وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» إلى الخبير الفني عابد الأنصاري (رئيس الشؤون الفنية للاتحاد البحريني لكرة القدم سابقا) دعوة للمشاركة في أول دبلوما للقادة الفنيين على مستوى العالم، ومن أصل 211 اتحادا وقع الاختيار على 24 مشاركا، وكان عابد الأنصاري هو العربي الوحيد في الدورة التي امتدت إلى 18 شهرا، وكانت على أربع مراحل في البرازيل، اليابان، هولندا وسويسرا حيث تخرج في مقر الاتحاد الدولي في مدينة زيوريخ.
أجرى الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» حوارا شيقا مع الخبير الفني عابد الأنصاري، حيث كشف لنا عن تفاصيل دورة الدبلوما للقادة الفنيين على مستوى العالم في نسختها الأولى.
كيف تم اختيارك لدبلوما القادة الفنيين؟
تم اختياري من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بناء على المشاريع التي قمت بها بطلب من الاتحاد البحريني لكرة القدم، وكنت المسؤول عن تنفيذها وإدارتها، وبحسب التقارير الفنية التي كتبت على أعلى مستوى إضافة إلى الاستقرار في الإدارة الفنية خلال عملي بالاتحاد البحريني لكرة القدم.
ما هي أبرز المشاريع التي قمت بها؟
أبرز المشاريع هو مشروع تنمية المواهب في لعبة كرة القدم للمدارس، وأيضا كرة القدم للهواة وغيرها، بالإضافة إلى المشاريع التي تحققت من خلال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومن ضمن الاعتمادات خلال عملي وترؤسي للشؤون الفنية الحصول على الموافقة على اتفاقية التعليم للمستوى A والنجمة الواحدة لمشروع نخبة الشباب، والفئة البرونزية لمشروع نخبة الشباب.
بالإضافة إلى وضع فلسفة الدائرة الفنية والمساهمة في وضع فلسفة كرة القدم الوطنية، وكانت الآمال كبيرة بالخروج من دورة دبلوم القادة الفنيين المرموقة بأكبر استفادة خدمة للرياضة والرياضيين بالمملكة للمساهمة في تحقيق رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.
عند التفكير في الأشهر الثمانية عشر الماضية، كيف تلخص تجربة حصولك على الدبلوما؟
خلال السنتين الماضيتين وهي فترة الدبلوما كان الأثر كبيرا بإضافة آخر ما توصل إليه (فيفا) في عالم كرة القدم، وكذلك تعزيز بعض القناعات والخبرات المتراكمة لي شخصياً، فقد كان لي شرف تمثيل المملكة والخليج والوطن العربي، وكنت العربي الوحيد المشارك في هذه الدورة المرموقة، والتي كان فيها الدارسون 24 من أصل 211 اتحادا تم اختيارهم بعناية فائقة من الفيفا.
ما هي أهم الدروس التي تعلمتها في الدبلوما؟
هناك دروس كثيرة تعلمتها خلال هذا الدبلوم، منها العوامل المرتبطة بتكوين فلسفة كرة القدم بالبلدان للاتحادات والأندية، وعلاقتها بفلسفة تعليم المدربين، وأثرها على فلسفة كرة القدم للهواة والمحترفين، وكيف تكون القيادة في الاتحادات وشروطها، والأمر الأكثر أهمية على المستوى الشخصي هو أن تكون أحد خريجي دبلوم القيادة الفنية للفيفا، والحصول على أعلى شهادة عالمية للمديرين الفنيين، ومن التأثيرات التي تركتها هذه الدورة على المستوى الشخصي ألا تقف عند حد معين.
ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته كجزء من الدبلوما؟
كان التحدي الأكبر هو بعد مضي سنة من الدورة وإكمال الفترة الثانية منها، ولم أكن على رأس وظيفتي التي تتطلب مراحل الدورة التجربة العملية، ولكن إيماني بالله وثقتي بنفسي ومساندة عائلتي لي أعطتني الدفعة المعنوية، وكذلك الفيفا الذي ساندني والتزامهم بالوقوف إلى جانبي حتى التخرج.
ومن الأمور التي ساعدتني في الاستمرار قناعتي التامة بالإرث الذي تركته في مكان عملي، وهنا أود أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى الشيخ علي بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد على إعطائي المساحة في تطوير الإدارة الفنية بالاتحاد ونائبه سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة على المتابعة والثقة اللامتناهية في تطوير الجوانب المرتبطة بالمنظومة الفنية.
ما هي أكبر فرصة قدمتها لك الشهادة؟
قدمت لي الشهادة أمورا كثيرة، منها فرصة تمثيل بلدي خير تمثيل، وأن أكون سفيرا للمملكة بشهادة الفيفا، وكذلك رسم صورة جميلة عن الدين الإسلامي وتعاليمه في الجانبين الأخلاق والانضباط، وأتيحت لي الفرصة للتعرف على ما تزخر به الاتحادات الأخرى في العالم وفي القارات الخمس، والتعرف على الجديد في كرة القدم، والتعرف عن قرب على رؤى الاتحاد الدولي لكرة القدم للمستقبل والتكنولوجيا الحديثة في السنوات القادمة، والعناصر الخمسة الرئيسية في تطوير منظومة كرة القدم في البلد.
كيف تعلمت بشكل أكثر فعالية في الدبلوما؟
كانت للطرق التي تم استخدامها من قبل الخبراء في الدبلوم أثرها في استفادة الدارسين منها، فخلال مراحل الدبلوم تكون الاجتماعات المرئية للمتابعة والتوجيه وتبادل الأفكار ودراسة الحالات وتحليلها، ثم وضع الحلول لها، فعلى سبيل المثال كيفية استخدام التعلم من النظير للنظير ومخرجاته، فقمت باستخدام ذلك في المحاضرات التي تم ترتيبها من الفيفا للاتحادات الأخرى.
كيف استفاد اتحادك نتيجة مشاركتك في الدبلوما؟
استفاد الاتحاد البحريني لكرة القدم من مشاركتي في الدبلوما لكوني أمثل مملكة البحرين، ومن الدلائل العملية على النمو والتطور في الاتحاد عند بداية الدورة تدشين مشروع تنمية المواهب، وتم عرض التدشين خلال اجتماعات الفيفا وكذلك خلال المرحلة الثانية من الدورة في اليابان كأبرز مثال على استفادة الاتحادات من هذا المشروع فكان هذا إرثاً تركته للآخرين لتكملة المشوار ونرى التنمية في تأسيس منتخبات تحت 14، 15، 16 سنة وتبادل المعسكرات للبلدان التي لديها نفس المشروع، كما كان مشروع كرة القدم للمدارس من المشاريع التي جلبتها للبحرين واستفاد منها اتحاد الكرة.
ما هي اللحظة الأكثر تميزًا في حياتك أثناء حصولك على الدبلوما؟
كانت اللحظة التي بدأت فيها الدورة من أسعد لحظات حياتي حيث بدأت في اليوم الأول بعرض صور الدارسين وأسمائهم والدول التي ينتمون لها وأحسست بمسؤولية كبيرة يجب أن أحملها على أكمل وجه، وأرد جميل هذه المملكة العزيزة على قلبي وقلب كل بحريني غيور يمثل عاداتها وتقاليدها ويتصرف بكل إنسانية مع المحيطين، واللحظة الأخرى كانت يوم التخرج، فعند ظهور صورتي واسم بلدي على الشاشة العملاقة في مقر الفيفا أحسست بفخر كبير بعد التصفيق الكبير من إخواني وأخواتي الدارسين في الدبلوم وكلمات الثناء من مسؤولي الفيفا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك