بات من المهم التعرف على أعراض وأسباب ارتفاع مرض ضغط الدم وطرق علاجه وتشخيصه، لأن مرض ضغط الدم مرض خطير وله عواقب خطيرة على الصحة العامة، كما يجب عدم إهمال علاجه وهو من الأسباب الرئيسية لجلطة القلب والسكتة الدماغية وكذلك أمراض الفشل الكلوي.
اشار بروفيسور تيسير جراده استشاري أمراض القلب والشرايين بالمركز الطبي الجامعي مدينة الملك عبدالله الى أن في معظم البلدان تزيد نسبة الإصابة بمرض ضغط الدم فيه على 23% في الكبار وحوالي نصف المرضى (50%) لا يعرفون أنهم مصابون بارتفاع الضغط. وتقل النسبة في الأطفال بحدود 3.7% وتكون الأسباب مختلفة.
ويزيد عدد المصابين في المملكة العربية السعودية على أربعة ملايين شخص في الوقت الحاضر.
وللأسف يلتزم أقل من ثلث مرضى الضغط بتناول العلاج، مما يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على القلب والكلية وكذلك شرايين الدماغ التي تتعرض للنزيف القاتل بسبب ارتفاع الضغط، مبينا ان الرجال المصابين بالضغط نسبتهم أكبر مقارنة بالنساء.
واضاف يعتبر ارتفاع الضغط عامل الخطر الأول الذي يسهم في الوفاة على مستوى العالم عن طريق التسبب في السكتة الدماغية والنوبات القلبية وتصلب شرايين القلب. ويطلق على ارتفاع ضغط الدم تسمية القاتل الصامت، حيث لا يدرك معظم المصابين بهذه المشكلة وفي معظم الأحيان لا تظهر على المريض أعراض المرض وهنا تكمن أهمية قياس الضغط بشكل دوري لتحديد الإصابة من عدمها.
ومن أهم الأعراض التي تحدث لمرضى الضغط في نسبة أقل من 10% هي الشعور بالتعب العام والارهاق، وكذلك الصداع الشديد في الصباح الباكر في جبهة الرأس أو في خلف الرأس مع عدم استجابة الصداع للحبوب المسكنة.
ويعتبر الضغط مرتفعا في حالة ارتفاع الضغط الانقباضي عن 140 ملجم وكذلك الانبساطي عن 90 مجم.
وهناك تدرج في ارتفاع الضغط ويتم تقسيمه إلى ثلاث درجات من الارتفاع. وتكـون اعــلاها بزيادة عــلى 110 /160 ملجم.
وهناك عوامل وراثية في الإصابة بارتفاع الضغط ويتم توارث المرض من الابوين ويزيد التوتر والقلق من ارتفاع الضغط وكذلك يزيد اضطراب النوم من ارتفاع الضغط لكن غالبا يزول بزوال الأسباب.
وهناك أمراض محددة في الكلية كالالتهابات المزمنة وكذلك العيوب الخلفية في الكلية وضيق الشريان الكلوي كلها تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. ويتسبب اختلال الغدة الدرقية وكذلك الغدة فوق الكلوية والغدة الكظرية في ارتفاع الضغط.
وتزيد السمنة الزائدة من ارتفاع الضغط وقد تكون قراءة الضغط غير دقيقة بسبب السمنة. وهناك عوامل كمرض السكر في الدم مما يزيد من قابلية الجسم لارتفاع الضغط.
وعلاج الضغط يكون في علاج الأسباب إذا أمكن ولكن ما يزيد على 90% من حالات الضغط غير معروفة الأسباب ولذلك يجب على مريض الضغط الحمية وتناول الغذاء المناسب وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم مع تناول العلاج بحسب إرشادات الطبيب.
وينصح بممارسة رياضة المشي مدة ثلاث الى خمس ساعات في الأسبوع وأربعين دقيقة في اليوم.
ويقوم الطبيب بعمل تحاليل للدم والبول وكذلك سونار البطن والقلب ورسم تخطيط القلب لمعرفة الأسباب لارتفاع الضغط وكذلك تحديد مدى إصابة القلب والكلية من عدمه في حالة الضغط المزمن.
ويصف الطبيب للمريض نوعا من الحبوب باسم (املودبين) وتساعد على ارتخاء الشرايين أو حبوب (كابتوبريل) أو مشتقاته، حيث يساعد على خفض هرمون (أنجيوتنسين) في الجسم وكذلك من الممكن إضافة حبة لإدرار البول ويضاف أحيانا حبه (كنكور) من أجل تخفيض ضربات القلب والضغط ويتم غالبا دمج هذه العلاجات مع بعض ليسهل على الـمريض تناولها كحبة واحدة في اليوم.
وبالنسبة للأغذية فجميع مشتقات المخللات وكذلك الزيادة في ملح الطعام والجبنة البيضاء المالحة والزيتون تعتبر من الواجب عدم تناولها. ويعتبر الخل والليمون من المواد المثبطة للضغط ومن الأفضل أن يكون ملح الطعام لا يزيد على (2-3 جم) في اليوم الواحد. ودائما النصيحة الخالدة في مرض ضغط الدم هي الوقاية خير من العلاج ويكون ذلك من خلال الغذاء وقياس الضغط الدوري مع تخفيض الوزن وممارسة الرياضة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك