غزة، القدس المحتلة - (وكالات الأنباء): اتهمت حركة حماس امس الأربعاء إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، محذّرة من أن ذلك قد يؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فيما وصفت الدولة العبرية الاتهامات بأنها «كاذبة».
وقال قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس أمس الأربعاء إن إسرائيل تعطل «إدخال الوقود والخيام والكرفانات (منازل متنقلة) والمعدات الثقيلة». وأضاف: «نحذّر من أن استمرار مماطلة الاحتلال وعدم الالتزام بالشق الإنساني باتفاق وقف النار... سيؤثر على السير الطبيعي لتنفيذ الاتفاق بما في ذلك ما يتعلق بتبادل الأسرى». وقال مصدر ثان من حماس مطلع على المفاوضات إن الحركة طالبت «الوسطاء بإلزام الاحتلال بتطبيق الاتفاق وعدم خلق أزمات». وأشار المصدران إلى أنه وفق الاتفاق «يتوجب سماح إسرائيل بإدخال المساعدات والمواد الإنسانية في الأسبوع الأول من سريان وقف النار». وأوضحا أنه وفق ملحق البرتوكول الإنساني «يتوجب إدخال 200 ألف خيمة مجهزة و60 ألف كرفان (بيوت متنقلة) وكميات كافية من الوقود ومواد لترميم المستشفيات وتشغيل المخابز ومحطات المياه وإدخال المعدات الثقيلة لفتح الشوارع والترميم».
وأضاف: «نأمل من الوسطاء والضامنين بذل أكبر قدر ممكن لتطبيق الاحتلال البنود وفق الاتفاق وإدخال هذه المواد». ومن المقرر الإفراج عن ست رهائن هذا الأسبوع، نصفهم اليوم الخميس والنصف الآخر السبت. وأعلنت إسرائيل الأربعاء أنها تسلمت قائمة بأسماء الرهائن الذين ستفرج عنهم حماس الخميس.
وردا على هذه اتهامات الحركة الفلسطينية بشأن المساعدات، قال ناطق باسم «وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق» وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على المسائل المدنية في الأراضي الفلسطينية: «إنها أخبار كاذبة بالكامل»، وأكد أن ثلاثة آلاف شاحنة محمّلة بمواد إغاثية دخلت القطاع حتّى الساعة 11:00 بتوقيت جرينيتش أمس الأربعاء.
من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها لا تملك أي معلومات عن هذا الموضوع. وفيما يتعلق بهذه الوكالة الأممية التي تنسق المساعدات الإنسانية، كررت إسرائيل الأربعاء اتهام الأونروا بأنها تضم عددا كبيرا من عناصر حماس، وأكدت تصميمها على قطع العلاقات معها.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر للصحفيين فيما تستعد إسرائيل لتطبيق قرار حظر الوكالة الخميس إن «الأونروا تساوي حماس. لقد قدمت إسرائيل أدلة لا يمكن دحضها، والأونروا فيها الكثير من عناصر حماس».
في تلك الأثناء، يواصل الكثير من الفلسطينيين النازحين بسبب الحرب رحلة العودة إلى شمال قطاع غزة سيرا على الأقدام أو في عربات محملة بما تيسر لهم نقله، وكل ذلك وسط مشهد من الدمار الواسع. وعلى صعيد المساعدات، قال وزير الداخلية التركي ومصادر مصرية إن سفينة تركية محمّلة بمساعدات لغزة وصلت أمس الأربعاء إلى ميناء العريش، وهي الأولى التي ترسو في المرفأ المصري منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. وأفاد الوزير علي يرلي قايا بأن السفينة تنقل 871 طنّا من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك 300 مولّد كهرباء و20 مرحاضا متنقّلا و10460 خيمة و14350 بطّانية. وكتب في منشور على اكس: «نستعدّ لبلسمة جراح إخوتنا وأخواتنا في غزة وتلبية حاجاتهم إلى مآوٍ مؤقّتة». واستلم فريق من الهلال الأحمر المصري المساعدات لإجراء الترتيبات اللازمة بهدف نقلها إلى غزة، وفق ما كشف مصدر في ميناء العريش على مسافة 50 كيلومترا من غرب القطاع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك