اللقطات والألعاب الفنية في أي لعبة رياضية ومنها الكرة الطائرة من شأنها أنها تلفت نظر المتابع، وتخرج الآهات، وتشد الأنظار إليها، وليس من السهولة بمكان أن تحصل على مثل هذه الألعاب إلا متى كان الأداء راقيا وفي قمة مستوياته، لأن الألعاب الفنية يقف وراءها خطط وأساليب لعب وإمكانات فنية متميزة يتحلى ويتسم بها اللاعبون، وحرصنا في الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» خلال مجريات منافسات الجولة الثالثة من دوري عيسى بن راشد (دوري الاتحاد ) للكرة الطائرة على تتبع بعض الألعاب على قلتها، والتي نستشعر شخصيا منها الرائحة الفنية، وقمنا برصدها مع التعقيب عليها في سطور مختزلة يفي بالهدف المرصود.
اللقطة (1)
لجأ معد المعامير علي مدن عند النتيجة 3/ صفر لصالح فريقه أمام عال في الشوط الأول إلى إسقاط الكرة في توقيت مناسب، وجاء الإسقاط بعد تداول للكرة، ولاعبو الفريق المنافس في مثل هذه الحالات يكون تركيزهم على المعد ولأي مركز هجومي سيوجه كرته، وهنا يكون التوقيت مثاليا لإسقاط الكرة خاصة عندما تكون على الشبكة، وهذا ما قام به معد المعامير، فلم يحرك لاعبو عالي ساكنا.
اللقطة (2)
لم يكن أمام محمد رضا سيد محمد لاعب مركز 4 في صفوف عالي عند النتيجة 7-2 لصالح المعامير إلا إسقاط الكرة بعد سلسلة من الكرات الهجومية الخاطئة التي استخدم معها القوة وحدها، في الكرة الطائرة أحيانا كثيرة لا نحتاج للقوة لإحراز النقاط، ولكن هناك مخارج عديدة تحتاج فقط إلى مزيد من التفكير والذكاء والتركيز مثل الإسقاط و«التج آوت» ودفع الكرة في حائط الصد وغيرها من الحلول الهجومية.
اللقطة (3)
تقدم المعامير في الشوط الأول أمام عالي 11-3، فالأوقات المستقطعة التي طلبها مدرب عالي الكابتن حسين محفوظ قد تكون وحدها لا يمكن أن تعيد الفريق إلى جو المباراة، وهنا يبرز دور القيادة الميدانية للفريق، وهذا من الأدوار المهمة للقائد عندما يفقد فريقه تركيزه، فعليه التدخل واستثمار معرفته وخبرته لمساعدة زملائه وإعادة الثقة لهم، غير أن هذا لم يحصل.
اللقطة (4)
حاول معد عالي محمد عبد الرضا عند النتيجة 13-3 لصالح المعامير ضرب الكرة في حائط صد المعامير على الخارج عندما طالت عليه، والفكرة من ناحية المبدأ صحيحة وذكية، غير أنها لم تكتمل والسبب أن قصر قامة المعد لم تساعده، لأن مثل هذه الألعاب الخداعية والمباغتة تحتاج إلى قامة معقولة.
اللقطة (5)
رغم تمركز مهدي حسن لاعب مركز 4 في صفوف عالي في مركزه عندما كان هجوم المعامير من مركز 4، إلا أن اللاعب تحرك خلف حائط الصد الثنائي لفريقه لتغطيته، ليحرم المعامير من نقطة مباشرة، فمن متطلبات لاعب مركز 4 في الكرة الحديثة أن تكون له أدوار متعددة في الخط الأمامي ومنها الدور الدفاعي، فكأنما تقمص مهدي دور الليبرو، فمثل هذه التحركات تحتاج لقراءة واعية ونضج فني.
اللقطة (6)
بات الإرسال في الكرة الطائرة بشقيه التكتيكي الموجه أو القافز الهجومي أحد الأسلحة الفتاكة التي تلجأ إليها الفرق أو المنتخبات للضغط بها على منافسيها، وأمور أخرى في نفس يعقوب، والإرسال أحد العوامل التي رجحت كفة المعامير على منافسه عالي خلال المباراة التي جمعتهما مؤخرا، وتمكن المعامير من هز استقبال عالي، وما نهاية الشوط الأول بإرسال مباشر من لاعب المعامير محسن العصفور إلا دليل على ما نقصده.
اللقطة (7)
ما حكاية خطأ «حمل الكرة» الذي زاد عن حده في هذا الموسم، بل أن المعدين الذين ينتظر منهم أن لا يقعوا في هذا المطب لم يسلموا، فهل الأمر يرجع لحكام المباريات وعدم تساهلهم؟ أم أن الأمر يتعلق بنقص في مهارة اللاعبين؟
اللقطة (8)
قام حسين ثامر لاعب مركز 2 في صفوف فريق المعامير بلقطة فنية جميلة، عندما صوب خلال الشوط الثاني وفريقه متقدما في النتيجة 7-4 على عالي كرة هجومية من مركز 2، إذ كان جسمه مخالفا لاتجاه يده، فكان جسمه اتجاه الملعب بينما صوب الكرة (لاين)، مثل هذه الألعاب نادرة الوقوع إلا من الضاربين المهاريين، الذين لهم القدرة على اتخاذ القرار في ثوان لتغيير اتجاه الكرة، ولذلك حائط صد عالي انشغل باتجاه جسم اللاعب وترك الكرة وحركة يد الضارب.
لقطة (9)
أقترح على الكابتن سيد جميل مدرب اتحاد الريف تغيير مركز لاعبه صادق عباس الذي يشغل حاليا مركز 3، نرى شخصيا أن استثماره في مركز 2 أكثر جدوى للفريق خاصة أنه «أيسر اليد» في ظل إمكاناته البدنية ستنكشف الزاوية له أكثر في مركز 2، وجوده في مركزه الحالي يصعب عليه المهمة خاصة أنه أيسر وإعداد الكرة لمواصفات هذا اللاعب يحتاج لمعد خبرة ومتمكن.
لقطة (10)
استثمر حسن نعمة صانع ألعاب اتحاد الريف ساعده على ذلك طول قامته كرة طائشة بدون عنوان على الشبكة ليتقمص دور الضارب ويحولها لكرة هجومية، صانع الألعاب في الكرة الطائرة الحديثة يتطلب إلى جاني الإعداد والصد أن يتوفر فيه الحس الهجومي لاستثمار أي كرة بدون عنوان قادمة من المنافس، أو حتى كرة من فريقه يستثمرها هجوميا متى دعته الحاجة إلى ذلك في ظل غفلة حوائط الصد المقابلة.
اللقطة (11)
محمد منصور معد طائرة البسيتين في مباراة فريقه أمام الشباب حقق ثلاث نقاط مباشرة متنوعة واحدة من إرسال مباشر والثانية من إسقاط وثالثة تقمص فيها دور الضارب رغم قصر قامته وثقل جسمه عندما استثمر كرة عائمة على الشبك ليضربها في حائط الصد على طريقة « التج آوت».
اللقطة (12)
مع بداية الشوط الأول في مباراة فريقي الشباب والبسيتين وجه الكاميروني بويومو لاعب الشباب كرة مدفوعة قوية بالأصابع، اعتبرها حكم المباراة الأول الدولي محمد عباس كرة خاطئة وفيها حمل.. ونراها من جانبنا أنها كرة صحيحة، وهناك كرات مثلها وأكثر شاهدناها في الدوريات والمنافسات العالمية أعطاها الحكام الضوء الأخضر، فكرة بويومو فيها دفع بالأصابع، على كل الحكم قدر اللعبة من زاويته بأن فيها حمل أو مسك.
اللقطة (13)
شهدت اللعبة عند النتيجة 13-12 لصالح الشباب أمام البسيتين في الشوط الرابع أحلى لعبة في المباراة.. إذ استمر تداول الكرة بين الفريقين بين كر وفر.. فمتعة الكرة الطائرة يكمن في استمرار تداول الكرة.
اللقطة (14)
في لقاء الشباب والبسيتين، أظهر الكاميروني بويومو محترف الشباب خلال الشوطين الأوليين مستوى مخالفا لما عهدناه منه، نظرا للإصابة التي يشتكي منها في كتفه الأيمن، ولكن الكاميروني عاد في بقية الأشواط الثلاثة الأخيرة، وهكذا اللاعب ذو المهمات الخاصة تراه حاضرا في الأوقات التي يحتاج إليه فريقه.
اللقطة (15)
في المنافسات الرياضية بدون استثناء ومنها الكرة الطائرة، تقدمك في النتيجة أو في الأشواط لا يعطيك صكا بأن المباراة في طريقها إليك، ولقاء البسيتين والشباب الأخير مصداق ودليل على ما نقول، تقدم البسيتين بشوطين نظيفين، غير أن الشباب أنهى مارثون المباراة لصالحه، وفي سباق ألعاب القوى ليس البطل من يتقدم المسابقين، إنما البطل هو الذي ينهي السباق في المركز الأول.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك