العدد : ١٧١٢٠ - الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٠ - الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ شعبان ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عن طموحي «النوبلي»

قلت‭ ‬مرارا‭ ‬في‭ ‬جوائز‭ ‬نوبل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأمور‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقله‭ ‬الراحل‭ ‬العزيز‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي‭ ‬وصديقه‭ ‬البحريني‭ ‬الراحل‭ ‬يوسف‭ ‬الشيراوي‭ ‬عليهما‭ ‬رحمات‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬وكتبت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬عَرَضا‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مقال‭ ‬ما‭ ‬معناه‭ ‬أنني‭ ‬استحق‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬بـ«الحياة‮»‬‭ ‬لمجرد‭ ‬أنني‭ ‬حي‭ ‬أرزق‭ ‬وتزوجت‭ ‬وعندي‭ ‬عيال‭ ‬وأحفاد،‭ ‬وهذا‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬إنجاز‭ ‬مذهل‭ ‬لشخص‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬الكهرباء‭ ‬ولا‭ ‬المياه‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬مواسير‭ ‬ولا‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬أقراص‭ ‬أو‭ ‬سوائل،‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬تجاوز‭ ‬سن‭ ‬التكليف‭ ‬بعقد‭ ‬كامل‭.‬

وأقول‭ ‬اليوم‭ ‬إنني‭ ‬أعتقد‭ ‬أنني‭ ‬أستحق‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للأدب،‭ ‬لا،‭ ‬لا،‭ ‬لا،‭ ‬لا،‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬واجب‭ ‬كل‭ ‬عربي‭ ‬وإفريقي‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬عالمية‭ ‬لمنحي‭ ‬تلك‭ ‬الجائزة‭ ‬عن‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬أعتزم‭ ‬كتابتها،‭ ‬وفي‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬فقد‭ ‬كتبت‭ ‬منها‭ ‬نحو‭ ‬سبع‭ ‬صفحات،‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬ألفي‭ ‬كلمة،‭ ‬ولم‭ ‬يتبق‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬أو‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬كلمة،‭ ‬يعني‭ ‬هانت،‭ ‬ولو‭ ‬مد‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أيامي‭ ‬فقد‭ ‬أفرغ‭ ‬من‭ ‬كتابة‭ ‬الرواية‭ ‬خلال‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬تسع‭ ‬سنوات،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬كتابتها‭ ‬قبل‭ ‬17‭ ‬سنة‭. ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬تعتبر‭ ‬تطلعي‭ ‬إلى‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬البجاحة‭ ‬فعليك‭ ‬أن‭ ‬تعتذر‭ ‬لي‭ ‬فورا،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬حقي‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬غيري‭ ‬أن‭ ‬يطالبوا‭ ‬بتلك‭ ‬الجائزة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأدب‭ ‬او‭ ‬السلام‭ ‬أو‭ ‬الكلام،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنك‭ ‬سمعت‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬بالتحديد‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬المكلفة‭ ‬بتفكيك‭ ‬أسلحة‭ ‬سوريا‭ ‬الكيمائية‭ ‬نالت‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭!! ‬شلون‭ ‬وإزاي؟‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬فازت‭ ‬بالجائزة‭ ‬وهي‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬وقتها‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬مسدس‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬برغي‭ ‬أو‭ ‬صامولة‭ ‬واحدة‭ ‬للرؤوس‭ ‬الكيمائية‭ ‬السورية‭ ‬المزعومة‭ (‬حتى‭ ‬مصنع‭ ‬مخدر‭ ‬الكبتاجون‭ ‬الضخم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬النقاب‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬اللجنة‭ ‬بأمره‭)‬،‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬الجماعة‭ ‬طلعوا‭ ‬من‭ ‬الفندق‭ ‬وصاروا‭ ‬يلفون‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬الله‭: ‬يا‭ ‬زلمي‭ ‬بتعرف‭ ‬وين‭ ‬بشار‭ ‬مخبي‭ ‬الشغلات‭ ‬تبع‭ ‬الكيماوي؟‭ ‬والشاهد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬شاهد‭ ‬ما‭ ‬فككش‭ ‬حاجة،‭ ‬ولكن‭ ‬لما‭ ‬أعطوها‭ ‬الجائزة‭ ‬قالوا‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬ستحاول‮»‬‭. ‬وأنا‭ ‬سيم‭ ‬سيم،‭ ‬سأحاول‭ ‬كتابة‭ ‬رواية‭ ‬وفيها‭ ‬تصيب‭ ‬وفيها‭ ‬تخيب‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬شيئا‭ ‬حتى‭ ‬اختفاء‭ ‬بشار‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬روايتي‭ ‬لم‭ ‬تكتمل‭ ‬طوال‭ ‬17‭ ‬سنة‭ ‬فاللجنة‭ ‬المعنية‭ ‬بتفكيك‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيمائية‭ ‬عمرها‭ ‬12‭ ‬سنة‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬لها‭ ‬بإنجاز‭.‬

وهناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبب‭ ‬يجعلني‭ ‬أتفاءل‭ ‬بأنني‭ ‬مؤهل‭ ‬لجائزة‭ ‬نوبل‭ (‬في‭ ‬أي‭ ‬حاجة‭ ‬وخلاص‭)‬،‭ ‬فبعد‭ ‬وصوله‭ ‬الى‭ ‬الحكم‭ ‬بأشهر‭ ‬قليلة‭ ‬خطب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وسيسحب‭ ‬الجنود‭ ‬الأمريكان‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان،‭ ‬وبعد‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬إكماله‭ ‬الخطبة‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬منحوه‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام،‭ ‬واليوم‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬سلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلا‭ ‬‮«‬لا‭ ‬سلام‭ ‬على‭ ‬طعام‮»‬،‭ ‬والأمريكان‭ ‬غارقون‭ ‬لشوشتهم‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬والعراق،‭ ‬وصاروا‭ ‬غارقين‭ ‬في‭ ‬الديون‭ ‬والدماء‭.‬

ثم‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬منح‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬للفتاة‭ ‬الباكستانية‭ ‬ملالا‭ ‬يوسف،‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬مشهورة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طخها‭ ‬مجانين‭ ‬طالبان‭ ‬باكستان‭ ‬طلقة‭ ‬في‭ ‬رأسها‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬ملتحقة‭ ‬بمدرسة،‭ ‬وتعليم‭ ‬البنات‭ ‬في‭ ‬فقه‭ ‬طالبان‭ ‬يفسد‭ ‬أخلاقهن‭ ‬ويجعلهن‭ ‬منحرفات،‭ (‬مع‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬95‭% ‬من‭ ‬محترفات‭ ‬الدعارة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬من‭ ‬الأميات‭).. ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬البريطانيين‭ ‬فعلوا‭ ‬خيرا‭ ‬بعلاج‭ ‬ملالا‭ ‬وإلحاقها‭ ‬بمدرسة،‭ ‬وأثبتت‭ ‬أنها‭ ‬فتاة‭ ‬نجيبة‭ ‬وذكية،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬تستحق‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬لأنها‭ ‬تلقت‭ ‬طلقة‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬وعاشت‭ ‬وعاندت‭ ‬وأصرت‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬تعليمها؟‭ ‬أبي‭ ‬لم‭ ‬يضربني‭ ‬بالرصاص‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬قلت‭ ‬له‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬قبولي‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬اعتبرني‭ ‬مستهبلا‭ ‬ومستهترا‭: ‬خلاص‭ ‬عايز‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬شغلانة؟‭ ‬يللا‭ ‬شوف‭ ‬لك‭ ‬وظيفة‭ ‬واصرف‭ ‬على‭ ‬نفسك‭.. ‬والتحقت‭ ‬بالجامعة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ظهره‭ ‬ولم‭ ‬أكلفه‭ ‬مليما‭ ‬لأن‭ ‬الجامعة‭ ‬كانت‭ ‬توفر‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وكنت‭ ‬أعمل‭ ‬بارتايم‭ ‬وفي‭ ‬الإجازات‭ ‬لكسب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المال‭.‬

بذمتكم‭ ‬مش‭ ‬أستحق‭ ‬2‭ ‬نوبل‭ ‬بالبشاميل‭ ‬ع‭ ‬الأقل؟

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا