نفذنا 40 برنامجا تتوافق مع 80 معيارا للمدن الصحية
تحسين جودة حيـاة النـاس قاد المحافظة نحو الاعتماد
تضافر الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد وراء الإنجاز
العاصمة صديقة لكبار السن.. وحملات لمكافحة التدخين والعنف وتنظيف السواحل والتشجير
بعد جهود استمرت منذ 2017، استطاعت محافظة العاصمة أن تحصد اعتماد «المدينة الصحية» من منظمة الصحة العالمية كأول محافظة في اقليم شرق المتوسط تحصل على هذا الاعتماد.
«أخبار الخليج» التقت حسن المدني نائب محافظ محافظة العاصمة للوقوف على مقومات تحقيق هذا الإنجاز، الذي استعرض جهود الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية، لاستحداث ما يقرب من 40 برنامجا متنوعا تتوافق مع 80 معيارا تغطي 9 محاور تحقق اشتراطات منظمة الصحة العالمية، من أجل الحصول على هذا الاعتماد الدولي.
واستعرض المدني أهم المزايا المتحققة من هذا البرنامج، من أجل تحسين جودة حياة الناس من خلال تحقيق متطلبات التنمية المستدامة والارتقاء بالظروف المعيشية في المحافظة عبر زيادة الوعي بالقضايا الصحية، والبيئية والاجتماعية، وتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، ووضع الصحة على رأس أولويات برامج العمل بمختلف القطاعات، وذلك من خلال تضافر كافة الجهود.. وهذا نص الحوار:
بداية ما المقصود بالمدينة الصحيّة؟
هي المدينة التي تعمل باستمرار على تحسين صحة القاطنين بها، وتسعى إلى تحسين الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر في صحة الناس، وهي مدينة داعمة ومعززة للصحة وتتميز ببيئة نظيفة وآمنة ومستدامة، ومجتمع متماسك ومتعاون، واقتصاد حيوي ومتنوع وخلاق، وهي المدينة التي تضع الصحة على رأس الأولويات.
ماهي أبرز الأهداف المرتبطة ببرنامج المُدن الصحيّة؟
الهدف من برنامج المدن الصحية هو تحسين جودة حياة الناس من خلال تحقيق متطلبات التنمية المستدامة والارتقاء بالظروف المعيشية في المحافظة عبر زيادة الوعي بالقضايا الصحية، والبيئية والاجتماعية، وتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، ووضع الصحة على رأس أولويات برامج العمل بمختلف القطاعات، وذلك من خلال تضافر كافة الجهود.
ويتمتع مفهوم المدن الصحية بقبول واسع النطاق عالميا، وقد تم ترسيخه في كافة الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية، وتبنى إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية البرنامج في عام 1990.
لماذا تبنت محافظة العاصمة برنامج المدن الصحية؟
إن تبني محافظة العاصمة هذا البرنامج الرائد يأتي نظراً إلى انعكاساته الإيجابية على المجتمع ككل، ودوره في توفير البيئة الصحية السليمة بأعلى مستويات الجودة لجميع أفراد المجتمع، واعتماده بشكل أساسي على العمل التشاركي الجماعي، واستهدافه بشكل مباشر أفراد مجتمع العاصمة وبيئتهم.
مسيرة أعوام انتهت بتحقيق الاعتماد
حدثنا عن تاريخ محافظة العاصمة مع برنامج المدن الصحيّة؟
دشنّت محافظة العاصمة بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية برنامج المدن الصحية في عام 2017، ونجحنا جميعا في اعتماد منطقة أم الحصم كمدينة صحية في العام التالي 2018، ومنذ تلك اللحظة وضعت المحافظة نصب عينها التوسع في تطبيق البرنامج وصولاً إلى تعميمه في محافظة العاصمة، وبالفعل سارت المحافظة نحو تعزيز الشراكات بين مختلف القطاعات لتنفيذ برامج ومبادرات صحية ومجتمعية وبيئية، وتكللت تلك الجهود باعتماد المنامة مدينة صحية في عام 2021، كأول عاصمة في إقليم شرق المتوسط تنال هذا الاعتماد، ما منحنا الدافع والحافز نحو مواصلة جهودنا وصولاً الى الهدف الذي ننشده جميعاً، وهو تعميم البرنامج على كافة قرى ومدن ومناطق محافظة العاصمة، وها نحن اليوم نسعد باعتماد «العاصمة محافظة صحية» كأول محافظة على مستوى إقليم شرق المتوسط، وهذا يدل على التقدير الدولي للخطط والبرامج والجهود الحكومية في مجالات الصحة والتنمية المستدامة.
التوسّع الجغرافي والتحوّل الرقمي
ما الجديد في النسخة الثالثة لبرنامج المدن الصحية بمحافظة العاصمة؟
الجديد في النسخة الثالثة للبرنامج هو توسيع المساحة الجغرافية للمدينة الصحية لتشمل محافظة العاصمة بالكامل، حيث بدأ تطبيق البرنامج في منطقة أم الحصم في عام 2018، ثم مدينة المنامة في عام 2021 ليغطي كافة مدن ومناطق محافظة العاصمة.
وكذلك مواكبة التحول الرقمي الذي يشهده عالمنا اليوم من خلال التطبيق الإلكتروني الذي استحدثته المحافظة لبرنامج «العاصمة محافظة صحية»، حيث يضم كافة المستندات والوثائق المرتبطة بالمبادرة في تطبيق للأجهزة الذكية، تمهيداً لتدشينه كمنصة تتضمن معلومات عن المرافق الحيوية ومواقعها، والخدمات التي تقدم في المحافظة، بما يسهل على خبراء منظمة الصحة العالمية والمهتمين كافة في هذا المجال التعرف على المؤشرات الصحية في المحافظة، والاطلاع على المبادرات والأنشطة والبرامج التي تصب في محاور ومعايير برنامج المدن الصحية.
بالإضافة إلى توسيع دائرة الشركاء والداعمين والمساهمين من الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد في برنامج «العاصمة محافظة صحية».
تضافر الجهود شريك النجاح
ما هي الجهات المشاركة في إنجاح اعتماد العاصمة محافظة صحية؟
أطلقت المحافظة برنامج المدن الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، ويرأس المحافظ اللجنة العليا لبرنامج المدن الصحية والتي تضم 30 عضواً من الجهات الحكومية والخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد، بالإضافة إلى المتطوعين من مختلف الفئات والتخصصات المسجلين ضمن وثيقة محافظة العاصمة للعمل التطوعي.
ولا شك أن تحقيق هذا الإنجاز سيعطي الدافع لكافة الجهات ذات العلاقة لمواصلة العمل التشاركي نحو تعزيز الجهود الرامية الى الارتقاء بالمجال الصحي والبيئي والاجتماعي في المحافظة، خاصة أن منظمة الصحة العالمية تفرض إعادة للتقييم بشكل دوري للتأكد من استمرار توافر المعايير والاشتراطات المحددة من قبلها للمدن الصحية.
«العاصمة» محافظة خُصّبت بمقومات الصحّة
ما هي المعايير التي تم على أساسها اعتماد العاصمة محافظة صحية؟
هي في مجملها 80 معياراً تتوزع على تسعة محاور: تتضمن تنظيم وتعبئة المجتمع للصحة والبيئة، والتعاون والشراكة والدعوة بين القطاعات، ووجود مركز المعلومات المجتمعي، والمياه والصرف الصحي وسلامة الأغذية والهواء، والتنمية الصحية، والاستعداد للطوارئ والاستجابة لها، والتعليم ومحو الأمية، وتنمية المهارات والتدريب المهني وبناء القدرات، وأنشطة القروض الصغيرة.
ولا يخفى على أحد المقومات الأساسية التي تتمتع بها محافظة العاصمة بشكل خاص، وعموم مملكة البحرين، فالعديد من المتطلبات والمعايير الخاصة بالانضمام الى المبادرة هي منجزات حقيقية قائمة على أرض الواقع، ليبقى علينا استكمال بعض المعايير وتوثيقها والتنسيق الإداري لإدراجها تحت مظلة «المدن الصحية»، إذ تزخر المحافظة بالعديد من المقومات التي تأهلها للحصول على لقب المدينة الصحية، حيث تضم بنية تحتية ملائمة من شوارع، وصرف صحي وكهرباء، إضافة إلى عديد من المراكز الصحية، والرياضية، والاجتماعية، والثقافية، ومؤسسات المجتمع المدني متعددة الأنشطة.
ما هي أهم البرامج والأنشطة التي أقامتها المحافظة؟
أطلقت محافظة العاصمة حوالي 40 برنامجاً، كلها تصب في أهداف المدن الصحية، وأبرز تلك البرامج اليوم الخليجي للمدن الصحية الذي امتدت فعالياته إلى أسبوع كامل، شمل فعاليات بيئية وصحية وتوعوية مختلفة، وإحياء يوم الشراكة المجتمعية، واليوم العالمي للصحة، وبرامج لمكافحة التدخين، ومكافحة العنف والإدمان، وبرنامج الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى البدء في تحقيق متطلبات الانضمام الى الشبكة العالمية للمسن تحت شعار «العاصمة صديقة لكبار السن»، وإحياء اليوم العالمي للمسن، وإعداد حملات لتنظيف سواحل العاصمة، وتفعيل برنامج العاصمة الخضراء الذي تم إطلاقه في 2014، والقيام بحملة للتشجير بمناسبة «أسبوع الشجرة»، وبرنامج تشجير المدارس الحكومية بالعاصمة بالتعاون مع أمانة العاصمة ووزارة التربية، بالإضافة إلى عدد من المحاضرات الصحية والتوعوية بمبنى المحافظة وفي الأندية والجمعيات في العاصمة، استفادت منها مختلف الفئات.
ما الذي يمثّله لكم تصنيف منظمة الصحة العالمية العاصمة محافظة صحية؟
نفخر في محافظة العاصمة بالحصول على هذا الاعتماد الدولي الذي يعد إنجازاً جديداً يضاف إلى سجلات مملكة البحرين الحافلة بالمنجزات في المجالات الصحية والتنموية والاجتماعية، ويسهم في ترسيخ مكانة المنامة العالمية وريادتها في المنطقة كونها من المدن التي تميزت على الخارطة العالمية في مختلف الجوانب.
كلمة أخيرة بمناسبة هذا الإنجاز لمحافظة العاصمة؟
إننا في محافظة العاصمة عازمون على الاستمرار في هذا البرنامج من خلال الممارسة والتعلم والتحسين المستمر، وهذا نابع من الفهم والإدراك العميق لأهداف ومقاصد البرنامج باعتبار المحافظة تمتلك خبرة تراكمية منذ عام 2017، وما اكتسبه فريق العمل من خلال زيارات خبراء منظمة الصحة العالمية، ومن أدبيات منظمة الصحة العالمية، فاعتماد «العاصمة محافظة صحية» ليس هو نهاية المطاف، وإنما هو عمل مستمر في برنامج مستدام، وستواصل المحافظة العمل لتحقيق الهدف المشترك وهو تحسين جودة حياة الناس من خلال تحقيق متطلبات التنمية المستدامة ووضع الصحة على رأس أولويات برامج عمل القطاعات كافة، على أن تجربة محافظة العاصمة متاحة للجميع للاستفادة منها باعتبارها المحافظة الصحية الأولى بمملكة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك