تحتفل مملكة البحرين في الخامس من فبراير من كل عام بذكرى عزيزة على كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة وهي ذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين كصرح عسكري وطني يدافع عن منجزات هذا الوطن الغالي علينا جميعا ويحافظ على مكتسباتنا الوطنية ويحمي بلادنا من أي تهديد خارجي أو محاولة المساس بسيادتنا الوطنية لتكون قوة دفاع البحرين عنصرا أساسيا من عناصر حفظ أمن واستقرار المجتمع البحريني، لتكون هذه الذكرى علامة بارزة في تاريخ البحرين نحتفل بها سنويا ونجدد من خلالها العهد والولاء لقيادة هذا الوطن، يحفظها الله ويرعاها.
وتعود فكرة تشكيل قوة دفاع البحرين إلى النظرة الثاقبة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين عندما كان وليا للعهد، وذلك انطلاقا من إيمان جلالته الراسخ بضرورة إنشاء قوة عسكرية قادرة على حماية بلادنا والمحافظة على أمنها وعلى استقرار مجتمعنا، وذلك بعد تخرجه في الكلية العسكرية ببريطانيا، حيث صدر الأمر الأميري لحضرة صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها، طيب الله ثراه، بإنشاء قوة دفاع البحرين وإسناد مهمة الإشراف عليها إلى جلالته، حفظه الله، حيث عمل منذ البداية على الإشراف على تأسيسها ووضع الهياكل اللازمة لها ومتابعة مراحل تطورها عسكريا وتسليحا وبشريا والبدء بتشكيل القوات البرية ومن ثم الجوية والبحرية وتزويدها بالأسلحة الحديثة والمتطورة لتكون قادرة على أداء مهامها وفق الخطط المرسومة لتحقيق الأهداف المرجوة لحماية الوطن واستقراره، فضلا عن إرسال أبناء البحرين من منتسبي قوة دفاع البحرين إلى الخارج لحضور الدورات العسكرية والدراسة في الجامعات العسكرية لقيادة هذه المؤسسة العسكرية البحرينية.
وعلى مدار أكثر من نصف قرن من الزمان شهدت قوة دفاع البحرين تطورات كبيرة كانت محل إشادة جلالة الملك المعظم خلال زياراته لقوة دفاع البحرين أو المناسبات والاجتماعات سواء على صعيد تزويدها بالتكنولوجيا العسكرية الحديثة والمتطورة أو على صعيد إعداد وتدريب منتسبي قوة دفاع البحرين على مختلف مستوياتهم ورتبهم العسكرية داخل البحرين لرفع كفاءتهم العسكرية والمهنية للدفاع عن سيادتنا الوطنية من أي تهديدات خارجية فضلا عن القيام بواجبها على المستويين الإقليمي والدولي في إطار التعاون مع قوات الدول الشقيقة والصديقة لحفظ الأمن والاستقرار العالمي ومحاربة الإرهاب والتطرف ودعم الشرعية واتفاقيات السلام وحماية الملاحة البحرية والمشاركة في جهود الإغاثة والكوارث، فقد شاركت قوة دفاع البحرين دول العالم في محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة في تنظيم داعش، وأسهمت في دعم الشرعية في اليمن وحفظ السلام في الصومال وحماية الملاحة في البحر الأحمر والخليج العربي، حيث زكى أفراد قوة دفاع البحرين بدمائهم وضحوا بأرواحهم في سبيل المحافظة على الأمن والسلم في العالم.
إن هذا المستوى المتطور الذي وصلت إليه قوة دفاع البحرين بفضل اهتمام ورعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، ومتابعة صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين.
فتحية تقدير واحترام لمؤسستنا العسكرية قوة دفاع البحرين التي نعتز ونفتخر بها وبعطاء جميع منتسبيها منذ الجيل الأول وحتى اليوم وعلى جهودهم التي يبذلونها في سبيل الدفاع عن هذا الوطن وحماية مكتسباته وعلى ما قدموه ويقدمونه من تضحيات حتى ننعم بالأمن والأمان وكل عام وأفراد ومنتسبي قوة دفاع البحرين بألف خير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك