العدد : ١٧١٢٠ - الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٠ - الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التحولات في الشرق الأوسط : أي تأثير على الأمن الإقليمي؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

تستقطب‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اهتمامات‭ ‬المراكز‭ ‬البحثية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤداها‭ ‬أنه‭ ‬انتهاء‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬مستويات‭ ‬الأمن،‭ ‬وتعد‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتحولات‭ ‬الطاقة‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي‭ ‬والأمن‭ ‬الصحي‭ ‬أمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وضمن‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬نظمت‭ ‬مؤسسة‭ ‬مراقبة‭ ‬الأبحاث‭ ‬بالهند‭ ‬مؤتمراً‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬خلال‭ ‬يومي‭ ‬28‭-‬29‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬وضم‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬والباحثين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بتلك‭ ‬التحولات‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬جلسات‭ ‬المؤتمر‭ ‬كافة‭ ‬لما‭ ‬تضمنته‭ ‬من‭ ‬مناقشات‭ ‬مستفيضة‭ ‬حول‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬منها‭ ‬تأثير‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬الفرعية‭ ‬سواء‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬عموماً‭ ‬أو‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬وتحولات‭ ‬الطاقة‭ ‬وتأثير‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬العلاقات‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬وأهمية‭ ‬التواصل‭ ‬المجتمعي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وكذلك‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬تلك‭ ‬المناقشات‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬تساؤلات‭ ‬أولها‭: ‬لماذا‭ ‬يتحتم‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬التعاون‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬ثنائي‭ ‬أو‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف؟‭ ‬وثانيها‭: ‬ما‭ ‬أولويات‭ ‬الدول‭ ‬بشأن‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة؟‭ ‬وثالثها‭: ‬من‭  ‬اللاعبون‭ ‬الأساسيون‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التحديات؟‭  ‬

وللإجابة‭ ‬عن‭ ‬التساؤل‭ ‬الأول‭ ‬أثيرت‭ ‬عوامل‭ ‬كثيرة‭ ‬تحتم‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬تحولات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬ببساطة‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬مفهوم‭ ‬جديد‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬متعارف‭ ‬عليه،‭ ‬فالتكنولوجيا‭ ‬أضحت‭ ‬تشكل‭ ‬المستقبل‭ ‬المشترك‭ ‬للمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬فإنها‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬تحديات‭ ‬هائلة،‭ ‬ومنها‭ ‬تهديدات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوظيف‭ ‬السيء‭ ‬لتلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭  ‬الارتباط‭ ‬الواضح‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عكسته‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬لإرسال‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬لتلك‭ ‬المنطقة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬تحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬وهي‭ ‬الهند‭ ‬والصين،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬هدف‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬تزداد‭ ‬وتيرتها‭ ‬ونوعيتها‭ ‬بما‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬العوامل‭ ‬وغيرها‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬نقاش‭ ‬مطول‭ ‬حول‭ ‬الأولويات‭ ‬،فقائمة‭ ‬التحديات‭ ‬تطول،‭ ‬وكان‭ ‬واضحاً‭ ‬تركيز‭ ‬المناقشات‭ ‬حول‭ ‬أن‭ ‬المنطلق‭ ‬الأساسي‭ ‬للتعاون‭ ‬يتطلب‭ ‬أولاً‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬هو‭ ‬متطلب‭ ‬أساسي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬وإنهاء‭ ‬توظيف‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬وجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ومنها‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وثاني‭ ‬تلك‭ ‬المتطلبات‭ ‬حتمية‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬واستقلال‭ ‬الدول‭ ‬وقواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬المنظمة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وثالثها‭:  ‬قضية‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتداعياتها‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬قوة‭ ‬الدول‭ ‬وصياغة‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬مؤسس‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬ذلك‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬المهدد‭ ‬الأول‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬بل‭ ‬وإطالة‭ ‬أمد‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬وتأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬اقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬ذاتها‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬النواحي‭  ‬الاقتصادية،‭ ‬حيث‭ ‬أثيرت‭ ‬توقعات‭ ‬باختفاء‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬المقبلة‭ ‬بسبب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وما‭ ‬يمثله‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬لمعدل‭ ‬البطالة،‭ ‬ورابعها‭: ‬تحدي‭ ‬الطاقة،‭ ‬فعلى‭  ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬للتحول‭ ‬نحو‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭  ‬فقد‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬لا‭ ‬يزالان‭ ‬يمثلان‭ ‬النسبة‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭  ‬وخامسها‭ ‬مواجهة‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتحدى‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬الموحدة‭ ‬وذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬جهوداً‭ ‬دولية‭ ‬وإقليمية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تصنيف‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬أو‭ ‬جهود‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭.‬

‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬معروفة‭ ‬للجميع‭ ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬واستراتيجي‭ ‬لأنه‭ ‬بدون‭ ‬البدء‭ ‬بالأولويات‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬سيظل‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬مفرغة‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬عن‭ ‬اللاعبين‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة،‭ ‬فإن‭ ‬التعاون‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬أيضاً‭ ‬يكتسب‭ ‬أهميته‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬محددة‭ ‬مثل‭ ‬مبادرات‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وجميعها‭ ‬مجالات‭ ‬تتيح‭ ‬للدول‭ ‬الاستفادة‭ ‬بشكل‭ ‬متكافئ‭ ‬وبما‭ ‬يناسب‭ ‬احتياجاتها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجالات،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬هم‭ ‬جميعاً‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون‭ ‬بالنظر‭ ‬للترابط‭ ‬والتداخل‭ ‬بين‭ ‬النظم‭ ‬الفرعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وظهور‭ ‬منظمات‭ ‬تضم‭ ‬أطرافاً‭ ‬عديدة‭ ‬جل‭ ‬أهدافها‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مثل‭ ‬البريكس،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الممرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬الآن‭ ‬6‭ ‬ممرات‭ ‬متنافسة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬للمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬نصيب‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬النقاش‭ ‬أيضاً‭ ‬والفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬ارتضته‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬قواعد‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬ومنظماته‭.‬

‭ ‬ولاشك‭ ‬أنه‭ ‬ضمن‭ ‬تلك‭ ‬التحولات،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬أولويات‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تتفاعل‭ ‬معها‭ ‬تأثراً‭ ‬وتأثيراً‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭  ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬رؤية‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬وتضمنت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬المجلس‭ ‬أنها‭ ‬تحديات‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مواجهتها‭ ‬بنهج‭ ‬جماعي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لأنها‭ ‬مصدر‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وبدون‭ ‬حل‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬انتهاء‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وبشأن‭ ‬تأسيس‭ ‬أطر‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أكبر‭ ‬نطاقاً‭ ‬تضم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ودول‭ ‬جوارها،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬وخصوصية‭ ‬الدول،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وإبداء‭ ‬الشفافية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬وهي‭ ‬متطلبات‭ ‬سوف‭ ‬تستغرق‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬والهدف‭ ‬النهائي‭ ‬هو‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬كآلية‭ ‬للتعاون‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تمثل‭ ‬النمط‭ ‬التقليدي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭.‬

‭ ‬ومجمل‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬صراعات‭ ‬محتدمة‭ ‬ليست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬وإنما‭ ‬إرادة‭ ‬حقيقية‭ ‬لحل‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬وفق‭ ‬المقترحات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬التعاون‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬يعد‭ ‬آلية‭ ‬مهمة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتهاء‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬مستويات‭ ‬الأمن‭ ‬ولكن‭ ‬واقعية‭ ‬الأهداف‭ ‬تظل‭ ‬متطلباً‭ ‬مهماً‭ ‬ضمن‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬أطر‭ ‬قانونية‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ضبط‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تضر‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ثورة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

توقيت‭ ‬ومضمون‭ ‬المؤتمر‭ ‬كان‭ ‬مهماً‭ ‬لوضع‭ ‬تصورات‭ ‬مشتركة‭ ‬للتهديدات‭ ‬والأوليات‭.   ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا