القدس المحتلة – الوكالات: تفرج حماس اليوم عن ثلاثة رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة فيما تطلق إسرائيل سراح تسعين أسيرا فلسطينيا في سجونها، في رابع عملية تبادل في سياق اتفاق الهدنة في القطاع المدمر.
إلى ذلك أفاد مصدر في حماس وكالة فرانس برس ومصدر آخر مطلع على الملف، بأنّ معبر رفح بين أقصى جنوب قطاع غزة ومصر سيتم فتحه اليوم بعد إتمام عملية التبادل.
وقال قيادي في حماس إن «الوسطاء أبلغوا بموافقة إسرائيل» على فتح المعبر اليوم، فيما أورد المصدر الآخر أن هذا القرار سيتيح إجلاء جرحى «تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار».
وتضمّ قائمة الرهائن الإسرائيليين الذين سيُطلق سراحهم اليوم، والتي كُشف عنها أمس اسم الفرنسي الإسرائيلي عوفر كالديرون والأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل والإسرائيلي ياردن بيباس، الذي لا يزال مصير زوجته وطفلَيه غير معروف.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان بأنّ «إسرائيل تلقّت قائمة الرهائن المتوقع إطلاق سراحهم من الأسر لدى حماس اليوم (السبت)، وسيتم إصدار رد مفصل بعد مراجعة القائمة وإبلاغ العائلات».
وأوضح أنهم ذكور من غير أن يحدد عددهم ولا أسماءهم.
من جانبها، قالت المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة إنّ إسرائيل «ستحرّر تسعين أسيرا» هم «تسعة يقضون عقوبة مؤبدة و81 يقضون عقوبات طويلة المدة».
ومنذ دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ في 19 يناير بعد عدوان مدمّر استمرّ أكثر من 15 شهرا بين حركة فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة وإسرائيل، أُطلق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين و15 رهينة إسرائيلية.
يأتي هذا التبادل بعد يومين فقط من عملية التبادل الثالثة التي نُظّمت الخميس في ظل ظروف معقّدة في خان يونس جنوب القطاع، قرب المنزل المدمّر الذي نشأ فيه رئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد في معركة مع جيش الاحتلال خلال العدوان.
وخلال العملية، واجه عناصر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي صعوبة في السيطرة على مئات الأشخاص الذين احتشدوا لمتابعة مجريات تسليم رهينتين إسرائيليين وخمسة رهائن تايلانديين.
وأثار ذلك تنديد نتنياهو ودفعه إلى تأخير الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين إلى حين تلقّى من الدول الوسيطة «ضمانا» بـ«إفراج آمن» عن الرهائن المتبقين في القطاع.
كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إدخال «تحسينات» على أمن عمليات تسليم الرهائن المحتجزين لدى حماس إلى إسرائيل.
وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا، إنّها «لا تتحكّم بتوقيت الإفراج أو الموقع أو البيئة» التي تتمّ فيها هذه العملية. وأضافت أنّ «التفاصيل واللوجستيات تحدّدها الأطراف نفسها».
وسهّلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تستمدّ فعاليتها من الحياد المطلق الذي تعتمده في مناطق الحرب والنزاعات، نقل جميع الرهائن خلال هذه الهدنة، وخلال الهدنة السابقة في نهاية نوفمبر 2023.
وإضافة إلى عمليات التبادل ووقف إطلاق النار، يتيح الاتفاق وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني كارثة إنسانية.
وينصّ اتفاق وقف إطلاق النار على استئناف المفاوضات بعد 16 يوما على دخوله حيّز التنفيذ، أي الاثنين في الثالث من فبراير، وذلك لبحث آليات المرحلة الثانية التي تهدف إلى إطلاق سراح آخر الرهائن وإنهاء العدوان، الأمر الذي يعارضه بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
ومن المفترض أن تشمل المرحلة النهائية إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن القتلى.
غير أنّ وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع قد يواجه تعقيدات كثيرة بعد دخول قرار إسرائيل قطع علاقاتها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) حيّز التنفيذ الخميس، بعدما كانت قد اتهمت موظفين فيها بالتواطؤ مع حماس في هجومها على اسرائيل. مع ذلك، أكد المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الوكالة تواصل عملها في سائر أنحاء الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك