زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عن طموحي «النوبلي»
قلت مرارا في جوائز نوبل في مختلف الأمور ما لم يقله الراحل العزيز غازي القصيبي وصديقه البحريني الراحل يوسف الشيراوي عليهما رحمات الله، في الجامعة العربية، وكتبت قبل أيام عَرَضا في سياق مقال ما معناه أنني استحق جائزة نوبل بـ«الحياة» لمجرد أنني حي أرزق وتزوجت وعندي عيال وأحفاد، وهذا بفضل الله إنجاز مذهل لشخص لم يعرف الكهرباء ولا المياه الجارية في مواسير ولا الأدوية في هيئة أقراص أو سوائل، إلا بعد ان تجاوز سن التكليف بعقد كامل.
وأقول اليوم إنني أعتقد أنني أستحق جائزة نوبل للأدب، لا، لا، لا، لا، أعتقد أن واجب كل عربي وإفريقي أن يشارك في حملة عالمية لمنحي تلك الجائزة عن الرواية التي أعتزم كتابتها، وفي حقيقة الأمر فقد كتبت منها نحو سبع صفحات، أي نحو ألفي كلمة، ولم يتبق منها سوى نحو 30 ألف أو 70 ألف كلمة، يعني هانت، ولو مد الله في أيامي فقد أفرغ من كتابة الرواية خلال تسعة أشهر أو تسع سنوات، علما بأنني بدأت في كتابتها قبل 17 سنة. وإذا كنت تعتبر تطلعي إلى جائزة نوبل نوعا من البجاحة فعليك أن تعتذر لي فورا، لأنه من حقي ومن حق غيري أن يطالبوا بتلك الجائزة سواء في مجال الأدب او السلام أو الكلام، ولا شك أنك سمعت ما تم الإعلان عنه بالتحديد يوم 11 أكتوبر من عام 2013 من أن اللجنة المكلفة بتفكيك أسلحة سوريا الكيمائية نالت جائزة نوبل للسلام!! شلون وإزاي؟ هذه اللجنة فازت بالجائزة وهي لم تنجح وقتها في العثور على مسدس أو في تفكيك برغي أو صامولة واحدة للرؤوس الكيمائية السورية المزعومة (حتى مصنع مخدر الكبتاجون الضخم الذي تم رفع النقاب عنه بعد سقوط نظام بشار لم تعرف اللجنة بأمره)، على كل حال الجماعة طلعوا من الفندق وصاروا يلفون على باب الله: يا زلمي بتعرف وين بشار مخبي الشغلات تبع الكيماوي؟ والشاهد هو أن اللجنة شاهد ما فككش حاجة، ولكن لما أعطوها الجائزة قالوا إنها «ستحاول». وأنا سيم سيم، سأحاول كتابة رواية وفيها تصيب وفيها تخيب كما هو حال اللجنة التي لم تفعل شيئا حتى اختفاء بشار من المشهد السياسي، وإذا كانت روايتي لم تكتمل طوال 17 سنة فاللجنة المعنية بتفكيك الأسلحة الكيمائية عمرها 12 سنة ولم نسمع لها بإنجاز.
وهناك أكثر من سبب يجعلني أتفاءل بأنني مؤهل لجائزة نوبل (في أي حاجة وخلاص)، فبعد وصوله الى الحكم بأشهر قليلة خطب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قائلا إنه سيعمل على تحقيق السلام في الشرق الأوسط وسيسحب الجنود الأمريكان من العراق وأفغانستان، وبعد دقائق من إكماله الخطبة كانوا قد منحوه جائزة نوبل للسلام، واليوم فإنه لا سلام في الشرق الأوسط إلا «لا سلام على طعام»، والأمريكان غارقون لشوشتهم في أفغانستان والعراق، وصاروا غارقين في الديون والدماء.
ثم كان ما كان من أمر منح جائزة نوبل للسلام للفتاة الباكستانية ملالا يوسف، التي صارت مشهورة بعد أن طخها مجانين طالبان باكستان طلقة في رأسها لأنها كانت ملتحقة بمدرسة، وتعليم البنات في فقه طالبان يفسد أخلاقهن ويجعلهن منحرفات، (مع أن الدراسات الاجتماعية تؤكد أن أكثر من 95% من محترفات الدعارة في الدول الفقيرة من الأميات).. المهم أن البريطانيين فعلوا خيرا بعلاج ملالا وإلحاقها بمدرسة، وأثبتت أنها فتاة نجيبة وذكية، ولكن هل تستحق جائزة نوبل للسلام لأنها تلقت طلقة في الرأس وعاشت وعاندت وأصرت على مواصلة تعليمها؟ أبي لم يضربني بالرصاص ولكن عندما قلت له إنه تم قبولي في الجامعة اعتبرني مستهبلا ومستهترا: خلاص عايز تعمل من الدراسة شغلانة؟ يللا شوف لك وظيفة واصرف على نفسك.. والتحقت بالجامعة من وراء ظهره ولم أكلفه مليما لأن الجامعة كانت توفر لي كل شيء وكنت أعمل بارتايم وفي الإجازات لكسب المزيد من المال.
بذمتكم مش أستحق 2 نوبل بالبشاميل ع الأقل؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك