المصارعة والفنون القتالية المختلطة تحتاج إلى أكثر من مجرد قوة بدنية ومهارة، فهي تتطلب رؤية واضحة، وانضباطًا عاليًا، ومدربًا قادرًا على صناعة الفرق. هذا ما يقدمه علاء الروغاني المدرب المحترف الذي كرس أكثر من 15 عامًا لتطوير المواهب وصقل الأبطال. ومنذ انتقاله إلى البحرين عام 2018 وضع حجر الأساس لأول فريق مصارعة في المملكة، وأسهم في تحقيق إنجازات غير مسبوقة على المستويين العربي والآسيوي.
وفي هذا الحوار الذي أجراه «ملحق أخبار الخليج» يتحدث الروغاني عن رحلته من المنافسة إلى التدريب، والتحديات التي واجهها، وأبرز محطاته وإنجازاته، إضافة إلى رؤيته لمستقبل المصارعة والفنون القتالية في البحرين، والطموحات التي يسعى لتحقيقها.
- حدثنا عن رحلتك في عالم المصارعة والفنون القتالية؟
بدأت مشواري في المصارعة منذ سن العاشرة، ومنذ ذلك الحين تحولت من لاعب مبتدئ إلى محترف، حيث حققت العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي في المصارعة والجوجيتسو. انتقلت إلى البحرين عام 2018، ومنذ ذلك الوقت ركزت على تدريب الأطفال والناشئين، وأصبحت جزءًا من عملية تطوير هذه الرياضة في المملكة.
- كيف بدأت مسيرتك في التدريب؟
امتلكت شغفًا كبيرًا لمساعدة الآخرين على تحقيق إمكانياتهم، وخلال مسيرتي، تدربت مع نخبة من المدربين العالميين من روسيا وإيران والعراق، بالإضافة إلى أبطال العالم الذين يمثلون منتخب البحرين للمصارعة والفنون القتالية المختلطة. كل هذه التجارب عززت من معرفتي وجعلتني أكثر قدرة على صقل مهارات اللاعبين الناشئين.
- ما الذي دفعك إلى اختيار التدريب بدلا من الاستمرار كمنافس؟
أردت أن أترك بصمة دائمة من خلال نقل خبرتي إلى الجيل القادم. رؤية اللاعبين وهم يحققون الإنجازات تحت إشرافي هو شعور يفوق أي فوز شخصي.
- ما هي أبرز شهاداتك وإنجازاتك؟
حصلت على العديد من الشهادات الدولية في المصارعة والجوجيتسو، وأحمل الحزام البني في الجوجيتسو، كما أنني حكم آسيوي معتمد تحت مظلة الاتحاد الدولي IMMAF للفنون القتالية المختلطة. ومن أبرز إنجازاتي حصولي على الميدالية البرونزية في بطولة العالم للجوجيتسو عام 2022.
- ما أبرز إنجازاتك كمدرب؟
أسست أول فريق مصارعة في البحرين نهاية عام 2019 بثلاثة لاعبين فقط، والآن أصبح لدينا أكثر من 90 مصارعًا. منذ بداية مشاركاتنا في البطولات حقق لاعبونا ميداليات ملونة في الدوري السعودي للمصارعة عامي 2022 و2023، بالإضافة إلى كأس اتحاد الإمارات ودورة الألعاب الرمضانية 2024. هذه الإنجازات تعتبر تاريخية بالنسبة إلى رياضة المصارعة في البحرين، وخاصة على مستوى الفئات العمرية الصغيرة.
- ما اللحظة الأكثر فخرًا في مسيرتك التدريبية؟
عندما رأيت لاعبيّ يعتلون منصات التتويج لأول مرة. كان ذلك تأكيدًا لي بأن الجهود التي بذلناها لم تذهب سدى.
- كيف تقوم بتطوير مستوى اللاعبين؟
نطبق برامج تدريبية متكاملة تشمل الإعداد البدني والفني والنفسي، وننظم معسكرات تدريبية داخلية وخارجية لاستضافة أبطال عالميين والاستفادة من خبراتهم.
- ما أهم التحديات التي تواجهها كمدرب؟
أكبر التحديات هي غرس الالتزام والانضباط لدى اللاعبين الصغار، بالإضافة إلى توفير الموارد المناسبة للتدريب وفق أعلى المستويات العالمية.
- كيف يتم إعداد اللاعبين نفسيًا وذهنيًا للمنافسات؟
إعداد اللاعبين لا يقتصر على الجانب البدني فقط، بل يشمل أيضًا التوجيه النفسي، حيث نعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتنمية قدرتهم على التركيز والهدوء قبل النزالات.
- ما هي الخطط المستقبلية لتطوير رياضة المصارعة في البحرين؟
نهدف إلى بناء قاعدة قوية من اللاعبين من الفئات العمرية الصغيرة، من خلال برامج تدريبية مكثفة وزيادة المشاركات في البطولات المحلية والدولية، لضمان جاهزية اللاعبين للمنافسة عالميًا.
- ما هي أبرز المشاركات القادمة؟
عام 2025 سيكون عامًا حافلًا بالمشاركات، أهمها دورة الألعاب الآسيوية للشباب التي ستستضيفها البحرين في سبتمبر، حيث سنشارك بفريق في المصارعة والفنون القتالية المختلطة. كما سنخوض عدة بطولات خارجية ومعسكرات تدريبية استعدادًا لهذا الحدث الكبير.
- هل هناك استراتيجيات جديدة يتم تطبيقها لمواكبة التطورات العالمية؟
نعم، نستخدم التكنولوجيا الحديثة لتحليل أداء اللاعبين، ونتبع أساليب تدريبية متقدمة تعتمد على أفضل الممارسات العالمية.
- كيف ترى مستقبل هذه الرياضة في البحرين؟
المستقبل واعد جدًا، والمواهب البحرينية قادرة على تحقيق إنجازات كبيرة. نحن بحاجة إلى مزيد من الدعم والتخطيط المستدام لضمان استمرار تطور الرياضة. الجهود التي يبذلها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في دعم الرياضات القتالية تُعد عاملًا رئيسيًا في تطوير هذه الألعاب، وأنا واثق بأننا سنرى قريبًا منتخبًا بحرينيًا قادرًا على المنافسة عالميًا.
- ما هو هدفك الأكبر كمدرب؟
أطمح إلى تأهيل لاعبين بحرينيين للمشاركة في الأولمبياد. الطريق طويل، لكنه ليس مستحيلًا مع العمل الجاد والتخطيط الصحيح.
- كلمة أخيرة للشباب الطموح؟
المصارعة والفنون القتالية تعلمكم الصبر والانضباط وتبني شخصياتكم. إذا كنتم تحلمون بالنجاح فآمنوا بأنفسكم، وابدأوا العمل الجاد منذ الآن، ولا تتوقفوا عن الحلم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك