بيع المأكولات على الأرض.. وعرض الملابس على الأرصفة وفوق السيارات
مواطنون: يتم إزالة فرشات وإمساك مخالفين.. وبعد يومين يعود نفس الأشخاص إلى نفس الفرشات في نفس المواقع!
في 2021، حققت العاصمة المنامة إنجازا دوليا مرموقا يضاف الى سجل المملكة الحافل، وذلك بإعلان منظمة الصحة العالمية «المنامة مدينة صحية» كأول عاصمة في إقليم شرق المتوسط.
وجاء هذا الإعلان تقديرا لما تتمتع به المنامة من بنية تحتية وصرف صحي وكهرباء ومرافق صحية مجهزة، وإمداد من الماء المأمون، وبيئة خالية من التلوث، وحدائق عامة ومساحات خضراء، إضافة إلى العديد من الأندية والمراكز الرياضية والاجتماعية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني متعددة الأنشطة، يضاف الى ذلك تلك الخدمات والبرامج الصحية والرعاية الأولية والبرامج التوعوية إلى جانب برامج سلامة الأغذية والصحة المدرسية وصحة البيئة ومكافحة الأمراض المزمنة والمعدية وتحسين نوعية حياة الناس من خلال تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، فضلا عن تفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية لتحقيق أهداف الصحة العامة.
وبعد هذه النجاحات، أطلقت محافظة العاصمة في يوليو 2023 برنامج «العاصمة محافظة صحية» بهدف تعميم تطبيق البرنامج على كافة مناطق وقرى المحافظة.
بالتأكيد هو إنجاز يحق لنا جميعا ان نفخر به. وبنفس الوقت يحملنا مسؤولية مضاعفة في أن نعمل جميعا من أجل إنجاح هذه المشاريع انطلاقا من مبدأ الشراكة المجتمعية.
وتجسيدا لذلك، عمدت «أخبار الخليج» إلى رصد بعض الظواهر والمشاهد التي تحدث في المنامة من قبل وافدين، لا تتناسب وتلك الجهود الجبارة التي تبذلها الجهات الرسمية من أجل اظهار العاصمة بأبهى صورة. ففي بعض طرقات العاصمة القديمة، تجد عمالا يبيعون خضراوات ومأكولات على الأرض، وعصائر محلية مكشوفة، وفواكه مقطعة ومعروضة من دون أية معايير صحية، تجد نفايات وقشور فواكه وبقايا أكل على الأرض مختلطة بخضراوات معروضة للبيع، ملابس معروضة مفروشة على الأرصفة أو على السيارات، بيوت مهجورة تحولت الى مكب للنفايات، مغاسل ملابس تنشر الغسيل في الطرقات وأمام المارة.
الحق يقال ان الجهات الرسمية تنفذ حملات تفتيشية دورية على مثل هذه المناطق، وهي كما رصدتها عدسة «أخبار الخليج» تسبب نفيرا عاما وهروبا جماعيا من قبل المخالفين، ولكن، وكما أكد لنا مواطنون متضايقون من هذا الوضع، سرعان ما يعود المخالفون الى مواقعهم ويمارسون مخالفاتهم، وهو ما يعني ضرورة وجود الية مختلفة للتعامل مع هذه الظواهر.
أخطر من ذلك
لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل يذهب الى أبعد وأخطر من ذلك بكثير، وهذا ما يؤكده لنا النائب أحمد قراطة، الذي يشير إلى أن مثل هذه المواقع تتحول إلى ساحة لممارسات لا أخلاقية
ويضيف: هذا الموضوع عرضناه وناقشناه بالصور في مجلس النواب بعد ان أجرينا جولات ميدانية ورأينا هذه الأمور مباشرة، وهي مناطق باتت معروفة ومتداولة منذ سنوات طويلة، وهذا ما يثير الكثير من الاستغراب والتساؤلات حول استمرارها من دون روادع، خاصة وان الأماكن كما ذكرت معروفة. انظر الى المنطقة الواقعة خلف سوق الذهب مثلا والتي تتحول الى سوق لبيع الكثير من السلع غير الصحية وبشكل غير قانوني.
وبالطبع فإن هذه المشكلة تنعكس سلبا على الاقتصاد البحريني وعلى وجه البحرين الحضاري وعلى السياحة بشكل مباشر او غير مباشر. فعندما تذهب الى هذه المناطق لا تشعر أنك في البحرين.
*ولكن كثيرا ما تنظم حملات تفتيشية ورقابية على هذه المناطق، الا يكفي ذلك؟
**الحملات لا تكفي ابدا. بدليل أنه يتم إزالة بعض الفرشات او إمساك بعض المخالفين وتغريمهم، وبعد يومين نجد نفس الأشخاص ونفس الفرشات في نفس المواقع! وهذا ما يجعلنا نتساءل عما إذا كانت هناك جدية في التعامل مع هذه المشكلة. وفي الواقع يمكن اعتبار الفيزا المرنة أحد الأسباب التي ألقت بظلالها على هذه الجوانب.
لذلك فإننا بحاجة الى إجراءات حاسمة تصل الى الترحيل الفوري. ونأمل من الجهات ذات العلاقة بمن فيها وزارة الداخلية والصحة والعمل والبلديات ان تضع مراقبين دائمين حتى لو تطلب الامر ان تكون الرقابة على مدار الساعة. وبنفس الوقت يجب اتخاذ إجراءات حازمة تتجاوز التوقيف المؤقت أو الغرامة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك