العدد : ١٧١٢٢ - الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٢ - الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ شعبان ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

عن الظلم والعنف وفقدان الأمل

مؤخرا‭ ‬نشرت‭ ‬نتائج‭ ‬استطلاع‭ ‬عالمي‭ ‬موسع‭ ‬للرأي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده‭ ‬مطولا‭. ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬اليها‭ ‬الاستطلاع‭ ‬كلها‭ ‬نتائج‭ ‬خطيرة‭ ‬وتترتب‭ ‬عليها‭ ‬تبعات‭ ‬أخطر‭ ‬وتعد‭ ‬بمثابة‭ ‬دق‭ ‬لناقوس‭ ‬خطر‭ ‬امام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

الاستطلاع‭ ‬أجرته‭ ‬شركة‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬إيدلمان‭ ‬وشمل‭ ‬33‭ ‬ألف‭ ‬مشارك‭ ‬من‭ ‬28‭ ‬دولة‭.‬

أهم‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬اليها‭ ‬الاستطلاع‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭ - ‬إن‭ ‬المخاوف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تفاقمت‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬شكاوى‭ ‬ومظالم‭ ‬لدى‭ ‬60‭ ‬بالمائة‭. ‬أي‭ ‬ان‭ ‬60‭ ‬بالمائة‭ ‬يشعرون‭ ‬بالظلم‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وسجل‭ ‬الاستطلاع‭ ‬ان‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬يعتقدون‭ ‬ان‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومات‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬دائرة‭ ‬الأثرياء‭ ‬الضيقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تلقي‭ ‬بالا‭ ‬لمعاناة‭ ‬المواطنين‭ ‬العاديين‭. ‬

2‭ - ‬أظهر‭ ‬الاستطلاع‭ ‬مستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الحكومات‭ ‬والشركات‭ ‬نتيجة‭ ‬سياساتها‭ ‬وانحيازاتها‭ ‬الطبقية‭.‬

3‭ ‬‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬ما‭ ‬اظهره‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬أصبحت‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬اتباع‭ ‬أساليب‭ ‬عدوانية‭ ‬مثل‭ ‬العنف‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ضروريا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‭. ‬

بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬أظهر‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أن‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬مشاركين‭ ‬وافقوا‭ ‬على‭ ‬انتهاج‭ ‬سلوك‭ ‬عدواني‭ ‬لإحداث‭ ‬التغيير،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬استخدام‭ ‬العنف‭ ‬أو‭ ‬التهديدات‭ ‬والهجمات‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬ونشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬عمدا‭ ‬وإتلاف‭ ‬الممتلكات‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المشاركين‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬و34‭ ‬عاما،‭ ‬زاد‭ ‬دعم‭ ‬تبني‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬53‭ ‬بالمائة‭. ‬

4‭ - ‬وخلص‭ ‬الاستطلاع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السخط‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الأمل‭ ‬للجيل‭ ‬القادم‭ ‬والانقسامات‭ ‬الطبقية‭ ‬بين‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض‭ ‬والمرتفع‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬القيادات،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المسؤولون‭ ‬الحكوميون‭ ‬والمديرون‭ ‬التنفيذيون‭ ‬للشركات‭ ‬والارتباك‭ ‬بشأن‭ ‬المعلومات‭ ‬الموثوقة‭. ‬

ووجد‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أن‭ ‬فقدان‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬يتفاقم‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬خصوصا،‭ ‬اذ‭ ‬أظهرت‭ ‬النتائج‭ ‬ان‭ ‬توقعات‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الغربية‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬بلدانهم‭ ‬أفضل‭ ‬للجيل‭ ‬القادم‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬متدنية‭ ‬للغاية‭ ‬بلغت‭ ‬9‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬و17‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬و30‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬

كما‭ ‬نرى،‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬اليها‭ ‬الاستطلاع‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الخطورة‭.‬

بالطبع‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بالضرورة‭ ‬لكنها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬توجهات‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭.‬

ومن‭ ‬المثير‭ ‬حقا‭ ‬ان‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بالذات‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تنطبق‭ ‬عليها‭ ‬النتائج‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الاستطلاع‭.‬

جوهر‭ ‬الاستطلاع‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬إحساسا‭ ‬عاما‭ ‬بالظلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬واعتقادا‭ ‬عاما‭ ‬بأن‭ ‬الحكومات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬تنحاز‭ ‬الى‭ ‬الطبقات‭ ‬الثرية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الفقراء‭. ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬تفاقم‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الحكومات‭ ‬وفقدان‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وأخطر‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الاستطلاع‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬الكبيرة‭ ‬المفزعة‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬بالاستعداد‭ ‬للجوء‭ ‬الى‭ ‬العنف‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬يتطلعون‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭.‬

باختصار‭ ‬يدق‭ ‬الاستطلاع‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬بأن‭ ‬غياب‭ ‬العدل‭ ‬والاحساس‭ ‬بالظلم‭ ‬تترتب‭ ‬عليه‭ ‬نتائج‭ ‬خطيرة،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الاستعداد‭ ‬لاستخدام‭ ‬الأساليب‭ ‬العنيفة‭ ‬والتخريب‭ ‬واثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬لتغيير‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭.‬

وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬ان‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تأتي‭ ‬بحسب‭ ‬الاستطلاع‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬الخطيرة‭.‬

وليس‭ ‬هذا‭ ‬بالأمر‭ ‬الغريب‭. ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬ان‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تتحمل‭ ‬اليوم‭ ‬مسؤولية‭ ‬أساسية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬اليه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وهذا‭ ‬حديث‭ ‬آخر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا