الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

كان‭ ‬العنوان‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬تصدر‭ ‬صحيفة‭ ‬التايمز‭ ‬أوف‭ ‬إسرائيل‭ (‬Times‭ ‬of‭ ‬Israel‭) ‬مؤخرا‭ ‬كالآتي‭ ‬‮«‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬خسرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬الحرب‭ ‬للتو‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬عنوان‭ ‬يقول‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأسباب‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬أربع‭ ‬عشرة‭ ‬نقطة،‭ ‬فإنه‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬حدث‭ ‬مدمر‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الممتد‭ ‬إلى‭ ‬76‭ ‬عاما‭.‬

إن‭ ‬عواقب‭ ‬هذا‭ ‬الإدراك‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬والجيل‭ ‬القادم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬سوف‭ ‬تخترق‭ ‬جميع‭ ‬قطاعات‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬من‭ ‬النخبة‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬الهوية‭ ‬الجماعية‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬العاديين‭.‬

ومن‭ ‬المثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬والمفيد‭ ‬أن‭ ‬المقال‭ ‬الصحفي‭ ‬المذكور‭ ‬يعزو‭ ‬هزيمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬التي‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬الجغرافية‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭. ‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬الصحفي‭ ‬المذكور‭ ‬تتناول‭ ‬الأزمة‭ ‬المستمرة‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يستكشف‭ ‬التأثير‭ ‬النفسي‭ ‬لما‭ ‬يوصف‭ ‬بأنه‭ ‬الهزيمة‭ ‬الأولى‭ ‬لإسرائيل‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

وخلافاً‭ ‬للعمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ -‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أصغر‭ ‬بكثير‭ ‬مقارنة‭ ‬بحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الحالية‭- ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬فئة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تدعي‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

إن‭ ‬الخطاب‭ ‬المألوف‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬اقتلاع‭ ‬العشب‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬تستخدمه‭ ‬إسرائيل‭ ‬غالبًا‭ ‬لوصف‭ ‬حروبها،‭ ‬كان‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬غائبا‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬شبه‭ ‬إجماع‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬كان‭ ‬سيئاً‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه،‭ ‬بل‭ ‬وكارثيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬تتبجح‭ ‬بأنها‭ ‬انتصرت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حروبها‭.‬

إن‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬سيئة‮»‬‭ ‬تحمل‭ ‬مضامين‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭. ‬فبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إيتامار‭ ‬بن‭ ‬جفير،‭ ‬يمثل‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬استسلامًا‭ ‬كاملاً‮»‬‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬المتطرف‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش،‭ ‬فهو‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬خطيرة‮»‬‭ ‬تعرض‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬القومي‮»‬‭ ‬لإسرائيل‭ ‬للخطر‭.‬

وامتنع‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إسحاق‭ ‬هرتزوغ‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬تفاصيل‭ ‬سياسية،‭ ‬لكنه‭ ‬تناول‭ ‬الاتفاق‭ ‬بعبارات‭ ‬قوية‭ ‬بالقدر‭ ‬نفسه‭: ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أوهام‭. ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ -‬عند‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها‭ ‬والموافقة‭ ‬عليها‭ ‬وتنفيذها‭- ‬ستجلب‭ ‬معها‭ ‬لحظات‭ ‬مؤلمة‭ ‬وصعبة‭ ‬ومروعة‭ ‬للغاية‭.‬

وحاول‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬جدعون‭ ‬ساعر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مسؤولين‭ ‬إسرائيليين‭ ‬آخرين،‭ ‬تبرير‭ ‬الصفقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأطير‭ ‬هدف‭ ‬إسرائيل‭ ‬النهائي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬تحرير‭ ‬الأسرى،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬أجلنا‭ ‬القرار‭ ‬فمن‭ ‬يدري‭ ‬كم‭ ‬سيبقى‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة؟‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدد‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬يشككون‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬الحكومة‭. ‬وكان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬قد‭ ‬رفض‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬اتفاقات‭ ‬مماثلة‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬شهري‭ ‬مايو‭ ‬ويوليو‭ ‬الماضيين،‭ ‬مما‭ ‬يعيق‭ ‬أي‭ ‬إمكانية‭ ‬للتفاوض‭.‬

وفي‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ذلك‭ ‬الرفض‭ ‬والقبول‭ ‬النهائي‭ ‬للصفقة،‭ ‬قُتل‭ ‬أو‭ ‬جُرح‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬المآسي‭ ‬أو‭ ‬تجاهلها‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬قُتل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أيضًا،‭ ‬معظمهم‭ ‬في‭ ‬ضربات‭ ‬عسكرية‭ ‬إسرائيلية‭.‬

ولو‭ ‬قبل‭ ‬نتنياهو‭ ‬الصفقة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬لكان‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأسرى‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭. ‬ستظل‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬ترخي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬نتنياهو‭ ‬السياسية،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬ورسم‭ ‬إرثه‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬والمليء‭ ‬بالفساد‭.‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬فشل‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬متعددة‭. ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يمنع‭ ‬ائتلافه‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭ ‬من‭ ‬الانهيار،‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬معظم‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬أعطى‭ ‬الكثيرون‭ ‬الأولوية‭ ‬لعودة‭ ‬الأسرى‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬تنازل‭ ‬نتنياهو‭ ‬النهائي‭ ‬مدفوعاً‭ ‬بضغوط‭ ‬داخلية،‭ ‬بل‭ ‬بإدراكه‭ ‬الصارخ‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬وصلت‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تختمر‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الانهيار‭ ‬حيث‭ ‬سعت‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬جاهدة‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬السخط‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وفي‭ ‬مقال‭ ‬نشر‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬أعلنت‭ ‬صحيفة‭ ‬يديعوت‭ ‬أحرونوت‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬قد‭ ‬هُزم‭ ‬سياسياً،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬أركانه،‭ ‬هرتسي‭ ‬هاليفي،‭ ‬في‭ ‬الفشل‭ ‬العسكري‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬فقد‭ ‬فشل‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬الجبهتين‭. ‬وقد‭ ‬حثه‭ ‬الجنرالات‭ ‬العسكريون‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬معتقدين‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬حققت‭ ‬انتصارات‭ ‬تكتيكية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وخلال‭ ‬الحرب،‭ ‬تعمقت‭ ‬الأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭.‬

لجأ‭ ‬نتنياهو‭ ‬بحكم‭ ‬وجوده‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬تكتيكاته‭ ‬وألاعيبه‭ ‬القديمة‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬إظهار‭ ‬القيادة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬انخرط‭ ‬في‭ ‬التلاعب‭ ‬السياسي،‭ ‬والكذب‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يناسبه،‭ ‬وهدد‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬رفضوا‭ ‬اتباع‭ ‬قواعده،‭ ‬وتهرب‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الشخصية‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أصبح‭ ‬الجمهور‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يشعر‭ ‬بخيبة‭ ‬أمل‭ ‬متزايدة‭ ‬إزاء‭ ‬اتجاه‭ ‬الحرب،‭ ‬ويشعر‭ ‬بالإحباط‭ ‬إزاء‭ ‬نتنياهو‭ ‬وائتلافه‭.‬

وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬انهارت‭ ‬البنية‭ ‬‮«‬الكافكاوية‮»‬‭ ‬للحكم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬برمتها‭. ‬إن‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬العسكرية‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬القيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وتفاقم‭ ‬عزلتها‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬عن‭ ‬الشارع‭ ‬السياسي‭ ‬والشعبي‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬لن‭ ‬يستسلم‭ ‬نتنياهو‭ ‬بسهولة‭. ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يحاول‭ ‬إرضاء‭ ‬بن‭ ‬جفير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬احتفاظ‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحق‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يمكّن‭ ‬سموتريش‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وقد‭ ‬يحاول‭ ‬استعادة‭ ‬سمعة‭ ‬الجيش‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصعيد‭ ‬العمليات‭ ‬هناك‭.‬

قد‭ ‬تمنح‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬والألاعيب‭ ‬نتنياهو‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬لكنها‭ ‬لن‭ ‬تدوم‭. ‬وتسعى‭ ‬غالبية‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬جديدة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬تجاهلت‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭ ‬سوف‭ ‬تتحدد‭ ‬بالكامل‭ ‬تقريباً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وتداعياتها‭.‬

وتواجه‭ ‬إسرائيل‭ ‬الآن‭ ‬واقع‭ ‬الفشل‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تصوره‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬وسوف‭ ‬نتذكر‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬نتنياهو‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬باعتبارها‭ ‬لحظة‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد،‭ ‬وسوف‭ ‬تستمر‭ ‬عواقبها‭ ‬الوخيمة‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬خروج‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬السياسي‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬أمرا‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه،‭ ‬سواء‭ ‬بسبب‭ ‬نتائج‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭ ‬أو‭ ‬ببساطة‭ ‬بسبب‭ ‬المرض‭ ‬والشيخوخة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الآثار‭ ‬المادية‭ ‬والنفسية‭ ‬لحرب‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ستبقى‭ ‬قائمة،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيها‭. ‬بل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تهدد‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬بقاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا