القدس المحتلة - الوكالات: توجّه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن أمس، حيث سيكون أول رئيس أجنبي يستقبله دونالد ترامب بعد تنصيبه، الأمر الذي يعكس التحالف الثابت بين الطرفين الذي عزّزه الرئيس الأمريكي إلى حدّ كبير خلال ولايته الأولى.
وقال نتنياهو قبل صعوده إلى الطائرة إنّه سيناقش مع ترامب غدا «الانتصار على حركة حماس، وعودة جميع رهائننا، والحرب ضد المحور الإيراني بكل أبعادها».
وخلال ولايته الأولى، أكد ترامب مرارا أنّ إسرائيل «لم يكن لديها صديق في البيت الأبيض أفضل مني».
كما قدّم سلفه جو بايدن دعمه الكامل للحليف الإسرائيلي، في أعقاب هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر. غير أنّه عمد أحيانا إلى إظهار تباينه مع حكومة نتنياهو، وخصوصا على خلفية عدد القتلى المدنيين في الحرب التي شنّتها إسرائيل في غزة وعدم السماح بدخول مساعدات إنسانية كافية إلى القطاع الفلسطيني.
في أيام قليلة، رسم دونالد ترامب إطارا جديدا للعلاقة مع إسرائيل، أرفقه بصخب طالما اعتاده في حالات كهذه.
واقترح «تنظيف (غزة) بكل بساطة»، ونقل الفلسطينيين إلى أماكن «أكثر أمانا» مثل مصر أو الأردن، الأمر الذي أثار موجة استنكار دولية.
كذلك، رفع ترامب الحظر عن تزويد إسرائيل بقنابل زنة ألفي رطل (نحو 900 كيلوجرام)، بعدما كان سلفه قد علّق تسليمها. ورفع عقوبات مالية كانت فرضتها الإدارة السابقة على مستوطنين إسرائيليين متّهمين بالقيام بأعمال عنف ضدّ الفلسطينيين.
وتقول المديرة المشاركة لمؤسسة التعاون الاقتصادي في تل أبيب سيلين توبول: «بالنسبة إلى نتنياهو، فإنّ العلاقة المميّزة مع البيت الأبيض تشكّل أداة بالغة الأهمية».
غير أنّ «زيارة العمل» هذه ستتيح أمام بنيامين نتنياهو تقدير ثمن هذه العلاقة مع رئيس أمريكي قادم من عالم الأعمال ومولع بمنطق إبرام الصفقات. ويعتزم دونالد ترامب الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله، كما هو الأمر بالنسبة إلى اتفاق الهدنة مع حركة حماس الفلسطينية بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويرى مستشاروه أنّ «تجدّد القتال في الشرق الأوسط سيمنعه من معالجة أولوياته الأكثر إلحاحا»، وفقا لمعهد «سوفان» الذي يتخذ مقرا في نيويورك.
ومن هذه الأولويات خصوصا مكافحة الهجرة غير النظامية عبر المكسيك، وتسوية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
من جانبه، يشير الباحث في مؤسسة جان جوري في باريس ديفيد خلفا إلى أنّه بعد ذلك «يريد ترامب إعادة توجيه أولوياته إلى آسيا والمحيط الهادئ».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك