الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
ما الحل أفيدوني!
ما إن يضرب عداد العمر الثلاثين حتى ينشغل معظم البشر في كيفية مواجهة آثار الزمن على البشرة والجسم، وعند بلوغنا الأربعين يبدأ الخوف الحقيقي من التجاعيد وأثرها على الجمال الخارجي، ولكن عندما يدق جرس الخمسين نستيقظ من الغفوة الكاذبة للالتفات إلى الجوهر وهو سلامة أجسامنا الداخلية التي تؤثر على الشكل الخارجي، بالإضافة إلى عظامنا، أما المصيبة الأهم وهي علينا أن نعرف كيفية الحفاظ على أمخاخنا من فقدان الذاكرة أو المرض اللعين الزهايمر.
أقول عنه لعين لأنني اكتشفت أنه ينافس المرض الخبيث السرطان في مهاجمته الشرسة لأقرب الناس لنا وتحويله إلى إنسان آخر يعيش بيننا ولا يعرفنا.
لقد هاجم هذا المرض اللعين أقرب الناس لي وحوله من إنسان قوي وحكيم له شنة ورنة بين الناس يخشاه الكبير قبل الصغير لذكائه وصراحته وقوة عزيمته إلى إنسان ضعيف خائف طوال الوقت لا يتذكر أبناءه وأهم تفاصيلهم الشخصية ويعيش في الماضي البعيد، يسأل أبناءه السؤال نفسه عشرات المرات ويجعلهم يتحسرون على ذلك العقل الذي شاخ وكسر صاحبه.
أصابني الذعر الشديد أن يصيبني هذا المرض اللعين، فسألت الأطباء عن كيفية المحافظة على مخي منه بعيدا عن الأدوية فنصحوني بممارسة بعض الألعاب البسيطة يوميا لزيادة التركيز وتنشيط المخ، وبما أننا في زمن السوشيال ميديا والكل يفتي يوميا في جميع الوسائل، وخصوصا التيك توك، فإنني أمارس بعض الألعاب الإلكترونية عبر التطبيقات المنتشرة والمتوافرة في متناول الجميع وفي هواتفنا الشخصية، وفعلا اندمجت في تقريبا ثلاثة ألعاب جميلة وبسيطة تنشط المخ وتفصلني عن العالم الخارجي خصوصا لو كنت متوترة. من ضمن شروط هذه الألعاب أنه لكي أحصل على بعض النقاط الإضافية يجب أن أشاهد الإعلانات التي تفرضها عليّ اللعبة، وطبعا بعد أن وصلت إلى مراحل متقدمة فوجئت، بل صعقت منذ شهر ببعض الإعلانات التي تقززت منها عن تطبيقات لبعض الأفلام القصيرة التي تتضمن مشاهد لا يجب أن يراها أي إنسان محترم بأي دين أو مذهب كان، أول رد فعل كان مني أن أقفل اللعبة وأحاول أن أرفض هذه النوعية بأن أخسر الدور، ولكن لكي أتابع للمرحلة الأخرى عليّ أن أنهي الإعلان غصبا عني، فما كان مني أنا الإنسانة الخمسينية الناضجة إلا أن أضع يدي على الشاشة كي لا أتقزز من المناظر حتى ينتهي الإعلان.. وهو ما جعلني أفكر فيما لو كان أي مراهق أو مراهقة يلعبون هذه اللعبة وتفاجئهم هذه الإعلانات فماذا سيكون رد فعلهم؟ وكيف ستؤثر عليهم سلبا؟ وما الطريقة التي يجب أن نوعي بها هذا الجيل المدمن على السوشيال ميديا بأن يحاسب من هذه السموم البشعة التي يبثونها حتى في الألعاب العادية البسيطة؟
نحن في زمن السوشيال ميديا ومهما حاولنا أن نراقب ونمنع فهو أصبح المسيطر على جيل بأكمله، كيف نستطيع أن نحمي أطفالنا من هذه السموم الضارة؟
التربية الصحيحة وغرس القيم والمبادئ والوازع الديني الصح منذ الصغر في أطفالنا هما الحل من وجهة نظري، فهل لديكم أي حلول أخرى؟ أفيدوني أفادكم الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك