العدد : ١٧١٠٤ - الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٤ - الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

خمسة تحديات لتحقيق الأمن البحري في الخليج العربي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬عديدة‭ ‬سابقة‭ ‬إلى‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وكان‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬مرتبطا‭ ‬بحدث‭ ‬محدد،‭ ‬ولكن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬لايزال‭ ‬يطرح‭ ‬ذاته‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة،‭ ‬بل‭ ‬تزداد‭ ‬وتيرتها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يزداد‭ ‬فيه‭ ‬اعتماد‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬400%‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬تحديات‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬حيوي‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كدول‭ ‬تصنف‭ ‬بأنها‭ ‬دول‭ ‬بحرية‭ ‬بالنظر‭ ‬الى‭ ‬موقعها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬وإطلالتها‭ ‬على‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وهما‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وباب‭ ‬المندب؟‭ ‬بداية‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬طبيعة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬وحتى‭ ‬المشهد‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬القضية‭ ‬مثار‭ ‬النزاعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ولكن‭ ‬هو‭ ‬ورقة‭ ‬يتم‭ ‬توظيفها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬وقوة‭ ‬بحرية‭ ‬لإدراكها‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬وأهمية‭ ‬تلك‭ ‬الورقة‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬نقطة‭ ‬تماس‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ونظيره‭ ‬العالمي‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عديدة‭ ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الأساسي‭ ‬لتأسيس‭ ‬كافة‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وما‭ ‬أود‭ ‬تأكيده‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬النقطة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬نتيجة‭ ‬لبلوغ‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬حدا‭ ‬عنيفا‭ ‬وخروجها‭ ‬عن‭ ‬المألوف‭ ‬بما‭ ‬يحدو‭ ‬بأطراف‭ ‬الصراع‭ ‬لنقل‭ ‬الصراعات‭ ‬إلى‭ ‬البحار‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مجالاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬لاختبار‭ ‬طبيعة‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬وما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أمن‭ ‬بحري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تسوية‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬جذري،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬التحالفات‭ ‬العسكرية‭ ‬مهمة‭ ‬لجهة‭ ‬تحقيق‭ ‬الردع،‭ ‬ولكن‭ ‬تأثيرها‭ ‬يرتبط‭ ‬بالمهمة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬تتسم‭ ‬بالاستمرارية،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المخاطر‭ ‬الراهنة‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬قضية‭ ‬أخرى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬وهي‭ ‬الخلافات‭ ‬الحدودية‭ ‬البحرية،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الحدود‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬ثروات‭ ‬منها‭ ‬النفط‭ ‬أو‭ ‬تتسم‭ ‬بموقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬مهم‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تسوية‭ ‬تلك‭ ‬الخلافات‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬مقدمات‭ ‬صراعات‭ ‬محتملة‭ ‬أكثر‭ ‬نطاقاً،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬دولي‭ ‬توافقت‭ ‬عليه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬بأحكامها‭ ‬يظل‭ ‬تحديا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭. ‬وقد‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬تلك‭ ‬الأحكام‭ ‬يرتبط‭ ‬بمدى‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬نفوذ‭ ‬بحري،‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬نزاعات‭ ‬حدودية‭ ‬بحرية‭ ‬مع‭ ‬جيرانها،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭  ‬تأثير‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬ولعل‭ ‬المعضلة‭ ‬الكبرى‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تأثرت‭ ‬بنتائج‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬وظل‭ ‬جل‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬البرية‭ ‬لمدة‭ ‬ليست‭ ‬بالقليلة،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأمن‭ ‬البحري‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التسلح‭ ‬النوعي‭ ‬أو‭ ‬المناورات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة،‭ ‬فإن‭ ‬التطور‭ ‬المذهل‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ولجوء‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬توظيفها‭ ‬لتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬الخسائر‭ ‬بأقل‭ ‬التكاليف،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مثار‭ ‬انتقاد‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬2,1‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬للصاروخ‭ ‬الواحد،‭ ‬يطلق‭ ‬لتدمير‭ ‬مسيرة‭ ‬حوثية‭ ‬غير‭ ‬متطورة‭ ‬يقدر‭ ‬ثمنها‭ ‬ببضعة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الدولارات‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬ترى‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬أن‭ ‬البحار‭ ‬ساحة‭ ‬مواتية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها،‭ ‬إذ‭ ‬تنعدم‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬فرص‭ ‬المناورة‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬البر‭ ‬ويزخر‭ ‬التاريخ‭ ‬بأمثلة‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬الهجوم‭ ‬الانتحاري‭  ‬على‭ ‬المدمرة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬يو‭ ‬إس‭ ‬إس‭ ‬كول‮»‬‭ ‬في‭ ‬عدن‭  ‬عام‭ ‬2000‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قارب‭ ‬مفخخ‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬17‭ ‬بحاراً‭ ‬أمريكياً‭ ‬وجرح‭ ‬العشرات‭ ‬وتدمير‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬المدمرة،‭ ‬ووصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولة‭ ‬الحوثيين‭ ‬استخدام‭ ‬درونز‭ ‬تحت‭ ‬الماء،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬إجهاضها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضمن‭ ‬تحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬رابعة‭ ‬تحول‭ ‬البحار‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬تلتقي‭ ‬فيه‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬للصراع‭ ‬والتنافس،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وخاصة‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬استراتيجيات‭ ‬منفصلة‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬تضمينه‭ ‬سابقاً‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬تعكس‭ ‬تنافساً‭ ‬لا‭ ‬تعاوناً‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مدى‭ ‬إسهام‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬يرتبط‭ ‬بالتنافس‭ ‬والصراع‭ ‬الدولي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬يرتبط‭ ‬بصراعات‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬ومدى‭ ‬أولويتها‭ ‬للدول‭ ‬والمثال‭ ‬الأبرز‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬تهديداً‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مقارنة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عموماً‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬مضامين‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬خامسة‭ ‬وأخيرة‭ ‬الفجوة‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬وانعكاس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬فالطرف‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬تفوق‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬القطع‭ ‬البحرية‭ ‬ونوعيتها‭ ‬من‭ ‬مصلحته‭ ‬نقل‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬البحار‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عديدة‭.‬

بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬موجود‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬حديث،‭ ‬ولكن‭ ‬جميعها‭ ‬تفاقم‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للممرات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬عموماً‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭.‬

إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأمن‭ ‬الذاتي‭ ‬أو‭ ‬الشراكات‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬الأطر‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬المنوطة‭ ‬بالتعاون‭ ‬البحري‭ ‬وربما‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬إعلان‭  ‬استراتيجية‭ ‬خليجية‭ ‬موحدة‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬تمثل‭ ‬الإطار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للعمل‭ ‬الخليجي‭ ‬الموحد‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬رؤية‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024‭  ‬والتي‭ ‬أشارت‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فقرة‭ ‬مهمة‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وأمن‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬والتصدي‭ ‬للأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬خطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬والتجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وإمدادات‭ ‬الطاقة،‭ ‬ومكافحة‭ ‬عمليات‭ ‬التهريب‭ ‬بأنواعها‭ ‬ومساراتها‮»‬‭ ‬والإشارة‭ ‬بأن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الذاتية‭ ‬وترسيخ‭ ‬الشراكات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأولويات‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬هي‭ ‬كيفية‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬أزمات‭ ‬وكوارث‭ ‬بحرية،‭ ‬والمناورات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬رسالة‭ ‬ردع‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ -‬ولاتزال‭- ‬التحدي‭ ‬الأول‭ ‬للخليج‭ ‬العربي‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا