ضجت الصحف العالمية بتقارير وتحليلات ومقالات رأي للتعليق على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة «سوف تسيطر على قطاع غزة»، وذلك في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وانتقدت مجلة «نيوزويك» الأمريكية خطة ترامب في قطاع غزة، وقالت في مقال للكاتب فيصل كوتي بعنوان «خطة ترامب بشأن غزة تقوض العدالة والقانون الدولي» إن اقتراح ترامب بنقل 1.5 مليون فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن ليس مجرد اقتراح «مضلل فقط»، بل إنه «إهانة مدروسة للقانون الدولي ومبادئ العدالة». ووصفت المجلة المقترح بأنه «تطهير» غزة، ويحاكي أنماطا تاريخية من التطهير العرقي ويحمل عواقب وخيمة على أزمة إنسانية مروعة بالفعل. وذكر المقال أنه حال تنفيذ الفكرة فإنها «سترقى إلى تصعيد مثير للقلق في التطهير العرقي للشعب الفلسطيني وتزيد من معاناته بشكل كبير»، كما يقول عمر شاكر مدير إدارة إسرائيل وفلسطين في «هيومن رايتس ووتش».
ويشير الكاتب إلى أن القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل واضح النقل القسري أو ترحيل السكان تحت الاحتلال. وتنص المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة على أنه: «يُحظر النقل القسري الفردي أو الجماعي، وكذلك ترحيل الأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة إلى أراضي القوة المحتلة أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، بغض النظر عن دوافعها».
وأشار الكاتب إلى أن المادتين السابعة والثامنة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تعرفان النقل القسري بأنه جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب. وعلاوة على ذلك فإن مثل هذا النزوح يقوض المعايير الأساسية للقانون الدولي.
وأشار المقال إلى موقف الأمم المتحدة، الذي أشار إلى أن «نقل الفلسطينيين من غزة لن ينتهك حقوقهم الإنسانية فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى تآكل إمكانية حل الدولتين الذي تصوره عقود من الدبلوماسية».
وحذرت المجلة من أن تصريحات ترامب وإن كانت تبدو «بعيدة المنال» فقد أظهر التاريخ أن الأفكار التي تم رفضها ذات يوم باعتبارها غريبة يمكن أن تصبح بمرور الوقت مناقشات سياسية قابلة التطبيق. وأضافت: «إن التطبيع التدريجي لخطاب التهجير القسري أمر مثير للقلق العميق، وخاصة في ضوء التعليقات السابقة من الدائرة الداخلية لترامب».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك