لا تخلو مهنة من المخاطر، سواء كانت جسدية أو اقتصادية أو صحية. ولا يختلف قطاع الانشاءات والمقاولات والمشاريع الهندسية عن هذه القاعدة، حيث يواجه المطورون والمقاولون مخاطر قد تؤثر على الإنجاز وتؤدي إلى خسائر مالية. وهنا يبرز التأمين على اخطار المقاولين كوسيلة مهمة لتخفيف آثار هذه المخاطر من جانب، وحفظ الحقوق من جانب آخر، يضاف الى ذلك ضمان استمرار المشروع وعدم توقفه.
أشار تقرير أعدته منصة (أسود البزنس)، إلى أن التأمينات الهندسية هي مجموعة من تأمينات الممتلكات والمسؤولية المدنية التي تهدف إلى حماية المشروعات المختلفة من الأضرار التي قد تتعرض لها الآلات والمعدات والأجهزة والتركيبات والمباني سواء كان ذلك في مرحلة الإنشاء والتجارب أو في مرحلة التشغيل الفعلي، كما تهدف إلى الحماية من الخسائر المادية الناشئة عن مسؤولية المقاولين وأصحاب المشروعات قبل الغير.
ولفت التقرير الى ان التأمين على أخطار المقاولين يجب ان يغطي كافة الخسائر التي تحدث لمشروعات الهندسة المدنية والمعمارية، ولا بد من أن تصدر وثائق مختلفة التغطيات للمقاول لتغطي أخطار الحريق والسرقة والمسؤولية المدنية وغيرها ويصدر هذا التأمين ليغطي جميع هذه الأخطار.
لذلك يجب أن يحتوي مبلغ التأمين على بنود واضحة تتعلق بقيمة المقاولة، معدات العمل، آلات الإنشاء، الحد الأقصى لمبلغ تأمين المسؤولية المدنية، رفع الأنقاض.
وتنقسم مدة الغطاء في التأمين على أخطار المقاولين إلى مدتين. المدة الأولى هي فترة الإنشاء. وتبدأ منذ ابتداء المقاول في القيام بأعمال المقاولة وحتى حين تسلم المقاولة تسلما أولياً. ويكون الغطاء من كافة الأخطار.
المدة الثانية وهي فترة الصيانة وتبدأ منذ انتهاء المدة الأولى وتنتهي بقبول صاحب المشروع للعمل بصورة نهائية ويكون الغطاء مقتصراً على الحوادث التي تنتج من أعمال الصيانة.
أما بالنسبة إلى أنواع الاخطار، فيمكن ان تقسم هي الأخرى الى نوعين، النوع الأول هو أخطار القوة القاهرة والتي لا يمكن التحكم في حدوثها، وإنما يمكن تقليل حدة هذه الأخطار بواسطة وسائل الوقاية والمنع للخسائر؛ وهذه الأخطار مثل الأمطار والقيطان والرياح والعواصف والزلازل.
والنوع الثاني يحتوي على الأخطار التي تقع نتيجة لعوامل يمكن التحكم فيها مثل الهبوط الكلي أو الجزئي والتحركات الجانبية للتربة والإهمال والسرقة والحريق والأخطار القنية وأخطار المسؤولية المدنية.
كما ان هناك استثناءات لحالات لا يغطيها التأمين. فمثلا يستثني هذا النوع من التأمين الخسارة أو التلف الذي ينتج بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن الحروب والنشاط التخريبي.
كما يستثنى الخسارة أو التلف الذي ينتج بصورة مباشرة عن العطل أو الخلل الميكانيكي أو الكهربي، وكذلك الضرر أو التلف أو الضياع للملفات والخرائط والوثائق، وأيضا الحوادث التي تنتج بصورة مباشرة أو غير المباشرة للآلات المرخصة للاستعمال في الطرق خارج موقع العمل، كذلك تستثنى المسؤولية عن الموظفين والمستخدمين الذين يعملون لدى المؤمن له، يستثنى أيضا المسؤولية التي تم الاتفاق عليها بصورة اتفاقية إلا إذا كانت هذه المسؤولية تقع على عاتق المؤمن له.
ولا تغطي وثيقة أخطار المقاولين في كثير من الدول الخطأ في التصميم الذي يقع فيه كل من المهندس والمقاول قياسا على وثائق الأطباء والجراحين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك