يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
إرثكم هو الإبادة الجماعية
غدا يتولى الرئيس الأمريكي ترامب السلطة رسميا وينتهي عهد إدارة بايدن. جرت العادة مع انتهاء عهد كل إدارة أمريكية أن يقوم المحللون والساسة بالحديث عن إرث هذه الإدارة.. ماذا حققت لأمريكا وللعالم، وما الذي فشلت فيه، وهل يعتبر إرثها بشكل عام إيجابيا أم لا.
وليس من المبالغة القول بأن إدارة بايدن لم تترك إرثا طيبا يمكن أن يذكر لها سواء تعلق الأمر بالعالم أو بالدور العالمي لأمريكا ومكانتها.
في الأيام القليلة الماضية تحدث الرئيس بايدن وبعض من أركان إدارته عن إرثهم وحاولوا أن يقدموا صورة إيجابية عما فعلته الإدارة. غير أن الذي قالوه متهافت، بل يندرج في إطار الكذب والتضليل.
وزير خارجية إدارة بايدن أنتوني بلينكن عقد قبل يومين مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عما يعتبرها إنجازات يجب أن تحسب في رأيه لإدارة بايدن بشكل عام وفيما يتعلق بحرب غزة بوجه خاص.
من بين ما قاله بلينكن إن إدارة بايدن نجحت «بعد 15 شهرا من النزاع المدمر بين حماس وإسرائيل في التوصل إلى اتفاق يمهد لوقف إطلاق دائم للنار».
لكن الذي حدث أن صحفيين قاطعوا بلينكن. الصحفيون اتهموه بدعم جرائم الحرب والإبادة في غزة. وقال أحد الصحفيين: «لماذا سمحت بقتل أصدقائي؟.. كيف تشعر وأنت تعلم أن إرثك هو الإبادة الجماعية؟.. 300 مراسل كانوا هدفا لقنابلك.. لماذا واصلت إرسال القنابل في الوقت الذي كان لدينا فيه اتفاق في مايو.. جدك كان من اللوبي الإسرائيلي.. هل سيطرت عليك إسرائيل؟.. ولماذا سمحت بوقوع محرقة في عصرنا؟.. وما هو شعورك أن يكون إرثك الإبادة؟ ووصف الصحفي بلينكن بأنه مجرم متسائلا: لماذا لست في لاهاي؟
رجال الأمن تدخلوا، حيث أظهر مقطع فيديو منشور على منصة «إكس» لحظة إخراج صحفي بالقوة.
قبل أن يتحدث بلينكن في مؤتمره الصحفي كان الرئيس بايدن قد تحدث بنفسه وعرض ما قال إنها إنجازات لإدارته في مجال السياسة الخارجية.
قال بايدن إن أمريكا في عهده أصبحت «في طليعة المنافسة الدولية» وإنها أصبحت أقوى وخصومها أضعف وعلى رأسهم الصين وروسيا.
بايدن لخص إنجازات إدارته في جملة واحدة قال فيها إن أمريكا في عهده استخدمت قوتها «لجمع أمم، وزيادة أمننا وازدهارنا المشترك، ومقاومة العدوان، وحلّ المشاكل من خلال الدبلوماسية قدر المستطاع، والدفاع بلا كلل عن الديمقراطية، والحقوق المدنية والإنسانية».
إذا تأملنا هذه الجملة يمكننا القول بأن كل ما فيها تضليل وغير صحيح.
أمريكا في عهده لم تجمع أمما ولم تحقق أي ازدهار مشترك.
أمريكا في عهده لم تقاوم عدوانا بل شاركت في أبشع عدوان شهده العالم.
وأمريكا في عهده لم تدافع عن ديمقراطية ولا حقوق إنسان، بل شاركت في أكبر مذبحة في التاريخ لحقوق الإنسان في غزة وغيرها.
حقيقة الأمر أننا إذا أردنا أن نتحدث عن إرث لإدارة بايدن فهو إرث من العار لأمريكا والعالم.
أمريكا في عهد بايدن كانت شريكا كاملا في أكبر مذبحة إبادة جماعية في غزة. ولولا هذه الإدارة لما تمكنت إسرائيل أبدا من ارتكاب كل هذه الجرائم.
وبايدن وأركان إدارته يكذبون حين ينسبون لأنفسهم الفضل في اتفاق وقف حرب غزة. فليس لهم أي فضل.
وإدارة بايدن هبطت بمكانة أمريكا الأخلاقية والسياسية في العالم إلى الحضيض وأظهرتها كقوة مجرمة لا تستحق أبدا أن تكون في أي محل لقيادة العالم.
إرث إدارة بايدن هو بالضبط على النحو الذي تحدث به الصحفي الأمريكي الذي خاطب بلينكن.
وكما قال الصحفي فإن المكان الحقيقي لبايدن وأركان إدارته هو في لاهاي، حيث يجب أن يحاكموا كمجرمي حرب وإبادة أمام المحكمة الجنائية الدولية. هذا هو مكانهم وهذا هو إرثهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك