علي سلطان القائد الجديد لطائرة النصر والمدافع الحر لفريقه، واحد من اللاعبين الذين تخرجوا في مدرسة فئات النصر في عصرها الذهبي، الذي لا يختلف اثنان من ذوي الحس الفني على موهوبيته، ورغم قصر قامته، فإنه يعرف من أين تؤكل حوائط الصد، لا تسمع له صوتا، ولكن إمكاناته تعبر عما يختزنه من مهارات، شاهدته في منافسات الفئات يمثل فريقا بأكمله، حاولنا إخراجه عن صمته، فكان لنا معه هذا الحوار على صفحات الملحق الرياضي في «أخبار الخليج».
1 - علي سلطان انضم إلى سلسلة قائدي طائرة النصر على مر تاريخها.. يمكن نطلع المتابعين كيف وقع عليك الاختيار؟ وكيف ترى مسؤوليتك الجديدة؟
طبعا في البداية أتشرف بأن أكون قائدا للفريق، وهذا يلقي عليّ مسؤولية كبيرة ومركبة تجاه اللاعبين والطاقم الفني والإداري، وجاء اختياري لهذه المهمة أولا لأقدميتي، وثانيا لارتياح الطاقمين الفني والإداري للاختيار.
وتابع قائلا: وأعتقد بأنه يجب أن يكون دور القائد أكبر من مجرد قيادة أثناء الإحماء، وتشجيع داخل الملعب في المباريات، بل ينبغي أن يكون حريصا على انسجام المجموعة، وقربها من بعضها البعض، وعدم وجود مشكلات داخل الفريق تعكر صفو الجو داخل التدريبات من شأنها تترك أثرا سلبيا على الأداء في المباريات، لذلك هذا يتطلب قربا وقبولا من اللاعبين والجهاز الفني والإداري، حتى يستطيع تشخيص المشكلات، وينبغي أن يمتلك الشجاعة بالوقوف على حلها، وإيصال الرسالة للإدارة بشفافية وصدق، وهنا يتجلى تأثير القائد في القلوب والعقول بمواقفه وسعيه لمصلحة الفريق ولو على حساب نفسه كلاعب.
وتمنى قائد النصر أن يكون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه من استقرار الفريق في التدريب بين اللاعبين والجهاز الفني معنوياً وفنياً، بحكم أن التجمع الأكثر في التدريبات التي تنعكس تفاصيلها على المباريات.
2 - كنت ضاربا مهاريا في مركز 4، من الذي نقلك إلى مركز الليبرو «اللاعب الحر»؟
هناك أكثر من مدرب نقلني للعب في مركز الليبرو «المدافع الحر» ومنهم من جعلني ألعب في المركزين في موسم واحد.
3 - هل قصر قامتك وراء تحويلك إلى ليبرو أم نزولا عند حاجة الفريق؟ أم الاثنين؟
بصراحة السببان وراء تحويلي إلى مركز الليبرو.
4 - أين يجد بصراحة الكابتن علي سلطان نفسه في مركز 4 كضارب أم في مركز المدافع الحر؟ وما الأسباب؟
لو سألتني أي مركز تفضل سأجيب بأنني أفضل اللعب في مركز4، لكني أعتقد في قرارة النفس أن الإنسان يجد نفسه في المكان الذي يعطي فيه أكثر، ويسهم في نجاح المنظومة بشكل أكبر، من جانبي متى ما وجدت أن الفريق يحتاج لي في أي مركز، وحصلت على ثقة المدرب واللاعبين سأكون مرتاحا نفسيا سواء كنت ضاربا أو مدافعا حرا.
5 - من صانع اللعب الذي كنت ترتاح إليه أكثر؟ وما الأسباب؟
في الحقيقة هناك عدد من صانعي الألعاب، وكان للبدايات تأثير كبير في نفسية الإنسان، فعندما كنت ألعب ضمن فرق الفئات العمرية كنت منسجما بشكل كبير مع المعد محمد حسن رشيد، وكان بيننا تناغم ملحوظ، ولا أنسى الموهوب حسين المتروك الذي لا أعتقد أن هناك لاعب لم يشعر بالارتياح باللعب معه، وأرتاح باللعب كذلك مع عيسى عباس.
6 - هل ترى أن توقيت تغيير الجهاز الفني بعودة الكابتن حسن علي من جديد لقيادة الفريق قد جاء في توقيت مناسب؟ ولماذا؟
نعم، كان التوقيت الأنسب بحكم أن الفريق تأهل للسداسي، وستكون هناك وقفة طويلة للدوري من خلالها يستطيع المدرب حسن علي من الوقوف على مشكلات الفريق والعمل على حلها.
7 - هناك من يردد بأن الكابتن علي سلطان متمكن كضارب من مركز 4 ولكن قصر قامته تشكل ثغرة أمام ضاربي مركز 2.. كيف ترد على مثل هذا الكلام؟
هذا الكلام ليس خاطئا من الناحية المنطقية، لكن المنطق نفسه أيضا أثبت بأن المدربين الذين عولوا عليه في مركز4 في عدة مواسم كان النصر ينافس فيها على البطولات (كموسم 2015- 2016 الذي فاز فيه النصر بكأس ولي العهد، وموسم 2021- 2022 الذي تأهلنا فيه إلى نهائي الدوري والكأس) لم يكونوا غافلين عن هذه النقطة، ولو كنت أشكل «ثغرة» لما حصلنا على بطولة وتأهلنا لنهائيات مع وجود لاعبين على مستوى عال يمثلون المنتخب ومحترفين يلعبون في مركز 2 في الفرق التي لعبنا أمامها، أنا أحاول دائماً أن أقوم بالأدوار التي يكلفني بها المدرب داخل الملعب على أكمل وجه، وأعلم تماماً أن الفرق الأخرى تحاول استغلال قصر قامتي في حائط الصد، فأضع تركيزي مع حائط الصد لإيقاف هجماته أو تخفيفها، وفي هذه المواسم التنافسية كنت غالباً أوفق وأحياناً لا، وهذا الشيء ينطبق أيضاً على حوائط الصد العالية بحكم قوة مراكز 2 التي يواجهونها فأحيانا يوفقون في إيقافهم وأحياناً لا.
8 - نعتقد أنك لعبت لمختلف فئات منتخباتنا الوطنية للكرة الطائرة.. هل وقع عليك الاختيار للمنتخب الأول؟ وهل استبعدت لأمور فنية أم بدنية؟
وقع عليّ الاختيار لتمثيل المنتخب في موسم 2015-2016 وكنت ضمن القائمة التي نافست في البطولة العربية التي أقيمت في الكويت.
9 - يمكن نعرف كم لقبا حققت مع منتخباتنا الوطنية والنصر على مستوى الفئات العمرية؟
حققت مع المنتخب بطولة الخليج، وأفضل لاعب في البطولة، والعربية وأفضل مستقبل في البطولة لفئة الناشئين، وحققت البطولة الخليجية في فئة الشباب، ومع النادي حققت 5 دوريات و4 كؤوس في مختلف الفئات.
10 - أنت أحد اللاعبين الذين عرفوا ملاعب الطائرة الشعبية في منطقة الجفير.. هل انحسار هذه الملاعب أثر على فئات النصر خلال السنوات العشرين الأخيرة؟
انحسار الملاعب في آخر 10 سنوات في المنطقة أثر بشكل كبير وملحوظ، سابقاً كان لاعب الفئات العمرية يمارس اللعبة قبل دخوله النادي، ومع دخوله وممارسة التدريبات في النادي يمارس اللعبة أيضاً في الملاعب الخارجية، هذا الشيء يسهم بشكل كبير في صقل اللاعب فنياً وجسدياً ويؤثر في تحسين المهارات الأساسية كالهجوم والاستقبال والإرسال، فيسهل عمل المدرب خلال التدريب ليضع المدرب لمساته الفنية والمهارية، ولا يحتاج إلى جهد كبير وعمل كثير، أما في الآونة الأخيرة فلاعبو الفئات بدا واضحا عليهم الخلل في النواحي الفنية والمهارية والجسدية، وأصبح المدرب يحتاج لعمل مضاعف لتأسيس اللاعبين فنيا ومهارياً من الصفر، وهذا الكلام لا ينطبق على نادي النصر وحده، بل ينسحب على جميع الأندية، والدليل تراجع منافسات الفئات، لذلك نرى أن المباريات النهائية لفئتي الناشئين والشباب أصبحت مملة وفقيرة فنياً ومهاريا، والأخطاء فيها لا تعد ولا تحصى، فعلى مسؤولي الأندية أن يأخذوا بعين الاعتبار وضع مدربا لفرق الفئات ذي خصائص فنية ونفسية يستطيع أن يشخص المشكلات، وإيجاد الحلول والتعامل معها.
11 - هناك كثير من الكلام الإيجابي يتردد حاليا عن فرق فئات النصر.. كيف ترى الأمور من خلال قربك من النادي؟
في الآونة الأخيرة بدا واضحا وجود مشكلة في فئات النصر بسبب تراجع النتائج، تحركت الإدارة في السعي لتحسين هذه النتائج من خلال تغيير المدربين والوقوف على الاحتياجات قدر الامكان، وبالفعل رأينا تحسنا، لكن لا يزال وضع الفئات يحتاج إلى الكثير من العمل، بحكم أن اللاعبين الآن يحتاجون الى عمل مضاعف قياسا باللاعبين سابقا، وأتمنى التوفيق للمدربين في مهمتهم.
12 - طائرة النصر حاليا تنتظرها منافسة شرسة على مستوى الدور السداسي؟ وهل فريقك قادر على أن يكون من الأربعة الأوائل؟
أعتقد أن الفريق لم يظهر بمستواه الحقيقي في الفترة السابقة إلا في بعض الأشواط خلال المباراة مع نادي دار كليب، متى ما ظهر الفريق بمستواه الحقيقي نعم قادر على أن يكون من الأربعة الأوائل، بل والوصول للنهائيات للمنافسة على البطولة.
13 - من خلال تجربتك مع المدربين.. من الأصلح للنصر المدرب الأجنبي أم المحلي؟ ولماذا؟
من وجهة نظري المدرب الأصلح هو المدرب المجتهد الذي يمتلك أهدافا وخططا يعمل على أساسها، ومؤهلات عالية وتجارب متنوعة وقدرة على التعامل مع اللاعبين نفسياً ومعنوياً بغض النظر عن كونه محلي أو أجنبي، متى ما كان المدرب مجتهدا وقادرا على تطوير الفريق من الناحية الفنية والتمارين المتنوعة والحديثة والتي تتناسب مع الفريق، ولديه القدرة على التحليل وتشخيص المشكلات ووضع الحلول المناسبة، والتعامل مع جميع اللاعبين بطريقة يخرج كل ما لديهم من طاقات، كان هذا المدرب هو الأجدر بأن يكون الأصلح لتدريب أي فريق.
14 - من كان مثلك الأعلى؟ وماذا تعلمت منه؟
رياضيا عندما كنت صغيراً كان المؤثر الأكبر خصوصاً في منطقتنا بالتحديد هو اللاعب القدير والمدرب المعروف رضا علي، مع أنني لم أتمكن من رؤيته كلاعب الا لموسم واحد فقط وبعض المباريات وليس كلها، إلا أن اسمه كان على كل لسان وفي كل بيت وعندما نكون خارج البحرين خلال المشاركات في البطولات الخارجية في دول الخليج أو مصر الكل يعرف رضا علي بسبب تميزه كلاعب وإنسان ذو خلق، إلى جانب اللاعب النجم والموهوب صادق إبراهيم الذي تعلقنا بأسلوب لعبه المميز ومهاراته العالية وكبرنا على رؤيته يحقق البطولات لنادي النصر، ومن الأشخاص المؤثرين الذين كنت معجباً بهم هو المدرب يوسف خليفة، كنت معجبا باحترافيته في العمل، وشخصيته الصارمة المنظمة والتي تقدر الوقت كثيرا، عندما دربني في فئة الناشئين، كان مجتهدا بحيث لا يفارق عمله وكانت أفكاره جديدة ومختلفة عن أقرانه، يواكب التطور دائما، ويحلل كل شيء، وقادرا على اكتشاف قدرات اللاعبين، ومنفتحا للتجربة والمجازفة بشجاعة حتى لو لاقى انتقاد الشارع الرياضي، فتعلمت منه الكثير بحيث صار لا يرضيني أقل مما رأيته من يوسف خليفة كأسلوب تدريب.
15 - ما الوجهة التي يفكر فيها الكابتن علي سلطان بعد التوقف النهائي عن اللعب؟
بصراحة أرى نفسي في مجال التدريب وهذه الفكرة راودتني من أواخر سنين الفئات العمرية، وبعد التدرب على أيدي مختلف المدربين المحليين والأجانب والاستفادة من نجاحاتهم وفشلهم زادت الرغبة في أن أكون مدربا.
16 - كلمة تحب أن توجهها إلى مدرب الفريق الكابتن حسن علي؟
لدي الكثير من التجارب والمواقف والذكريات مع المدرب القدير حسن علي من الفئات السنية، وعلاقتنا قريبة من بعض لأنه أكثر المدربين الذين تدربت معهم، واستفدت منهم، ومررنا بمواسم ناجحة كثيرة تكللت بنجاحات وبطولات، ومواسم لم نوفق فيها، ولم تكن على قدر الطموح، لكني في هذا الموسم لمست شيئا مختلفا من أول تدريب للمدرب، وأنا وجميع اللاعبين متفائلون ومتحمسون للعمل والاجتهاد مع المدرب لتطبيق أفكاره والتعاون معه لتحقيق شيء يليق باسم هذا النادي العريق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك