تعتبر المدينة البرازيلية كانديدو غودوي واحدة من أكثر الأماكن غموضاً في العالم بسبب نسبة ولادة التوائم المرتفعة فيها، التي تصل إلى 10%، بينما النسبة العالمية لا تتجاوز 1%. هذا اللغز جذب العديد من الباحثين، وخاصة بعد فرضية المؤرخ الأرجنتيني خورخي كاماراسا، التي تربط هذه الظاهرة بزيارة الطبيب النازي الشهير جوزيف منغيل، المعروف بلقب «ملاك الموت». ووفقاً لهذه النظرية قام منغيل بإجراء تجارب على النساء في هذه المنطقة بعد هروبه إلى أمريكا الجنوبية في الستينيات.
من جهة أخرى، هناك من يرفض هذه الفرضية، ويشير إلى أن سكان المدينة كانوا في الغالب من المهاجرين الألمان، ما قد يفسر ارتفاع نسبة التوائم بسبب العوامل الوراثية. بينما يعتبر بعض العلماء أن الظاهرة قد تكون ناتجة عن «تأثير المؤسس»، وهو عندما يتم تمرير جينات معينة في مجتمعات صغيرة ومعزولة.
وفي النهاية يبقى اللغز مفتوحاً، حيث لا تزال الأدلة العلمية غير قاطعة حول ما إذا كانت تجارب منغيل هي السبب وراء هذه الظاهرة، أو أن هناك عوامل وراثية أو بيئية أخرى تسهم في حدوثها.
من جانب آخر يعزو بعض العلماء الظاهرة إلى العوامل الجينية المرتبطة بتاريخ المدينة، حيث إن العديد من سكان كانديدو غودوي كانوا من أصل ألماني، ما يزيد من احتمال وجود جينات موروثة تعزز من فرصة ولادة التوائم. وهذه العوامل الوراثية قد تكون تفاعلت بطرق غير مفهومة، ما يؤدي إلى تزايد معدلات ولادة التوائم عبر الأجيال.
وفي هذا السياق يشير الخبراء إلى أن التجمعات الصغيرة والمتناثرة من السكان يمكن أن تسهم في تكاثر هذه الجينات بمرور الوقت، وهو ما يفسر هذه الظاهرة الفريدة.
وإضافة إلى ذلك، تستمر نسبة ولادة التوائم في المدينة على مدار السنوات، ما يعزز من فرضية أن السر وراء هذه الظاهرة قد يكون أكثر تعقيداً من مجرد تأثيرات تجارب منغيل. ورغم انقضاء عقود منذ رحيل «طبيب الموت» فإن اللغز لا يزال يثير تساؤلات عديدة بين الباحثين والسكان المحليين. وعلى الرغم من أن الأدلة العلمية قد تشير إلى أسباب متعددة فإن التاريخ المظلم للمدينة وتداخلاته مع الفترات الاستعمارية قد يكون له دور غير مباشر في تعزيز هذه الظاهرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك