يوميات سياسية
![](https://media.akhbar-alkhaleej.com/thumbeditor.php?img=editor/DAYS.png)
السيـــــــد زهـــــــره
عن الظلم والعنف وفقدان الأمل
مؤخرا نشرت نتائج استطلاع عالمي موسع للرأي يجب ان نتوقف عنده مطولا. النتائج التي توصل اليها الاستطلاع كلها نتائج خطيرة وتترتب عليها تبعات أخطر وتعد بمثابة دق لناقوس خطر امام دول العالم.
الاستطلاع أجرته شركة العلاقات العامة إيدلمان وشمل 33 ألف مشارك من 28 دولة.
أهم النتائج التي توصل اليها الاستطلاع على النحو التالي:
1 - إن المخاوف الاقتصادية تفاقمت لتتحول إلى شكاوى ومظالم لدى 60 بالمائة. أي ان 60 بالمائة يشعرون بالظلم الاجتماعي. وسجل الاستطلاع ان كثيرا من المشاركين يعتقدون ان سياسات الحكومات تخدم مصالح دائرة الأثرياء الضيقة من دون أن تلقي بالا لمعاناة المواطنين العاديين.
2 - أظهر الاستطلاع مستويات مرتفعة جدا من عدم الثقة في الحكومات والشركات نتيجة سياساتها وانحيازاتها الطبقية.
3 – من أخطر نتائج الاستطلاع على الاطلاق ما اظهره من ان نسبة كبيرة أصبحت تعتقد أن اللجوء إلى اتباع أساليب عدوانية مثل العنف قد يكون ضروريا من أجل التغيير.
بهذا الصدد أظهر الاستطلاع أن أربعة من كل 10 مشاركين وافقوا على انتهاج سلوك عدواني لإحداث التغيير، بما في ذلك استخدام العنف أو التهديدات والهجمات عبر الإنترنت ونشر المعلومات المضللة عمدا وإتلاف الممتلكات. ومن بين المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، زاد دعم تبني الأعمال العدائية 53 بالمائة.
4 - وخلص الاستطلاع إلى أن السخط ينبع من الافتقار إلى الأمل للجيل القادم والانقسامات الطبقية بين ذوي الدخل المنخفض والمرتفع وعدم الثقة في القيادات، بمن في ذلك المسؤولون الحكوميون والمديرون التنفيذيون للشركات والارتباك بشأن المعلومات الموثوقة.
ووجد الاستطلاع أن فقدان الأمل في المستقبل يتفاقم في الدول الغربية خصوصا، اذ أظهرت النتائج ان توقعات المشاركين في الدول الديمقراطية الغربية بأن تكون بلدانهم أفضل للجيل القادم انخفضت إلى مستويات متدنية للغاية بلغت 9 بالمائة في فرنسا و17 بالمائة في بريطانيا و30 بالمائة في الولايات المتحدة.
كما نرى، هذه النتائج التي توصل اليها الاستطلاع في منتهى الخطورة.
بالطبع لا تنطبق هذه النتائج على كل دول العالم بالضرورة لكنها تشير إلى توجهات عامة في الكثير من الدول.
ومن المثير حقا ان الدول الغربية بالذات في مقدمة دول العالم التي تنطبق عليها النتائج كما أكد الاستطلاع.
جوهر الاستطلاع كما نرى ان هناك إحساسا عاما بالظلم الاجتماعي واعتقادا عاما بأن الحكومات والمؤسسات والشركات تنحاز الى الطبقات الثرية على حساب الفقراء. يترتب على هذا تفاقم عدم الثقة في الحكومات وفقدان الأمل في المستقبل.
وأخطر ما في الاستطلاع هذه النسبة الكبيرة المفزعة خصوصا في أوساط الجيل الجديد بالاستعداد للجوء الى العنف من اجل تحقيق التغيير الذي يتطلعون اليه من أجل مستقبل أفضل.
باختصار يدق الاستطلاع ناقوس الخطر بأن غياب العدل والاحساس بالظلم تترتب عليه نتائج خطيرة، في مقدمتها الاستعداد لاستخدام الأساليب العنيفة والتخريب واثارة الفوضى لتغيير هذا الوضع.
وكما ذكرت ان الدول الغربية تأتي بحسب الاستطلاع في مقدمة الدول التي تشهد هذه الظواهر الخطيرة.
وليس هذا بالأمر الغريب. حقيقة الأمر ان الدول الغربية تتحمل اليوم مسؤولية أساسية عن هذا الوضع الذي وصلت اليه دول العالم.
وهذا حديث آخر بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news
![](https://akhbar-alkhaleej.com/assets/images/iconforinsta.png)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك