العدد : ١٧١٠٥ - الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٥ - الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

صورة أمريكا ما بين جيمي كارتر ودونالد ترامب

بقلم: د. جيمس زغبي {

الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

شهدت‭ ‬العاصمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬واشنطن‭ ‬دي‭.‬سي‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬مشهدا‭ ‬مليئا‭ ‬بالتناقضات‭ ‬الصارخة‭: ‬الكرامة‭ ‬المهيبة‭ ‬التي‭ ‬اشتمل‭ ‬عليها‭ ‬وداع‭ ‬الأمة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬التصرفات‭ ‬العاصفة‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬عودة‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬رجلان‭ ‬مختلفان‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬ودونالد‭ ‬ترامب‭. ‬وكما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬لإثبات‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬نشرت‭ ‬إحدى‭ ‬الصحف‭ ‬عناوين‭ ‬رئيسية‭ ‬لافتة‭ ‬تبرز‭ ‬هذه‭ ‬التناقضات‭ ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭.‬

فقد‭ ‬جاء‭ ‬العنوان‭ ‬الأول‭ ‬البارز‭ ‬كالآتي‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الجرائد‭: ‬‮«‬الاحتفال‭ ‬بـخادم‭ ‬الشعب‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬عنوان‭ ‬فرعي‭ ‬بارز‭ ‬كالآتي‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬وصل‭ ‬كارتر‭ ‬إلى‭ ‬واشنطن،‭ ‬تجمع‭ ‬الكثيرون‭ ‬لتكريم‭ ‬تواضعه‭ ‬ولياقته‮»‬‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬المقابل،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬العنوان‭ ‬الرئيسي‭ ‬كالآتي‭: ‬‮«‬ترامب‭ ‬لن‭ ‬يستبعد‭ ‬الإكراه‭ ‬لتوسيع‭ ‬خريطة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬عنوان‭ ‬فرعي‭ ‬بارز‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬بنما‭ ‬وجرينلاند‮»‬‭.‬

في‭ ‬نفس‭ ‬الأسبوع‭ ‬كان‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حداد‭ ‬على‭ ‬وفاة‭ ‬أحد‭ ‬الرؤساء‭ ‬السابقين‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬بالثناء‭ ‬على‭ ‬خدمته‭ ‬للآخرين،‭ ‬وتواضعه،‭ ‬وصدقه،‭ ‬والتزامه‭ ‬بالسلام‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وفي‭ ‬نفس‭ ‬الأسبوع‭ ‬كان‭ ‬الأمريكيون‭ ‬ينتظرون‭ ‬أيضًا‭ ‬عودة‭ ‬رئيس‭ ‬سابق‭ ‬آخر‭ ‬هدد‭ ‬باستخدام‭ ‬الإكراه‭ ‬‮«‬للسيطرة‮»‬‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬والعفو‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬الأشخاص‭ ‬المدانين‭ ‬بمحاولة‭ ‬العنف‭ ‬لقلب‭ ‬نتيجة‭ ‬انتخابات‭ ‬2020‭.‬

إن‭ ‬قصة‭ ‬قناة‭ ‬بنما‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تكفي‭ ‬وحدها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬كي‭ ‬تظهر‭ ‬لنا‭ ‬مدى‭ ‬الاختلافات‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬الرجلين‭ -‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬ودونالد‭ ‬ترامب‭-‬والتناقضات‭ ‬بين‭ ‬نهجيهما‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الحكم‭.‬

في‭ ‬خضم‭ ‬الاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشهدها‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وتزايد‭ ‬استياء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البنميين‭ ‬إزاء‭ ‬سيطرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬القناة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يقسم‭ ‬بلادهم‭ ‬إلى‭ ‬نصفين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أثر‭ ‬سلبا‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬مجتمعهم‭ ‬بطرق‭ ‬أخرى،‭ ‬أدرك‭ ‬كارتر‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬للتفاوض‭ ‬على‭ ‬صفقة‭ ‬تحترم‭ ‬سيادة‭ ‬دولة‭ ‬بنما‭.‬

أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأخرى،‭ ‬فإن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬يريد‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المعاهدة،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬القناة‭ ‬‮«‬ملكنا‮»‬،‭ ‬ومدعياً‭ ‬أننا‭ ‬‮«‬فقدنا‭ ‬آلاف‭ ‬الأرواح‮»‬‭ ‬أثناء‭ ‬بنائها‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬التقديرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لقي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬بنمي‭ ‬حتفهم‭ ‬أثناء‭ ‬حفر‭ ‬القناة،‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬لقوا‭ ‬حتفهم‭ ‬كان‭ ‬قليلاً‭ ‬للغاية‭.‬

فيما‭ ‬يلي‭ ‬بعض‭ ‬التناقضات‭ ‬الإضافية‭ ‬بين‭ ‬الرجلين،‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬ودونالد‭ ‬ترامب‭: ‬أحدهما‭ ‬كان‭ ‬متواضعا،‭ ‬والآخر‭ ‬متفاخرًا‭ ‬دائمًا؛‭ ‬أحدهما‭ ‬كرس‭ ‬حياته‭ ‬للآخرين،‭ ‬والآخر‭ ‬نرجسي؛‭ ‬قال‭ ‬أحدهما‭ ‬‮«‬لن‭ ‬أكذب‭ ‬عليك‭ ‬أبدًا‮»‬‭ (‬ولم‭ ‬يتمكن‭ ‬مدققو‭ ‬الحقائق‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬كذبة‭ ‬واحدة‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬كارتر‭)‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬حدد‭ ‬مدققو‭ ‬الحقائق‭ ‬33000‭ ‬كذبة‭ ‬قالها‭ ‬الآخر،‭ ‬أي‭ ‬ترامب،‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬فقط؛‭ ‬كان‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬يعزو‭ ‬نجاحاته‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬فيما‭ ‬ظل‭ ‬ترامب‭ ‬يزعم‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يحقق‭ ‬كل‭ ‬شيء؛‭ ‬ولد‭ ‬كارتر‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬جنوبية‭ ‬صغيرة‭ ‬وبعد‭ ‬توليه‭ ‬منصبه‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الحياة‭ ‬البسيطة‭ ‬حتى‭ ‬أيامه‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فيما‭ ‬ولد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬ثرية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬وأحاط‭ ‬نفسه‭ ‬بحياة‭ ‬البذخ‭ ‬والإفراط‭ ‬والتباهي‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬ملاحظة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬والتناقضات‭ ‬بين‭ ‬الرجلين؛‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬ودونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الخصائص‭ ‬والسمات‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بينهما‭.‬

إن‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬قد‭ ‬انتُخب‭ ‬رئيساً‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬باعتبارهما‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬التغيير،‭ ‬لأنهما،‭ ‬في‭ ‬عصرهما،‭ ‬فهما‭ ‬واستجابا‭ ‬لحاجة‭ ‬متصورة‭ ‬في‭ ‬مزاج‭ ‬الجمهور‭ ‬الانتخابي‭ ‬الأمريكي‭.‬

لقد‭ ‬انتُخِب‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬الأمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الصدمات‭ ‬المزدوجة‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬واستقالة‭ ‬الرئيس‭ ‬ريتشارد‭ ‬نيكسون‭. ‬وقد‭ ‬استغل‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬أسلوبه‭ ‬الريفي‭ ‬البسيط‭ ‬ليثبت‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬السياسي‭ ‬التقليدي‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬مرتاحاً‭ ‬ومستقراً،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الناخبون‭ ‬يتوقون‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أدرك‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬كانوا‭ ‬مضطربين‭ ‬بسبب‭ ‬التغيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وكانوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الصدمات،‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬أحداث‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001‭ ‬أو‭ ‬الحرب‭ ‬الكارثية‭ ‬الفاشلة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬أو‭ ‬تداعيات‭ ‬الانهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2008‭ ‬و2009‭. ‬

كان‭ ‬الناخبون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أيضا‭ ‬حذرين‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬النمطيين‭ ‬الذين‭ ‬إما‭ ‬لم‭ ‬يفهموا‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يهتموا‭ ‬بمدى‭ ‬غضبهم‭ ‬وانزعاجهم‭. ‬وقد‭ ‬وعد‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬بالصدق‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاضطرابات،‭ ‬فيما‭ ‬وعد‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بتحريك‭ ‬الأمور‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭.‬

هناك‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬الرئيسين‭ ‬السابقين‭: ‬فرغم‭ ‬الاختلافات‭ ‬الواضحة‭ ‬بينهما،‭ ‬فإنهما‭ ‬يعكسان‭ ‬جانبين‭ ‬مختلفين‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الأمريكي‭. ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أمة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بأشياء‭ ‬عظيمة‭ ‬وجيدة،‭ ‬مثلما‭ ‬أنها‭ ‬أيضاً‭ ‬أمة‭ ‬أثبتت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الشرور‭.‬

لقد‭ ‬رحبت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بملايين‭ ‬اللاجئين،‭ ‬وقدمت‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الأحداث‭ ‬الكارثية،‭ ‬وقادت‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬وترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬المساواة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬ولدت‭ ‬الأمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بخطيئة‭ ‬العبودية‭ ‬الأصلية،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تكافح‭ ‬العنصرية،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬لديها‭ ‬نزعة‭ ‬كراهية‭ ‬الأجانب‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر،‭ ‬كما‭ ‬ارتكبت‭ ‬أو‭ ‬ساعدت‭ ‬أو‭ ‬حرضت‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬بعيدة‭ ‬مثل‭ ‬فيتنام‭ ‬والعراق‭ ‬وكوبا‭ ‬وفلسطين‭.‬

لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أن‭ ‬ينكروا‭ ‬أيًّا‭ ‬من‭ ‬هذين‭ ‬الجانبين‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬أمتهم‭ ‬و«شخصيتها‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬المذكورين‭ ‬يمثلان‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬وما‭ ‬هم‭ ‬عليه‭ ‬أيضا‭. ‬والأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كلاً‭ ‬منهما‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يصبح‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وإذا‭ ‬سمح‭ ‬الأمريكيون‭ ‬لأنفسهم‭ ‬بنسيان‭ ‬حقيقة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الشر‭ ‬يظل‭ ‬دائما‭ ‬كامنا‭ ‬ويطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬فإنهم‭ ‬يصبحون‭ ‬عُرضة‭ ‬لإغراءاته‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬إذا‭ ‬نسي‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أنهم‭ ‬يمتلكون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬الخير‭ ‬والأشياء‭ ‬العظيمة،‭ ‬فإنهم‭ ‬بذلك‭ ‬ينكرون‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬الأمور‭ ‬ويفقدون‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬إحداث‭ ‬التغيير‭.‬

إن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬جنازة‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬تنصيب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬قد‭ ‬وضعت‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أمام‭ ‬خيار‭ ‬وتحد‭ ‬أيضا‭. ‬فأي‭ ‬مسار‭ ‬سوف‭ ‬يسلكونه،‭ ‬وأي‭ ‬أمريكا‭ ‬سوف‭ ‬يصبحون؟

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا