بكين - (أ ف ب): اتهمت بكين واشنطن أمس الأربعاء بانتهاج ممارسات «قمعية» بعدما أعلنت خدمتها البريد الأمريكية تعليق استقبال الطرود من الصين وهونج كونج، في خطوة قد تؤثر على شركتي التجزئة عبر الإنترنت «شي إن» و«تيمو». وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين في الأيام الأخيرة، بعدما فرضت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم مجموعة من الرسوم الجمركية على منتجات بعضهما البعض، الأمر الذي أثر على تجارة بمئات المليارات من الدولارات.
ويوم الثلاثاء، ألغت خدمة البريد الأمريكية (USPS) أيضا الإعفاء من الرسوم الجمركية على الطرود ذات القيمة المنخفضة. وكان ذلك الإعفاء يسمح بدخول السلع التي تبلغ قيمتها 800 دولار أو أقل، إلى الولايات المتحدة من دون دفع رسوم جمركية أو ضرائب معينة. لكنها أصبحت عرضة للتدقيق بسبب زيادة الشحنات التي تطالب بالإعفاء في السنوات الأخيرة.
قالت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في بيان الشهر الماضي: إنّ الشحنات المعفاة من الرسوم الجمركية ستبلغ قيمتها أكثر من 1.6 مليار دولار في عام 2024، ما يخلق تحديات أمام تطبيق قوانين التجارة ومتطلّبات الصحة والسلامة وحقوق الملكية الفكرية وقواعد حماية المستهلك. وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن نمو شركتي التجزئة عبر الإنترنت «شي إن» و«تيمو»، عامل أساسي وراء هذه الزيادة، بينما قد يؤدي القرار الصادر الثلاثاء إلى تأخير دخول الطرود من الشركتين إلى البلاد.
وردّت بكين على الخطوة الأمريكية متهمة الولايات المتحدة بـ«تسييس القضايا التجارية والاقتصادية واستخدامها كأدوات». وتعهّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان بـ«اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية»، متهما واشنطن بممارسة «قمع غير معقول». وتسعى واشنطن إلى تشديد قواعد «الحد الأدنى»، معتبرة أنّ النمو في الشحنات يجعل من الصعب التحقّق من البضائع بحثا عن مخاطر أمنية.
ولكن هيئة البريد الأمريكية لم تعط أي سبب وراء تعليق استقبال الطرود من الصين وهونج كونج. وقد تتأثر أيضا شركات أخرى للبيع بالتجزئة، مثل أمازون. ورغم أنه بدا في وقت سابق أن الطرود الأمريكية لا تزال تُرسل من ماكاو، إلا أن مكتب البريد في المنطقة الصينية شبه المستقلة أعلن مساء الأربعاء أنّ خدمته عُلّقت أيضا. أمس الأربعاء، أعربت الصين عن «معارضتها القاطعة» للرسوم الجمركية الأمريكية على صادراتها، ودعت إلى «الحوار» لحل الخلافات التجارية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان: «ما نحن في حاجة إليه الآن، ليس زيادة الرسوم الجمركية من جانب واحد، بل حوار ومناقشات مبنية على الاحترام المتبادل».
وبعدما استُهدفت برسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة على كل صادراتها إلى الولايات المتحدة، ردت بكين على الفور الثلاثاء متوعّدة برفع الحواجز الجمركية على سلسلة من المنتجات الأميركية، من النفط الخام إلى الآلات الزراعية. كذلك، أعلنت الصين قيودا جديدة على تصدير المعادن والعناصر شبه المعدنية المهمة، المستخدمة في قطاعات مثل التعدين وغيرها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك